رئيس التحرير
عصام كامل

تحسن بالعلاقات أم صدام خفي؟.. العلاقات الأمريكية الصينية في عهد بايدن

أمريكا
أمريكا
في وقت  كانت فيه التوقعات تشير إلى إن انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة يعتبر فرصة قوية لتعزيز العلاقات الصينية الأمريكية  تأتي التوترات الأخيرة بين بكين وإدارة بايدن لتشير إلى أن هناك صدام محتمل بين الطرفين وأن العلاقات بينهما ليست في أفضل حال مما كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


فبعد أربع سنوات من السياسات الصدامية لإدارة دونالد ترمب، وبعد حرب تجارية لا هوادة فيها، اعتقد البعض أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستغير نهجها تجاه بكين لكن المواقف الأخيرة أثبتت عكس ذلك.

التناقضات والتصريحات
اتضح ذلك جليا  في التناقضات والتصريحات التي صدرت بعد حديث بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج وكانت  هي المرة الأولى منذ تولي الأول منصبه، حيث بدا أن هناك تضارباً في روايتي الطرفين في شأن ما جاء في المكالمة الهاتفية. فبحسب البيت الأبيض، فإن المكالمة كانت قوية وشاملة، إذ أكد بايدن قلقه في شأن الممارسات الاقتصادية القسرية وغير العادلة في بكين، والقمع في هونج كونج والانتهاكات الحقوقية في شينجيانج، والإجراءات الحازمة المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك ضد تايوان.



وعلى جانب آخر، قالت وسائل الإعلام الصينية إن المكالمة تبعث بإشارات إيجابية إلى العالم، وإن بايدن تعهد بالتواصل "بروح الاحترام المتبادل وتحسين التفاهم المتبادل وتجنب سوء الفهم وسوء التقدير". وفي حين جاءت تفاصيل المكالمة من الجانب الصيني أوسع مما قدمه البيت الأبيض، فإن الأولى أشارت إلى رفض جين بينج مخاوف بايدن، وأن الأمر يتعلق بشؤون داخلية للصين وسيادتها وسلامة أراضيها.

وفي حين لم يكن هناك تسجيل معلن للاتصال، فإن كليهما قدم روايته من منظور يرضي جمهوره الداخلي، فقد سعى بايدن لتقديم نفسه باعتباره كان صارماً في قضايا حقوق الإنسان، بينما بدا شي قاسياً بالقدر نفسه في الرد عليه. وبحسب شبكة "سي أن أن"، فإن هذه الاختلافات الظاهرة تكشف عن صعوبات يواجهها بايدن في التعامل مع الصين، الدولة التي وصفها أخيراً بأنها "أخطر منافس لأمريكا"

واستغل منتقدو بايدن الصين مراراً وتكراراً باعتبارها منطقة ضعف للرئيس الجديد، وخلال الحملة الرئاسية الأمريكية، عزفوا بصوتٍ عالٍ على ما وصفوه بعدم قدرته على مواجهة بكين. فمنذ إدارة بيل كلينتون، تعرضت واشنطن في ظل حكم الديمقراطيين، لانتقادات من قبل الصقور، لكونها متساهلة للغاية مع بكين، ولأنها لم تستخدم النفوذ الذي كانت تتمتع به عندما كانت القوتان غير متساويتين.

قرارات سابقة
دلالة أخرى على أن الصدام قادم لا محالة بين إدارة بايدن وبكين هو الإبقاء على قرارات ترمب التي اعتبرتها بكين عدائية، إذ سيبقي على التعريفات الجمركية التي كانت سبباً في حرب تجارية بين البلدين، وكذلك العقوبات الخاصة بقضية الإيجور، باعتبارهما من الأدوات التفاوضية مع التنين الصيني.

كما أن الصدام مع بكين بدا واضحا بالأمس من جانب إدارة بايدن بل ومنظمة الصحة العالمية، في شأن التحقيقات الخاصة بمنشأ فيروس كورونا المستجد، إذ طالب البيت الأبيض الصين بإتاحة بيانات عن الأيام الأولى لتفشي فيروس كورونا، قائلاً إنه يشعر بـ"قلق بالغ" إزاء طريقة نقل نتائج تقرير منظمة الصحة العالمية بخصوص منشأ الفيروس

وشدد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في بيان، على ضرورة أن يكون التقرير مستقلاً وخالياً من أي "تغيير تجريه الحكومة الصينية"، مردداً مخاوف أثارتها إدارة ترمب الذي قرر الانسحاب من منظمة الصحة العالمية بسبب هذا الأمر.
الجريدة الرسمية