رئيس التحرير
عصام كامل

هل ورد يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟

هل ورد يوم عاشوراء
هل ورد يوم عاشوراء وأحداثه في القرآن الكريم
18 حجم الخط

عَاشُورَاء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويُسمَّى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي قُتِل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، لذلك يعدّه الشيعة يوم عزاء وحزن. 

ويصادف اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون وصيامه مستحب عند أهل السنة والجماعة كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في عاشوراء. 

 

‫Stream فضل يوم عاشوراء....m4a by خادم القرآن هشام حيدرة | Listen online for free on SoundCloud‬‎
هل ورد يوم عاشوراء وأحداثه في القرآن الكريم

يوم عاشوراء في السنة النبوية:

وردت أحاديث عديدة في شأن يوم عاشوراء وفضله، وفي الحث على صيامه، وبيان ثواب الصوم فيه، فمن ذلك: في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا، قَالُوا: هَذَا ‌يَوْمٌ ‌صَالِحٌ، هَذَا يَوْمُ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (‌صُومُوهُ ‌أَنْتُمْ).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ)، قَالَ: ‌فَلَمْ ‌يَأْتِ ‌الْعَامُ ‌الْمُقْبِلُ ‌حَتَّى ‌تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. (رواه مسلم). وفي لفظ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَئِنْ ‌بَقِيتُ ‌إِلَى ‌قَابِلٍ، ‌لَأَصُومَنَّ ‌التَّاسِعَ) يعني مع عاشوراء. (رواه مسلم).

وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ: (‌مَنْ ‌شَاءَ ‌صَامَهُ، ‌وَمَنْ ‌شَاءَ ‌تَرَكَهُ). ومعلوم أن فرض صيام رمضان كان في السنة الثانية من الهجرة، وأن قدومه -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كان في ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة.

وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (هَذَا يَوْمُ ‌عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ ‌فَلْيُفْطِرْ). ومعلوم أن إسلام معاوية رضي الله عنه كان متأخرًا. 

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ ‌عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ) (رواه مسلم).

يوم عاشوراء في القرآن الكريم

برغم أنه لم يرد في القرآن الكريم ذكر يوم عاشوراء لفظا إلا أن هذا الحدث في عدة آيات في القرآن الكريم، وهو من أعظم المعجزات التي وقعت لنبي الله موسى وأمته. 

 وقد تناول القرآن الكريم قصة نجاة نبي الله موسي وقومه بالتفصيل في سور البقرة والأعراف والإسراء وطه والشعراء والقصص.

 ووردت قصة يوم عاشوراء في القرآن بعدة آيات قرآنية ومنها:

في سورة البقرة، شق البحر قوله تعالى:" وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ." ( 50)

وفي سورة الأعراف وردت قصة يوم عاشوراء في القرآن في قوله تعالى:"فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ  (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ." (137) 

كما وردت أيضًا قصة يوم عاشوراء في القرآن بسورة القصص بقوله تعالى:" وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ  (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ  (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ  (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ." (42)

وقد أشار القرآن الكريم  إلى الأحداث التي وقعت في هذا اليوم في العديد من آياته،قال ابن كثير في قوله -تعالى-: (‌وَلَقَدْ ‌أَرْسَلْنَا ‌مُوسَى ‌بِآيَاتِنَا ‌أَنْ ‌أَخْرِجْ ‌قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم:5): "( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) أي: بأياديه ونعمه عليهم في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره، وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه البحر، وتظليله إياهم الغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد".

وقال ابن كثير: "وقوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ) أي: إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين لعبرة (لِكُلِّ صَبَّارٍ) أي: في الضراء، (شَكُورٍ) أي: في السراء. كما قال قتادة: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر. وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ ‌شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ ‌أَصَابَتْهُ ‌ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم).

وفي تذكير بني إسرائيل بنعمة إنجاء الله -تعالى- لهم وإغراق فرعون وملئه، قال -تعالى-: (‌وَإِذْ ‌نَجَّيْنَاكُمْ ‌مِنْ ‌آلِ ‌فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة: 49، 50).

وقال -تعالى-: (‌وَإِذْ ‌قَالَ ‌مُوسَى ‌لِقَوْمِهِ ‌اذْكُرُوا ‌نِعْمَةَ ‌اللَّهِ ‌عَلَيْكُمْ ‌إِذْ ‌أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (إبراهيم: 6).

‫عاشوراء تجمعنا ولا تفرقنا.. تخليد لوعد الله بنصرة المظلوم ودعوة لدعم التواصل الحضاري‬‎
هل ورد يوم عاشوراء وأحداثه في القرآن الكريم

 

فضل وأجر صيام عاشوراء؟

صوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم من الأمور المستحبة عند أكثر أهل العلم، ويستحب صيامه، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل صيام عاشوراء منها:

سُئِلَ عبدالله بن عباس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن فضل صيام عاشوراء فَقَالَ: “مَا علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَ يَوْمًا يطْلب فَضله على الْأَيَّام إِلَّا هَذَا الْيَوْم، وَلَا شهرا إِلَّا هَذَا الشَّهْر” رواه البخاري ومسلم.

١. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله ﷺ يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية