رئيس التحرير
عصام كامل

هل يستحق المجلس العسكرى السابق التكريم؟.. كاطو: تكريم طنطاوى لا يكفى ودوره كان قياديًا فى الثورة.. نوح: لابد من عودة العسكر لتأمين المنشآت.. عبد السلام: الشعب مارس الديمقراطية بفضل الجيش

المشير حسين طنطاوى
المشير حسين طنطاوى

مما لاشك فيه أن المجلس العسكرى السابق أدى دورًا بارزًا فى الحفاظ على أهداف الثورة، ووقف ضد محاولات بعض القوى الداخلية والخارجية التى كانت ترغب فى إفشالها، إلا أن البعض يحاول طمس هذا الدور بالادعاء بأن المجلس العسكرى السابق سلم السلطة لجماعة الإخوان المسلمين خوفًا من إشعال البلاد وحرقها، وهو ادعاء روج له بعض أعضاء الجماعة، ورفضه الخبراء العسكريون.

اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى والعسكرى ومستشار إدارة الشئون المعنوية السابق، قال: إن المجلس العسكرى واجه العديد من التحديات خلال فترة توليه إدارة البلاد من تهديدات خارجية وانفلات أمنى ومحاولات بعض الدول والقوى إثارة الرعب داخل قلوب المصريين، وأيضًا واجه الثورة المضادة التى بدأت بعد تولى المجلس العسكرى أمور الدولة بشهر واحد، والتى كانت تقودها دول كبرى تعمل على خنق مصر حتى لا يكون لها تأثير فى المنطقة.
مشيرًا إلى أن ذلك التغيير كان يهدد مستقبل الأمريكان وبعض الأوربيين، وهذا ما كشفت عنه الوزيرة السابقة فايزة أبو النجا ما دفعهم إلى محاولة القضاء على الاقتصاد المصرى ورفض دعمه فى الأزمات، إلا أن المجلس العسكرى واجه كل ذلك بأسلوب المثابرة لمنع حدوث انقسامات فى صفوف الشعب ومن أجل تحقيق الأهداف الرئيسية للثورة.
"دور قيادى"
وأوضح كاطو أن تكريم رجال المجلس العسكرى السابق الذى تم بالأمس هو أساس أخلاقيات واحترام القوات المسلحة لأبنائها ولقياداتها، حيث تم عرض فيلمين تسجيليين، الأول يعبر عن الثورة العظيمة ودور القوات المسلحة، والآخر ركز على السيرة الذاتية للمشير حسين طنطاوى الرجل الذى ضحى من أجل مصر وشارك فى جميع حروبها، وكان لابد أن يحصل على حقه، فتكريمه فقط لا يكفى خصوصًا أن دوره كان قياديًا بالمعنى المطلوب أثناء إدارة البلاد.
وأكد كاطو أن الإدارة العسكرية كانت إيجابياتها أكثر من سلبياتها أثناء إدارة البلاد ورفض اتهام المجلس العسكرى السابق بتسليم إدارة البلاد للإخوان، مشيرًا إلى أنه كان على اتصال دائم بالمجلس وكانوا يطالبون الأحزاب بتنظيم برامجهم حتى يظهروا فى الانتخابات الرئاسية بصورة تليق بمكانتهم ويستطيعوا المنافسة بجدية، كما طلبنا من القوى الثورية إنشاء أحزاب سياسية بمساهمة من المجلس فى إزالة العقبات أمامهم أثناء عمل الأحزاب، إلا أنهم لم يستمعوا إلى ذلك.
فيما قال اللواء محيى نوح، الخبير العسكرى أن المهمة الرئيسية للجيش ليست حماية الحدود فقط، بل تأمين البلاد داخليًا وحماية المنشآت العامة فى حالة وجود خطر، وهذا ما فعله المجلس العسكرى السابق منذ توليه مسئولية إدارة البلاد بعد إسقاط النظام السابق، وتعهد أمام الله والشعب أن يحمى الثورة بكل ما يستطيع، خاصة مع وجود صراعات سياسية وضغوط خارجية من أجل تحقيق أهداف خاصة.
وأضاف: إن المجلس العسكرى أعطى كل مايملك من خبرات وإمكانيات خلال فترة توليه مهمة إدارة الدولة، ولم يرضخ لمطالب الهواة سواء فى الداخل أو الخارج، ولابد من الاعتراف بما فعله المجلس من أجل إنقاذ مصر.
"الصفقات كذبة"
وأكد نوح أن الجيش المصرى لا يعقد صفقات مع أحزاب أو سياسيين منذ ترك الجيش للسياسة، والبلاد تشهد صراعات قد تدخلنا فى نفق مظلم فى ظل انتشار الانفلات الأمنى وعدم سيطرة الشرطة على كل مفاتيح الدولة الأمنية، وهذا ما يتطلب عودة الجيش لتأمين المنشآت من المخربين فى ظل انتشار الأسلحة بكل أنواعها، وإنهاء هذه الظاهرة بالتعاون مع الشرطة لأن أبناء المؤسسة العسكرية قادرون على تأمين المظاهرات والتعامل مع الاشتباكات ومحاولات التخريب، ويمتلكون الإمكانيات والمقومات لذلك.
وناشد نوح الرئيس محمد مرسى أن يعيد تنظيم إدارته للبلد وأن يسعى فى تحقيق مطالب وأهداف الثورة الحقيقية، وأن يبدأ بإعادة اختيار مستشاريه الذين يضللوه بالمعلومات الخاطئة، وألا يعتمد على أبناء جماعته فقط، ويستعين بكل الخبرات لأنه لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يظل مرتديًا عباءة جماعته وحزبه.
ومن جانبه أضاف اللواء محمد عبد السلام، الخبير العسكرى: إن القوات المسلحة تدخلت فى أحداث الثورة عندما فشلت الشرطة فى تأمين الوضع الداخلى للبلاد، ثم صدر إليها تكليف بتولى إدارة البلاد بعد تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن منصبه، وقام المجلس العسكرى بالتخطيط للمرحلة الانتقالية وكيفية إدارتها، وحاول بكل السبل الحفاظ على هذه الخطة رغم ما تعرض له من محاولات لتشويه صورته، حتى سلم السلطة إلى السلطة المدنية المنتخبة.
"الديمقراطية للشعب"
وقال عبد السلام: إن الدور الإيجابى للمجلس العسكرى هو ما جعل الشعب يمارس الديمقراطية بصورة طبيعية دون قيد أو شرط، خاصة أن عهد المجلس شهد وضع التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية، ورغم كل ما بذله الجيش من جهود إلا أنها لم تلق إعجاب الجميع بسبب انقسام الثوار، وراحوا يتهمون المجلس العسكرى بالتقصير، خاصة أن معظمهم حاول الإساءة لبعض قيادات المجلس العسكرى.


الجريدة الرسمية