رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» بمنازل شهداء الدقهلية في ذكرى تحرير سيناء.. والدة شهيد «الوشايحة» تفقد بصرها حزنًا عليه.. «صائد الدواعش» يقتل 12 إرهابيًا.. ووالد الشحات فتحي: &#

فيتو

دفع العديد من رجال القوات المسلحة أرواحهم فداء للحفاظ على أرض مصر واستقرارها وأمنها وتقدمها ونهضتها، بعدما عاهدوا الله على الدفاع عنها بأغلى ما يملكون.


وفي الذكرى 34 لتحرير سيناء المجيدة، انتقلت «فيتو» إلى مسقط رأس عدد من شهداء محافظة الدقهلية، الذين ضحوا بحياتهم أثناء محاربتهم الإرهاب الغاشم في سيناء.

شهيد قرية الوشايحة
ففي قرية الوشايحة التابعة لمركز منية النصر، بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس الشهيد المجند أحمد فتحي أبوالفتوح، الذي استشهد على يد ما يسمى بتنظيم "بيت المقدس" الإرهابي وبث التنظيم الإرهابي فيديو للشهيد، وهو يدلي باعترافات تحت تهديد السلاح، ثم أعدموه رميًا بالرصاص.

التقت «فيتو» بهند عبدالقادر الرفاعي، والدة الشهيد التي تلازم فراش المرض منذ استشهاد نجلها وأصيبت في عينها بسبب بكائها المستمر عليه.

وقالت: "مَر عام على ذكرى استشهاد أحمد ابني، مرت السنة كأنها كابوس ولم أصدق حتى الآن أنه توفي، ومن وقت للآخر أنتظر عودته، وأقف على باب المنزل وأراه بعيني ينظر إلي ويحكي معي وهو سعيد وأحيانا أتوجه له لأحتضنه لكن فجأة يختفي ولا أراه".

وقالت والدموع تنهمر من عينيها: «كان سندى في الدنيا.. كان هو كل حاجة بالنسبة ليا.. كنت بنتظر رجوعه من الجيش بفارغ الصبر.. كنت بقوله يا أحمد خلي بالك من نفسك وكان يقولي متخفيش عليا يا أمي ابنك راجل».

وأضافت: «لم أنسَ آخر مرة سلم علي فيها وهو مسافر الجيش بعد أن قمت باحتضانه وذهب.. عاد مرة أخرى بحجة أنه نسي شيئا في البيت وقام باحتضاني مرة أخرى وقال لي: خدي بالك من نفسك يا ماما.. لم أنسها وشعرت أنها آخر مرة سأرى فيها ابني».

وعن استشهاده قالت: «جاء لنا تليفون من قائده في الجيش يبلغنا بأنه اشتهد، ولم يبلغني أحد بهذا الخبر، ولكن رأيت أعين المتواجدين في البيت تنهمر منها الدموع فشعرت أن أحمد ابني مات».

وأكدت شقيقة الشهيد أن والدتها أصيبت في عينها من كثرة البكاء على شقيقها، وأجرت 3 عمليات في عينها وتلازم الفراش منذ فترة طويلة.

وعن آخر كلمات الشهيد لها، قالت: «كان حاسس أنه هيموت وكان بيتكلم معايا دايما وبيقولي أنا ممكن مرجعش، كنت بأقولة متقولش كدا وأبعد عن الخطر كان يقولي: أنا مش خاين لبلدي.. وأنا لو مت هبقى شهيد من أجل بلدي».

وأكد محمد أبوالفتوح شقيقه الأكبر أنه يتمنى دخول الجيش ليأخذ حق شقيقه من الإرهاب الغاشم والدفاع عن أرض الوطن بعد شقيقه.

صائد الدواعش
وفي منطقة عزبة الشال بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، مسقط رأس الشهيد البطل الملقب بـ«صائد الدواعش»، عبدالرحمن محمد متولي رمضان، والذي قتل 12 إرهابيًا بمفرده في سيناء، وهو مصاب بطلقة في جنبه وأصيب بطلقة أخرى في رأسه ليلقى ربه شهيدا في شهر يوليو 2015.

التقت «فيتو» بوالده الحاج محمد متولي، والذي لقب في أهل المنطقة بلقب «أبوالبطل»، وقال: «كان نور عينيا إلى بشوف بيها كنت بحس أنه هو اللي أبويا من حنيته عليا، كان محبوب وسط أهل المنطقة والعائلة.. كان دايما يقوللي خد بالك من نفسك ومتتعبش نفسك أنا معاك وفي ظهرك.. وكان يقوللي هطلعك تعمل عمرة بعد ما أخلص الجيش».

وبدموع تنهمر من العين وتعبر عن كسرة القلوب قال: «آخر مرة شوفته فيها حضنني قوي مكنتش عارف ليه؟ وقاللي خد بالك من نفسك، وراح سلم على زملائه كلهم في المنطقة وقاللهم لو مُت في الجيش تمشوا في جنازتي وتخلو بالكم من أهلي.. معرفتش كلامه لأصحابة دا غير بعد ما مات.. كان قلبه عليا وهو عايش وكمان كان بيوصي عليا قبل ما يموت».

وأضاف: «عرفنا في التليفزيون إن فيه كمين في سيناء تم الهجوم عليه من قبل إرهابيين واتصلنا عليه كان الموبيل الخاص به فوجدناه مغلقا وفي اليوم الثاني جاءني اتصال من قائد الوحدة وقال لي: إنت أبو البطل عبدالرحمن، قولتله: أيوا أنا، قاللي: ابنك استشهد فدا مصر وكان راجل ومات وهو واقف على رجله، فلم أتمالك نفسي وأغشي عليّ، وفوجئت بالأهالي يقومون بإسنادي للوقوف».

وتابع: «في اليوم الثاني لاستشهاده ساندني الجميع وجاءتني جميع القنوات للتصوير معي ومع والدته لم أكن أشعر بما حولي، كنت كل ما أشعر به هو أن ظهري اتكسر وشعرت بالوحدة.. وتحدثت مصر كلها عن بطولة نجلي».

وأضاف: «وجاءني مسئولون كبار لم أرهم من قبل، ولكن بعد مرور قرابة الـ7 أيام من استشهاده قررت أن أنتظر نجلى وشعرت أنه سياتى لى في أي وقت حتى ولو في الحلم وبالفعل جاء لى في الحلم وقالى..أنا في مكان حلو أوى يابابا متخفش عليا أنا خد بالك من نفسك ومن إخواتي وأمي».

وتابع: «مرت سنة على استشهاده.. تمر الأيام سريعة، ولكن الحزن يبقى في القلب كما هو عندما أدخل حجرته التي كان يعيش فيها استنشق رائحته أشعر بأنه يتحدث وروحة تعيش معنا.. وبدموع تنهمر من عينيه يقول: «أنا نفسي أحضنه وأموت بعدها.. أو أموت علشان أروحله».

وتجولت «فيتو» في حجرة الشهيد «صائد الدواعش» ووجدنا أوراق رسومات قديمة كان يقوم برسمها وإحتفظت والدته الشهيد بهذه الأشياء وقالت: «مبقاش في غير شوية ورق وهدوم من ريحة نور عينى عبدالرحمن.. كان حنين عليا قوي كان دايما يجي في المكان دا ويتكلم معايا ويحيكلى أسراره كان لما يضايق يجي في حضني ويقولي إدعيلي يا إمي».

وعن آخر لحظاته معها قالت: «كان قلبة حاسس أنه هيموت في آخر إجازة ليه كان ديما يقعد معانا ويقولنا خدوا بالكم من بعض وهو مسافر حضنى وباس أيدي وقالى إدعيلى ياإمى انا وزمايلي».

وأضافت: «قبل استشهادة بيوم اتصل بيا وقالي يا ماما أنا كويس وبخير بس خدوا بالكم من بعض يا عالم هرجع تاني والا لأ.. قولتله هترجع تاني إنشاء الله وخد بالك من نفسك.. وتاني يوم عرفت خبر وفاته ومرت سنة ولم يدخل الفرح البيت ديما بكون حاسة أنه جاي ويخبط على الباب.. لا أطلب من الله سوى أن أراه ولو هموت علشانه».

شهيد قرية رأس الخليج
وفي قرية رأس الخليج التابعة لمركز شربين مسقط رأس الشهيد الشحات فتحي شتا، والذي تحدث عنه قيادات القوات المسلحة عن قصة استشهاده بقيامه باحتضان إرهابي ملثم يلبس قميص متفجرات وجرى به أكثر من 100 متر في محاولة لكي يفدي الكتيبة وزملائه، وفجر الإرهابي نفسه مع الشهيد.

التقت «فيتو» بوالد الشهيد الحاج فتحي شتا وقال: «استشهد ابنى في 29 يناير 2015 الماضي.. كنت اتحدث معة في التليفون كل يوم قبل صلاة الفجر وفجأة لم أتمكن من الوصول إلية واتصلت به وجدت تليفونة مغلق لمدة 3 أيام وفى اليوم الرابع قومت بالاتصال به فرد على أحد أصدقائة وسألته فين ابني قالي البقاء الله ابنك استشهد وروح استلم الجثمان من مستشفى كوبري القبة في القاهرة».

وأضاف: «توجهت إلى المستشفى وفوجئت بأخذ مني تحاليل، وبعد 3 أيام أرسلوا لنا لأخد تحاليل من والدته واستمرت تحاليل DNA لمدة 22 يوما».

وعن آخر اللحظات معه قال: «طلبت منه في آخر إجازة له تركيب خزان مياه في أجازته القادمة وفوجئت برده عليّ قائلا: "هاعمله لأني ممكن مجيش تاني».

وبعد أن مسح دموعه من البكاء على فراق نجله قال: «أنا سعيد أن ابني شهيد بس الفراق صعب قوي وكان هو الابن الكبير كان شايل عني حاجات كتيرة جدا ووالدته تبكي ليلا ونهارا وتتمنى رؤيته».

وأضاف: «قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بإهدائي رحلة حج لبيت الله الحرام أنا وزوجتي وقام الإعلامي أحمد موسى بإهدئنا رحلة عمرة ».

وإختتم والد الشهيد كلمتة قائلا: «مصر لم تسقط والجيش حاميها لانهم ولاد البلد وان مات ابني الشحات من أجل مصر كل يوم بيتولد 100 شحات وهيموتوا فدا مصر وأنا لو سمح لي أروح اخدم مكان ابنى في الجيش في هذا السن هروح».

الجريدة الرسمية