رئيس التحرير
عصام كامل

فى زمن مرسى.. التعذيب للجميع


اندلعت ثورة وسقط نظام وبقى الحال على ما كان عليه، لا فرق بين عهد الملك فاروق وعصر عبدالناصر وفترة السادات، لا فرق بين أساليب مبارك وتصرفات مرسى، فالسجن والاعتقال والتعذيب والقتل أيضا للجميع إذا تعدى "الخطوط الحمراء" والمبررات جاهزة ومعلبة وأحيانا طازجة!

رؤساء "الزى الكاكى" المنحدرون من خلفيات عسكرية برروا السجن والاعتقال والتعذيب بالحفاظ على مصالح الوطن العليا، والرئيس الملتحى وجماعته يبررون جرائم اعتقال الثوار وسجنهم والاعتداء عليهم وسحلهم فى الشوارع، بل وقتلهم بالرصاص الميرى الحى باسم الدين.
حكايات الثوار الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم وسحلهم فى زمن الرئيس مرسى هى مآس حقيقية، منها على سبيل المثال لا الحصر، مأساة الناشط السياسى حسن مصطفى الذى صرح من داخل محبسه بأنه تم حبسه داخل غرفة الإعدام بسجن برج العرب بعد عزله عن باقى زملائه المقبوض عليهم من المتظاهرين، الأمر الذى دفعه للدخول فى إضراب عن الطعام.
مصطفى يعد أحد 30 شخصا تم إلقاء القبض عليهم ليلة 20 يناير على خلفية الاشتباكات التى وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين، خلال نظر جلسة محاكمة الضباط المتهمين بقتل الثوار وتم توجيه تهم لهم هى: إتلاف الممتلكات العامة وتعطيل سير المواصلات وإحداث شلل مرورى فى المحافظة وحرق سيارتين تابعتين للشرطة والتعدى على جنود وضباط الشرطة.
وقال عمه، الشخص الوحيد الذى تمكن من زيارته خلال محبسه: إن حسن يتعرض لوقائع تعذيب مستمرة، وإن هناك محاولات للتخلص منه بالإيذاء البدنى والنفسى وأنهم وضعوه داخل زنزانة مخصصة للإعدام.
أى دين هذا الذى يستند إليه "الرئيس الملتحى" ليمارس التعذيب والقتل، والعبثية السياسية؟ أى دين هذا الذى يجعل جماعة تدعى أنها مجددة الإسلام فى القرن العشرين، والقرون القادمة إلى يوم القيامة، تبرر إهدار الدم الحرام؟ ألم يقرأ الرئيس وجماعته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا خير من إراقة دم امرئ مسلم"؟ أم أنهم لا يعترفون بأن هناك مسلمين فى مصر غير المنضوين تحت لواء جماعتهم، والجماعات السلفية والجهادية التى ما أنزل الله بها من سلطان؟
السيد الرئيس ربما لا يدرك أن الدين للديان جل جلاله الذى حرم القتل والتعذيب، ولو لقطة حبستها إمرأة ومنعت عنها الطعام والشراب، وربما لا يدرك أيضا أنه، حتما، سيدفع ثمن هذه الدماء فى الدنيا والآخرة وله فى مبارك آية، إن كان لايزال ينظر إلى آيات الله فى خلقه، فهو وحده من يغير ولا يتغير.



الجريدة الرسمية