رئيس التحرير
عصام كامل

المبادرة المصرية تصدر ثلاثة تقارير حول حقوق الإنسان فى مصر بعد عامين من الثورة.. مقتل 12 شخصًا خلال الأربعة أشهر الأولى من حكم مرسى على يد الداخلية.. والنيابة تسمح بإفلات رجال الشرطة

جانب من احداث 25
جانب من احداث 25 يناير

فى إطار حملة المبادرة المصرية لحقوق الإنسان "25 يناير 2013 عامان من الثورة .. الظلم مستمر" أصدرت المبادرة ثلاثة تقارير سلطت فيها الضوء على عدد من القضايا، حمل التقرير الأول عنوان جرائم الدولة بلا حساب: الداخلية فوق القانون، والنيابة لا تقوم بدورها، وحمل الثانى عنوان القتل مستمر جرائم القتل والتعذيب على يد الشرطة فى الشهور الأربعة الأولى من حكم الرئيس مرسى، وحمل الثالث عنوان إعاقة المساءلة دور النيابة العامة فى تحصين الشرطة من المحاسبة والعقاب.

واستعرض التقرير الأول "جرائم الدولة بلا حساب: الداخلية فوق القانون، والنيابة لا تقوم بدورها" تحليل المبادرة المصرية للوضع بعد عامين من الثورة، والذى يشير إلى استمرار منهج التعذيب والعنف المفرط بل وأحيانا القتل على يد رجال شرطة، فى حين لم تحدث أية تغييرات جوهرية أو حتى تعديلات سطحية تذكر فى جهاز الشرطة سواء فى الهيكل الإدارى أو فى القوانين الحاكمة لعمل الشرطة، بما فيها قواعد استخدام القوة والسلاح، فى ظل استمرار وزارة الداخلية فى الدفاع عن مرتكبى الجرائم. كما استعرض دور النيابة العامة فى تحصين رجال الشرطة من العقاب، لاسيما فى قضايا قتل المتظاهرين .
وتناول التقرير الثانى "القتل مستمر جرائم القتل والتعذيب على يد الشرطة فى الشهور الأربعة الأولى من حكم الرئيس مرسى"، نتائج الرصد والتحقيق الذى قامت به المبادرة المصرية فى 17 حالة عنف شرطى خلال الفترة من بداية يوليو 2012 وحتى شهر نوفمبر من العام نفسه، وذلك على مستوى 11 محافظة وهى القاهرة والجيزة وبنى سويف والإسماعيلية والبحيرة والإسكندرية والدقهلية وسوهاج وشمال سيناء وجنوب سيناء وقنا .
وبحسب التقرير، كانت حصيلة تلك الحالات، والتى لا تمثل إلا عينة من الانتهاكات المستمرة بشكل يومى على يد الشرطة، قتل 12 عن طريق الاستخدام غير القانونى للقوة والإطلاق العشوائى للرصاص فى المجال العام، وتعذيب ثلاثة أشخاص حتى الموت داخل أماكن احتجاز، بالإضافة إلى العديد من حالات التعذيب وسوء المعاملة فى أقسام الشرطة.
والتقرير الثالث "إعاقة المساءلة دور النيابة العامة فى تحصين الشرطة من المحاسبة والعقاب"، قدمت المبادرة تحليلًا لمدى نزاهة وكفاءة أداء النيابة العامة فى قضايا نظرت فيها وقائع قتل وتعذيب كان المتهمون فيها من رجال الشرطة، وذلك عبر استعراض دورها فى أربع قضايا كانت المبادرة المصرية قد قدمت فيها المساعدة القانونية للضحايا.
وخلص التقرير إلى وجود نهج لدى النيابة العامة بفرض سياج من الحماية يسمح بإفلات رجال الشرطة ممن مارسوا القتل والإصابة خارج إطار القانون، وتغولوا فى استخدام سلطتهم.
وذكر التقرير أن النيابة العامة امتنعت عن توجيه الاتهام لرجال الشرطة رغم وجود أدلة دامغة ضدهم فى ملفات التحقيقات، وأحيانا لا توجه حتى السؤال إلى رجال الشرطة، وتعتمد فقط على تحريات الجهة الأمنية المتهمة، لكى تحفظ القضية أو تحال إلى المحاكمة دون أن يكون أى من رجال الشرطة من ضمن قائمة المتهمين.
يذكر أن المبادرة المصرية أصدرت فى 13 يناير الحالى فى إطار الحملة المشار إليها تقرير محاكمة مبارك الأولى: فرصة مهدرة لتحقيق العدالة والذى استعرض دور النيابة العامة والمحكمة الجنائية فى تبرئة المؤسسة الأمنية من مسئولية قتل المتظاهرين، وإدانة الرموز السياسية، الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى، لفشلهما فى منع قتل المتظاهرين على أيدى عناصر مجهولة على حد قولها، وبراءة المساعدين الستة لوزير الداخلية، قبل نقض الحكم وأمر محكمة النقض بإعادة المحاكمة.

الجريدة الرسمية