رئيس التحرير
عصام كامل

حصار إثيوبيا

لا اُذيع سرا إذا قلت أن السياسة المصرية حاليا تستهدف حصار إثيوبيا سياسيا وأمنيا حتى ترتدع وتقبل بحل منصف لأزمة سد النهضة  يترجمه إتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد فى كل الظروف -الفيضان العالى والمتوسط وأيضاً سنوات الجفاف والجفاف الممتد.. فهذا ما تقوله إثيوبيا ذاتها، بعد أن أزعجها وآثار قلقها ما تقوم به مصر بشكل ممنهج ومخطط وأيضاً ناجح..


فحتى الآن أبرمت مصر اتفاق تعاون عسكري مع السودان الشقيق، وهو الإتفاق الذى تجرى الآن تحت مظلته وفى إطاره أكبر مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين على الأراضي السودانية، تشارك فيها كل عناصر الجيشين البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي على مسرح قتال جديد بالنسبة لنا غير صحرواى.. كما أبرمت مصر اتفاقات أمنية واستراتيجية مع كل من الكونغو وتنزانيا وبوروندي.. وننتظر قريبا اتفاقات أخرى مشابهة مع دول أخرى محيطة بإثيوبيا.

 القوة الشاملة
وفي هذا الإطار تأتي زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي التي سبق لرئيسها زيارة القاهرة.. فإن مصر لا تعتمد على قوتها العسكرية فقط في مواجهة إثيوبيا حماية لمصالحنا المائية وحماية لحقوقنا في نهر النيل، وإنما تستخدم عناصر القوة الشاملة كلها وبقوتها العسكرية ترسل الرسائل الواضحة لإثيوبيا إننا لن نفرط في حقوقنا ولن نسمح لأحد بأن يلحق الضرر بِنَا وسندافع عن هذه الحقوق بكل ما في أيدينا من أسلحة، ولذلك تعتبر إثيوبيا المناورات المصرية السودانية المشتركة موجهة لها وتبدي إنزعاجها منها.

إن من حقنا أن نحاصر من يعادينا ويجاهر بأنه يرى في النيل الأزرق، وهو النهر الدولي الذي نتشارك فيه مع السودان وإثيوبيا، بحيرة إثيوبية يريدون التحكم فيها والسيطرة على تدفق مياهه لنا، وهو ما لم نسمح لهم به اليوم وغدا، أو يوم وسندافع عن حقوقنا ومصالحنا المائية بكل ما في أيدينا من أسلحة وسوف نحاصر من يريد سلبنا هذه الحقوق حتى يعرف أن الله حق.
الجريدة الرسمية