آسر ياسين فى حوار لـ"فيتو": «فرش وغطا» عن «الغلابة» اللى نسيتهم الثورة
- شاركت في الإنتاج لتشجيع السينما المستقلة
- صورنا في الصحراء رغم غياب الأمن وأهالي المناطق الشعبية وفروا لنا الحماية
"فرش وغطا".. فيلم قدم تجربة جديدة ومغايرة في السينما المصرية، تلك التجربة التي نرى من خلالها عوالم يصعب للجمهور العادى الوصول إليها، لكنه نجح في أن يوصل رسالة جديرة بالاحترام تقول إن الثورات تقوم دفاعا عن المهمشين ولتحسين مستواهم الاجتماعي، من خلال رحلة سجين هرب من محبسه وقت فتح السجون في الثورة متحملًا رحلة الوصول إلى القاهرة، وسط أجواء من الخوف والذعر انتهاءً بمقتله داخل أحداث منشية ناصر.. هذا هو ما يقدمه الفنان آسر ياسين في فيلمه الجديد، وعن هذا الفيلم وأشياء أخرى كان لنا معه هذا الحوار..
-كيف عرض عليك فيلم "فرش وغطا" ؟
* المخرج أحمد عبدالله، تجمعنى به صداقة منذ فترة وكنا نتمنى أن نجتمع ونعمل في فيلم واحد، خاصة أننا اجتمعنا في عدد من الحملات مثل حملة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" وغيرها، وبالتالى عندما جاءته فكرة الفيلم حكاها لى وأعجبتنى جدًا وتحمست لها، ومن ثم التقينا مع المنتج محمد حفظى حتى نبدأ في تنفيذها.
- وما السر وراء اختيار اسم "فرش وغطا" للفيلم ؟
* لأن بطل العمل دائم التجوال في الشارع، لا يعرف وجهته، وهو مثال قوى للشخص الضال الباحث عن مأوى، ومن خلال رحلته نتعرف على عوالم مختلفة.
- وهل تحمسك للموضوع هو ما جعلك تشارك في إنتاج العمل ؟
هذا حقيقى.. خاصة أن الظروف الإنتاجية وقتها كانت صعبة بسبب الاضطرابات والوضع السياسي غير المستقر، كما أن العمل له طبيعة خاصة، لذلك فكرنا كطاقم للعمل أن نسهم جميعًا في إنتاجه، ومن هنا بدأت فكرة شركة مشروع وهى مبادرة الغرض منها تشجيع الأفلام المستقلة.
- هل سبب حماسك للفيلم كونه عملًا عن ثورة الـ 25 من يناير؟
* الفيلم ليست له علاقة بثورة يناير، ولكن استخدمناها كحدث أثر في حياة أبطال العمل في تلك الفترة، بداية من هروب بطل الفيلم من السجن وانتهاءً بمقتله في أحداث منشية ناصر.
- ولماذا قررتم عدم الاستعانة بالحوار في الفيلم ؟
هذه رؤية المخرج والمؤلف أحمد عبدالله، والذي قرر أن يكون العمل به رسائل حسية وجسدية أكثر بعيدًا عن الشكل اللغوى، وأنا كممثل أعتبر ذلك نوعًا من التحدى.
-ولكن العديد من الانتقادات وجهت للعمل بسبب خلوه من الحوار؟
وكانت هناك أيضًا ردود أفعال إيجابية على العمل من قبل الكثيرين، وكل ما أستطيع قوله إننى أراهن على الجمهور الذي من الممكن أن يرى في العمل تجربة سينمائية مختلفة عن السائد، وأنه بعد 10 سنوات من عرض العمل سأكون فخورًا به لأننى استطعت التعبير عن عدد كبير من المهمشين الذين نراهم حولنا.
-العمل رصد العديد من الأزمات التي يعانى منها أهالي الأحياء العشوائية والمهملة فلماذا لجأتم لهذا الخلط بين التسجيلي والروائي ؟
* كان هذا اختيار المخرج أحمد عبدالله، والذي فضل أن تكون هناك مشاهد تسجيلية لفتح السجون في ثورة الـ 25 من يناير، لذا قرر "عبدالله" أن يضم تلك الحكايات إلى أحداث الفيلم لتصبح جزءًا منه، إضافة إلى توثيقنا لتلك الحكايات.
- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم ؟
* كنا نصور فيلمًا واقعيًا وصادقًا، ومن خلاله نتكلم عن طبقات مهملة في الحياة، مثل "الموالدية" بعد أن منعتهم الداخلية من إقامة الموالد لمدة عامين بسبب الثورة، لذلك قررنا التصوير في الأماكن الحقيقية، ولم نقم بعمل ديكور للفيلم في وقت كان الأمن غائبًا فيه، ولكن أهالي تلك المناطق وفروا لنا الحماية والأمان، خاصة أننى قضيت فترة معهم لكى أصبح جزءًا منهم، لكن الأصعب بالنسبة لنا كان التصوير في المناطق الصحراوية والبعيدة، والتي لم تتوفر لنا أي حماية فيها، هذا بالإضافة إلى الأزمة التي تسبب فيها قرار وزارة الأوقاف بمنع تصويرنا داخل أحد المساجد مما عطلنا لفترة طويلة.
-لماذا دخلتم عالم "الموالدية" والصوفية واستعنتم بأناشيدهم في الفيلم ؟
* أراد المخرج أحمد عبدالله إضفاء جو من التأمل على الفيلم من خلال اختياره مقاطع بعينها من الإنشاد الصوفى التي عبرت عن حالة البطل أحيانا أو عن الحالة العامة في ذلك الوقت.
-كان هناك تشابه كبير بين الشخصية التي تؤديها في "فرش وغطا" والشخصية التي أديتها في مسلسل "البلطجى" ؟
* هناك تشابه في الشكل، لكن الشخصيتين مختلفتين تمامًا، ففى "فرش وغطا" أجسد شخصية فتى ضائع وتائه يبحث فقط عن المأوى.
