مفاجآت جديدة بواقعة حفرة قصر ثقافة الطفل بالأقصر.. شواهد أثرية ترجح العثور على أشهر كنوز الملكة حتشبسوت.. باحث يروى قصة المقصورة الحمراء بمعبد الكرنك.. ومسئول البعثة: هناك 4 آخرين شرق طريق الكباش

الأربعاء 04/يونيو/2025 - 09:00 م

18 حجم الخط

ما زالت واقعة «سرداب» قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود بالأقصر، وأعمال التنقيب التي حدثت خلسة من شركة المقاولات، تتصدر الأحداث، خاصة بعد تأكيد العثور على شواهد أثرية من قبل اللجنة الخمسية الأولى التي شكلتها محافظة الأقصر واللجنة الثلاثية الثانية التي شكلتها منطقة آثار الأقصر، واللجنة الثلاثية الثالثة التي شكلتها النيابة العامة.

شواهد تقود إلى كشف أثري

وباتت الشواهد الأثرية التي عثر عليها من امفورة لحفظ النبيت والطعام وإجراء لأواني فخارية، وطوب للعصر الروماني وأخر للعصر البطلمي، وأحجار أخرى لم يتم تحديد عصرها التاريخي، مما يقود إلى كشف أثري كبير في المنطقة.

السيناريو الأقرب للكشف الأثري الكبير

«بوابة فيتو» اقتربت من الكشف الأثري الأهم الذي أثار فضول المواطنين، حيث أن السيناريو الأقرب قد يكون إحدى مقصورات الملكة حتشبسوت في الأسرة الـ18، عندما وضحت القصة على المقصورة الحمراء في المعبد المفتوح داخل مجمع معابد الكرنك، والتي تشير إلى أنه تم الكشف عن 2 مقصورة من أصل 6 ومازال الأربعة الأخرين لم يتم الكشف عنهم، وهما على امتداد طريق الكباش من الشرق، أي توازي منطقة أبو الجود وصولا إلى معبد الأقصر.

المقصورة الحمراء

وفي هذا الصدد كشف باحث أثري لـ«فيتو» أنه تقع المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت في منطقة المتحف المفتوح شمال غرب معابد الكرنك بالاقصر وسميت كذلك لأن أغلب احجارها من حجر الكوارتز الأحمر بالاضافة لاستخدام حجر الجرانودوريت بها تم العثور على احجارها مفككة في الصرح الثالث وسط معابد الكرنك من عصر الملك امنحتب الثالث وتم التعرف وتجميع احجارها ما بين الاعوام 1899 و1947.

مقصورة الملكة حتشبسوت في المعبد المفتوح في الكرنك

وقال الباحث الاثري إنه بالاضافة لبعض الكتل التي عثر عليها في معابد الأقصر والمداومود وموت وتم العمل علي تجميع أجزاء هذه المقصورة بعد دراسات عدة ما بين الأعوام 1997 و2001 بواسطة بعثة المركز المصري الفرنسي بالكرنك، وهي مقصورة رائعة الجمال وعليها مجموعة من النقوش الرائعة منها ما يمثل اعمال التتويج للملكة حتشبسوت واعتلاءها عرش البلاد بمباركة من المعبود الأشهر آمون رع وكذلك ما يمثل احتفالات عيد الأوبت وما فيه من مظاهر الرقص والغناء والطرب اثناء الموكب من عازفين وراقصين وراقصات يقومون بأداء مجموعة من الرقصات الطقسية والدينية والاكروباتبة اثناء احتفالات عيد الأوبت.

نقوش المقصورة يحكي الموجود على الطبيعة

وأكد أنه ضمت مناظر لتشييد الملكة مسلتين داخل معابد الكرنك بالاضافة لاشارة الملكة لقيامها بتشييد وبناء 6 مقاصير علي طول طريق الكباش من معابد الكرنك حتي معبد الأقصر لمسافة 2750 متر.

مقصورتان على وجه الأرض و4 في الباطن

وأوضح الباحث الاثري لـ «بوابة فيتو» أنه وفقًا لما سجلته الملكة حتشبسوت على المقصورة الحمراء، فقد تم الكشف على 2 مقصورة، الأولى لتاريخ قديم عند البوابة العاشرة لمعابد الكرنك والمقصورة الثانية عند معبد موت على يد البعثة المصرية.

تفاصيل مقصورة الملكة حتشبسوت رقم 2

«فيتو» تواصلت مع أحد مسئولي البعثة المصرية عام التي تمت حفائرها عام 1997، وكان مشاركا في أعمال الكشف عن المقصورة الثانية لاستراحة الناووس أثناء الاحتفالات، والذي أكدت أنه تم العثور على أجزاء من المقصورة وليست بحالتها السليمة، واستمرت أعمال الكشف حتى عام 2014.

اتجاهات وأماكن

وأوضح أحد مسئولي البعثة المصرية أن المقصورة الثانية تبعد عن المقصورة الأولى بمسافة ما يزيد عن 370 مترا وتقع في الجهة الشرقية من طريق الكباش وبمسافة أكثر من 200 منه، مشيرًا إلى أنه لم يتم الكشف عن الأربعة الآخرين، ومقارنة للماضي والحاضر فقد تكون أحدى المقاصير للملكة حتشبسوت تقع في منطقة أبو الجود التي بها حفرة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل، خاصة أن الحفرة تبعد 300 مترًا من طريق الكباش وفي المحاذاة الشرقية للطريق.

تجديد الحبس

وكان قد قرر قاضي التجديد بمحكمة الأقصر الجزئية تجديد حبس الـ 5 أشخاص من عمال الشركة المتورطة في أعمال التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود بالأقصر، 15 يوما على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد في الموعد.

13 ساعة تحقيقات متواصلة

فيما كان أمرت النيابة العامة في محافظة الأقصر بحبس المتهمين الخمسة العاملين لدي شركة المقاولات، 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد في حينه، والمتهمين أحدهم مقيم بدائرة بندر الأقصر والأربعة الآخرين من محافظات مختلفة لوجه بحري.

وبدأت النيابة العامة في الأقصر مباشرة التحقيقات منذ تمام الساعة الـ3 ظهرا يوم الثلاثاء، حتى الـ 4 فجرا من اليوم الأربعاء، لتصل مدة التحقيقات 13 ساعة متواصلة مع المتهمين الخمسة في أعمال التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود بالأقصر.

اللجنة الثلاثية لآثار الأقصر

وفي وقت سابق انتقلت اللجنة الثلاثية الأثرية التي شكلتها منطقة آثار الأقصر، يوم الأحد الماضي، إلى الموقع وجدت حفرة تدل على الحفر والتنقيب بشكل جذري، كما تم العثور على أدوات الحفر مثل الكوريك والمقطف وأساليب الإضاءة وملابس العمل التي كانوا يرتدونها، كما أن الأشخاص من قاموا بالتنقيب بيتوا النية على الحفر خلسة للتنقيب عن الآثار ووفروا أساليب المعايشة، وأيضا تم العثور على أقنعة اوكسجين التي تساعدهم على أعمال الحفر، ولم يقوموا بأي عمل ترميم الجداريات بقصر ثقافة الطفل في الأقصر.

وعثرت اللجنة الثلاثية على أمفورة أثرية كاملة تعود للعصر الروماني كانت تستخدم لحفظ النبيذ والزيوت، بجانب أواني فخارية، وطوب للعصر البطلمي والرماني، مما يقود إلى كشف أثري كبير بالمنطقة.

وأفاد تقرير اللجنة الثلاثية أن الحفرة عقمها للخط الأفقي 5 أمتار وطولها 9 أمتار أي أنها «سرداب - قطرة» على شكل حفل «L» امتدت من الغرفة الشرقية إلي نهاية المبنى والخروج إلى الشارع شرقا، وأثناء الفحص تم العثور على شواهد أثرية والتي قد تقود إلى كشف أثري كبير، والتي تبعد عن طريق الكباش 300 مترا.

شركة المقاولات وقصر الثقافة

وترجع القصة عندما شركة مقاولات من أسوان قامت بعرض طلب إهداء مجانًا على قصر ثقافة الأقصر لتنفيذ أعمال صيانة داخل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود، مقابل دعاية للشركة بأنها من قامت بذلك.

ووافقت الثقافة في الأقصر، وعرضت عليهم عدد من الأماكن ومنها قصر ثقافة الطفل في ابو الجود، وهو عبارة عن شقتين بمساحة 140 متر دور أرضي في عمارة إسكان اجتماعي، وصمموا علي الموقع بحجة أنه مكان صغير مناسب للميزانية.

وأكدت ثقافة الأقصر للشركة أن الموقع تابع للمحافظة ومجلس المدينة حيث أنه مؤجر ولابد من الحصول على الموافقة وحسب تصريحات الثقافة، أنهم حصلوا على موافقة المحافظة ومجلس المدينة، وبدأوا يوم 25 فبراير الماضي فى العمل بالموقع لبدء أعمال الصيانة، فيما قادت الصدفة إلى حدوث هبوط أرضي في الشارع أمام قصر الثقافة مما أدى إلى كشف المستور.