رئيس التحرير
عصام كامل

العشرات من فناني الخزف يودعون جثمان السويسرية عاشقة مصر

عزاء ايفلين بورية
عزاء ايفلين بورية
شارك العشرات من سكان قرية تونس والعاملين بمصانع ومدارس الفخار بها، في تشييع جثمان رائدة فن الفخار السويسرية عاشقة مصر ايفلين بورية، التي رحلت عن عالمنا أمس الثلاثاء، وشيع الأهالي جثمان الراحلة إلى مثواه الأخير بمقابل الأقباط بالقرية الثانية التابعة لمركز يوسف الصديق.


انتقلت ايفلين إلى جوار ربها عن عمر ناهز ٨٢ عاما بسبب أمراض الشيخوخة، وأثر رحيلها في كل من تعامل معها أو عايشها، وأصدر محافظ الفيوم بيانا نعى فيه رحيلها، وتحدث عن كل ما فعلته حتى حولت قرية تونس المجهولة إلى أيقونة الهدوء والراحة في كل بقاع العالم.

وكانت إيفلين فارقت الحياة اليوم عن عمر يناهز ٨٢ عاما وتشييع جنازتها  من مدرسة الفخار بقرية تونس الي مقابر الأقباط بالقرية الثانية بمركز يوسف الصديق، رغم وصيتها بأن تدفن في حديقة منزلها.

الحكاية
إيفيلين بورية سويسرية الجنسية، تبلغ من العمر ٨٢ عاما تقيم في مصر منذ عام 1965 ومنحها اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الإقامة لفترة طويلة لحين منحها الجنسية، لكنها لم تحصل علي الجنسية حتي توفيت، في سابقة تحدث لأول مرة، يتدخل فيها الوزير لإنهاء إجراءات تجنيس سيدة أجنبية ولم تتمكن منها.

 كانت تقيم ايفلين في مصر وتحديدا قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وأصبحت واحدة من أهالي القرية تمارس نفس طقوسهم وتتحدث بلهجتهم ورفضت العودة إلى سويسرا بعد طلاقها من زوجها المصري الشاعر سيد حجاب واستقرت بالمحافظة.

 السيدة السويسرية ساهمت في انتعاش حركة السياحة للقرية وكانت عامل جذب للزائرين للمنطقة، كما ساهمت في تعليم عدد كبير من الفتيات والسيدات صناعة الفخار والسجاد اليدوي.

إيفيلين عاشت حياة فلاحي مصر البسطاء وعاشت في القرية رغم إمكانياتها الضئيلة منذ ٥٦ عاما تاركة بلادها الغارقة في الرفاهية، فقد كانت تعيش على مياه الطلمبات الحبشية التي تستخرج المياه من باطن الأرض وتضئ منزلها بموقد الكيروسين وقت كانت القرية غارقة في الظلام ولم تدخلها الكهرباء بعد.

وإيفيلين خريجة فنون تطبيقية جاءت إلى مصر في أوائل الستينيات مع والدها الذي كان يعمل في مصر وتزوجت الشاعر سيد حجاب وحضرت لقرية تونس فانبهرت بالحياة البدائية بها، وقررت الإقامة فيها حتى بعد انفصالها عن زوجها كما أوصت بأن تدفن في حديقة منزلها بعد وفاتها.

حكاية إيفلين مع البلهارسيا
المثير أن السيدة السويسرية المسنة أصيبت مثلها مثل غالبية المصريين الذين يعيشون في القرى بالبلهارسيا وكذلك أولادها وتم علاجهم منها لكن كان أكثر ما يؤلمها هو عدم منحها الجنسية المصرية، مما كان يضطرها لتجديد إقامتها سنويا الأمر الذي دفع أهل القرية وعددا كبيرا من المواطنين للتقدم بطلب للمحافظ ومدير الأمن لحل مشكلتها وتوصيل طلبها لوزير الداخلية، والذي بدوره استجاب وقرر منحها إقامة طويلة لحين إنهاء إجراءات الجنسية.

الفول والفلافل عشق لاينتهي
أطرف ما قالته إيفيلين وبلهجة مصرية إنها تعشق الفول والفلافل وتستمع لفيروز وأم كلثوم وتشجع الزمالك وفريق المقاصة، وهو النادي الذي ينتمي لمحافظة الفيوم.





٧







الجريدة الرسمية