تجربة تفانين ونادى هليوبوليس.. دعم الوعي والانتماء!
يواجه النشاط الثقافي في كافة المواقع سواء الرسمية أو القطاع المدني، الكثير من المشاكل من أهمها عدم الاقبال من المواطنين، وكثيرا ما تتحول هذه النشاطات إلى تجمعات من الاصدقاء، ومن هنا قد تكون الأندية الرياضية مكان في أمس الاحتياج إلى الأنشطة الثقافية التي تنمي الوعي والإنتماء إلي الوطن.
والحقيقة فإن ملتقى تفانين الدولي بدأ رحلة الألف ميل، بخطوة مهمة عندما إتجه إلي المتاحف والأندية الرياضية، لإقامة أنشطة ثقافية لأعضاء الأندية وزوار المتاحف، كانت البداية في متحف المركبات الملكية، حيث أقامت فيه معرض فن تشكيلي، وقدمت ورش فنية للأطفال والكبار مجانا..
ثم أقامت معرضا في المركز الثقافي في نادي الزمالك، وعلى هامش المعرض أقاموا ورش فنية لأطفال النادي وندوات، تحدث فيها الفنان الكبير محمد فاضل والخبير الاستراتيجى الدكتور سعد الزنط..
والأسبوع الماضى كان هناك أشبه بمهرجان ثقافي رائع في نادى هليوبوليس تحت رعاية عمرو السنباطي رئيس النادي، الذى رحب بإقامة المعرض والأنشطة المصاحب، وهنا لابد أن أشير إلى دور القيادة واقتناعها بدور الثقافة.
عمرو السنباطي بمجرد أن عرضت فكرة المعرض والورش المصاحبة لأعضاء النادى الكبار واطفال النادى، وافق على الفور، بل ورحب بأي نشاط ثقافي يحتضنه النادي، وعلى مدى ستة أيام عاش الفنانين المشاركين في المعرض حالة من البهجة والمتعة..
شارك الفنانون أعضاء النادى مع أطفال النادى الذين شاركوا في الورش والتصوير مع الفنانين المشاركين، وكان جميلا أن يشارك عدد من فنانين النادي مع فناني ملتقى تفانين، وقد خلق هذا المعرض حالة اجتماعية رائعة، وما حدث يؤكد أن الأندية يمكن أن تكون أحد أهم الأماكن التى يجب أن تعمل من أجل الثقافة..
الأندية تزدحم بالأعضاء في مختلف الأعمار، ومنهم الأطفال، ويأتى السؤال: كيف يقدم العمل الثقافي الجاذب لكافة الأعمار؟ ومؤكد أن دور قيادة الأندية مهم للغاية، فهو الذى سيساهم في التعاون مع من يطلب تقديم المنتج الثقافي..
ولابد أن نشير إلي نادي هليوبوليس لديه لجنة ثقافية تقدم أنشطة ثقافية على رأسها الشاعر عمر الجبيلي، والفنانة الكبيرة أزميرالدا حداد والجندى المجهول أحمد وجيه، الذى تعاونوا بأقصى درجة مع ملتقى تفانين وعلى رأسه الفنانة نهى محفوظ، حتى يكون كل ما يقدم على أعلى مستوى وقد كان.
هنا نصل أن الأندية الرياضية يمكن أن تكون قاعدة مهمة لنشر الثقافة التي تدعم الوعي والإنتماء من أجل بناء الإنسان المصري خاصة بعد فقدنا الأمل في وزارتى الشباب والثقافة، تحية لملتقى تفانين ونادي هليوبوليس العريق.