بعد حظرها ومصادرة ممتلكاتها، حكاية جماعة الإخوان الأردنية من البداية للنهاية، تأسست عام 1945 كحركة دعوية وتحولت لسياسية مع أزمة المملكة، ازدهرت في فترة الملك حسين، والانشقاق أضعف تأثيرها

فاجأت الأردت العالم اليوم بقرار حظر جماعة الإخوان المسلمين على أرضها، حيث أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، اليوم الأربعاء، اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة غير مشروعة، وحظر كافة أنشطتها في الأردن، واعتبار أي نشاط لها عملًا مخالفًا لأحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية.

صفعة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن

كان قرار الأردن بمثابة صفعة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بعد تشديد الفراية على تسريع عمل لجنة الحل المكلفة بمصادرة ممتلكات جماعة الإخوان المنقولة وغير المنقولة، مع حظر الانتساب للجماعة الـ"محظورة"، وحظر الترويج لأفكارها تحت طائلة المساءلة القانونية، وإغلاق إغلاق جميع مكاتبها ومقارها في كافة أنحاء المملكة.

برغم أن جماعة الإخوان المسلمين تأسست في مصر عام 1928، لكن فرعها في الأردن تأسس رسميًا عام 1945.

كانت بداية الجماعة في الأردن تعمل كمنظمة دعوية واجتماعية، لكنهم بدأوا يتوسعوا بسرعة في المجتمع الأردني، خاصة في مجالات التعليم، والصحة، والخدمات.
أسّس أول فرع للجماعة في العاصمة الأردنية عمّان سنة 1945، وهذا كان بداية توسّع الإخوان في الأردن، ومؤسس الجماعة في الأردن هو عبد اللطيف أبو قورة، وهو شخصية دينية معروفة وقتها، وكان من أوائل المتأثرين بفكر مؤسس الجماعة في مصر حسن البنا.

مؤسس إخوان الأردن يقيم علاقات جيدة مع النظام

كان عبد اللطيف أبو قورة من الشخصيات التي تتسم بالذكاء، حيث أسس علاقات جيدة مع النظام الحاكم في الأردن، وكان لدى أبو قورة فكر معتدل نسبيًا، فساعده في عمل الجماعة بحرية في الأردن، حيث نمت في بيئة مكنها من أن تصبح جماعة قوية في الأردن.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها طابع مختلف عن باقي الدول، فقد تم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني، حتى في أوقات كانت الجماعة محظورة في دول أخري مثل مصر. 
وشارك الإخوان المسلمون في الأردن في الحياة السياسية بشكل مباشر، وبنوا علاقات متوازنة مع النظام الملكي، خصوصًا في فترة الملك حسين.
كانت مرحلة النشاط الاجتماعي والدعوي لدى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في الفترة من عام 1945، وحتى 1989، حيث ركزت الجماعة في البداية على التعليم والدعوة والعمل الخيري، وكانت علاقتها مع النظام الملكي مستقرة.

نهاية الثمانينات زمن الانخراط السياسي لإخوان الأردن في السياسة

شاركت الجماعة في حرب 1948، عبر دعم المقاومة، وكونت شعبية لها بين الأردنيين والفلسطينيين.
وكان عام 1989 هو عام الانخراط السياسي المباشر لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حيث فاجأت الجماعة الكل في انتخابات عام 1989، وفازت بنحو ثلث مقاعد البرلمان الأردني.

وبعدها أسست حزب جبهة العمل الإسلامي عام 1992، وهو الذراع السياسي الرسمي للجماعة، لكن شهدت الفترة من عام 2000 وحتى الآن علاقة متأرجحة بين إخوان الأردن والنظام في المملكة الأردنية، حيث بدأت العلاقة تتوتر تدريجيًا مع المملكة، بسبب مواقفهم من السياسة الخارجية (مثل معاهدة وادي عربة مع إسرائيل)، والربيع العربي.

وشارك الإخوان في مقاطعة بعض الانتخابات، وطالبوا بإصلاحات دستورية في المملكة، ورأت المملكة أن الجماعة كمعارضة أصبحت تسبب "الإزعاج" للمعارضة أحيانًا.

انقسام وانشقاقات في جماعة إخوان الأردن

وحدث في عام 2015، انقسام كبير في جماعة الإخوان بالأردن، مع ظهور "الإخوان المرخصين"، الذين انفصلوا عن التنظيم الأصلي، بدعم حكومي من الأردن، وحصلت على ترخيص رسمي من الحكومة، وانفضلت عن الجماعة الأم، التي أصبحت غير معترف بها رسميًا، لكنها كانت تحظى بدعم من قواعد شعبية كبيرة، خاصة في بعض المدن والجامعات، فقد الإخوان الأصليين الترخيص القانوني، لكن لا يزال لديهم قاعدة دعم شعبي.

وأصبحت جماعة الأخوان في الأردن حاليًا في حالة من التراجع السياسي، لكن الجماعة ما زالت فاعلة على المستوى الاجتماعي والديني، وتحاول تعيد ترتيب أوراقها، لخلق دور جديد في المشهد الأردني.
بدأت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بداية دعوية واجتماعية،  عملت على بناء المدارس والمراكز الصحية، ومساعدت الناس، وكانت قريبة من القصر، وخصوصًا أيام الملك حسين، الذي رأى أنهم حليف ضد الأحزاب اليسارية والقومية.
في عام 1989 مر الأردن بأزمة اقتصادية ضخمة، فاضطر النظام إلى عمل انفتاح سياسي، يسمح بانتخابات حرة سنة 1989، وهنا دخل الإخوان بقوة، وفازوا بـحوالي 22 مقعد من 80 مقعد في البرلمان، وأسسوا حزب جبهة العمل الإسلامي سنة 1992، وده كان التحول الرسمي للعمل الحزبي.
وقررت جماعة الإخوان في الأردن الدخول في السياسة، لأنهم رأوا فرصة سانحة للتأثير على القوانين، بدخول البرلمان.

الربيع العربي فترة التوتر بين إخوان الأردن والمملكة

مع بداية الربيع العربي في عدد من الدول العربية، بدأت حالة الإنشقاق والتوتر بين إخوان الأردن ونظام المملكة، وتم اتهام إخوان الأردن بالإرتباط مع التنظيم العالمي

واُتهمت الجماعة بإنها تأخد الأوامر من التنظيم الدولي للإخوان، مما زاد التوتر بين المملكة والإخوان، ومن هنا بدأن المملكة تأخذ منحي  بمحارب التنظيم دوليًا، وفي 2015، قامت الحكومة في الأردن بسحبت الترخيص القانوني من الجماعة، ووظهرت "جماعة الإخوان المسلمين المرخصة" بقيادة عبد المجيد الذنيبات، وهي جماعة منشقة ومعترف بها رسميًا.
وكانت النتيجة ظهور جماعتين، جماعة "تقليدية" غير معترف بها رسميًا لكنها نشطة مجتمعيًا، وجماعة "مرخصة" لكن دعمها الشعبي ضعيف. وأدى ذلك الانشقاق إلى إضعاف الجماعة سياسيًا، وتراجع تمثيلهم البرلماني كثير، وبعض الناس فقدوا الثقة فيهم بسبب الانقسامات.
 

الأردن يحل جماعة الإخوان ويحظر الانتساب إليها ويصادر ممتلكاتها

خلية الأردن.. هل اقتربت لحظة الصدام بين الجماعة والدولة؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.