رئيس التحرير
عصام كامل

جبهات تقسيم مصر!!

18 حجم الخط

وسط حالة الارتباك الشديد والفوضى والبلطجة بجميع أشكالها التى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى تظهر على الساحة العديد من المسميات والمصطلحات التى تدفع بمصر إلى حافة الهاوية، فقد طفت مؤخرا على الساحة جبهة "الضمير" الوطنى التى شكلها مجموعة من حلفاء النظام الحالى لصد هجوم جبهة "الإنقاذ الوطنى" عليه والدفاع عنه كحائط صد لهجمات ممن لم تأت لهم الفرصة لمصاهرة النظام والارتماء فى أحضانه.

كلا الجبهتان لابد أن يغتسلا لتطهير أنفسهما من الكذب والنفاق، قبل اعتلاء المنصات والتشدق بعبارات تظهر أن كل فريق يعمل كحامى حمى للشعب المصرى، وأنها وكلت نفسها للدفاع عن مصالح الشعب الذى لم يطلب منهما حمايته، وهم فى الحقيقة يتناحرون من أجل الحصول على السلطة ويضعون الشعب وسط مفرمة هذا التناحر الذى يدفع ثمنه فى الوقت الحالى ومنذ عامين الشعب من اقتصاده واستثماره.
ولماذا جبهة الضمير؟وهل هذه الجبهة تحاول أن تقول للشعب إن النظام وحده صاحب الضمير وكل المواطنين ضمائرهم غابت؟، والغريب أن هذه الجبهة تضم كل المدافعين عن النظام فهل نحن فى زمن يصنع فيه النظام معارضيه، وإن كان هدف هذه الجبهة هو الإصلاح فلماذا لم تصلح النظام نفسه دون تشكيل جبهات تعمل على تقسيم الوطن وتزيد من صراعاته.
وأعمال العنف والبلطجة التى غرقت فيها البلاد مؤخرا والتى تهدد بقاءها كدولة متماسكة، فأصبح الخارجون على القانون يعتدون على المواطنين ليلا ونهارا جهرا وسرا، وكأننا يحكمنا قانون البحر يأكل فيه الكبير الصغير ويعتدى القوى على الضعيف أو أننا نعيش فى غابة يملكها أسد عجوز، لا يستطيع أن يكشر عن أنيابه وسط اعتداء الذئاب عليه، ونهش بعض الأجزاء من جسده وهو حى ويحاول إبعادهم عنه، ولكنهم يفتكون به بلا رحمة من أجل إشباع رغباتهم على حساب أبنائه، هكذا مصر التى تجاوز عمرها آلاف السنين وشعبها الذى الذى يعانى على مر العصور من بطش حكامها ونهش معارضيها فى جسدها، الذى أصبح محل صراع بين القوى السياسية والجبهات المشبوهة التى لو اغتسلت بمياه نهر النيل بهدف تطهير أنفسها لسممت الشعب المصرى بكذبها ونفاقها من أجل الوصول للسلطة، جبهة منهم تطلق على نفسها جبهة "الإنقاذ الوطنى" وهى فى الحقيقة تغرق الشعب فى ويل الصراعات واستمرار بحر الدماء المستمر، التى تحرض شباب الوطن على تدفق المزيد من الدماء لتغزيته من أجل تحقيق مصالح معلومة للجميع، وأخرى خفية يهدفون للوصول إليها بمعاونة الحاقدين على هذا الشعب ولا يريدون له السلام والأمان، وجبهة أخرى أطلقت على نفسها جبهة "الضمير" وهى بلا ضمير أساسا تارة تسير مع النظام وتارة أخرى تدعى أنها تعارضه وترسم قناع المعارضة المزيف على وجهها لتخدع الشعب وتوهمه بديمقراطية النظام، والخاسر الوحيد هو الشعب الذى يدفع ثمن هذا التناحر من استقراره وأمنه ودماء أبنائه الذين تشتتوا بين هذه المسميات الخادعة التى لا تتقى الله فى نفسها وفى وطنها !!
الجريدة الرسمية