صداقة البابا وشيخ الأزهر.. أبرز المحطات في علاقة الطيب وفرنسيس.. 2016 تشهد عودة العلاقات ولقاءات متكررة لتعزيز العيش المشترك.. ووثيقة الأخوة الإنسانية تتوج جهود الرمزين للسلام العالمي
نعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بداية البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي وافته المنية اليوم بعد رحلة حياة حافلة بالعمل من أجل الإنسانية، ودعم قضايا المهمشين والمحتاجين والمضطهدين، ودفع مسيرة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
وأكد شيخ الأزهر أن البابا فرنسيس كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، وكان محبًّا للمسلمين، ومخلصًا في نشر السلام، ويُذكر له أن آخر تصريحاته كانت للدفاع عن فلسطين وأهل غزة المضطهدين، وقد أسهمت جهوده في دفع جهود الحوار الإسلامي- المسيحي، في توقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019.
جاء ذلك خلال تغريدة لشيخ الأزهر بأربع لغات: العربية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية، نشرها على على صفحته بموقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، كتب فيها: " فقد العالم اليوم رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، الصديق العزيز قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي سخَّر حياته لخدمة الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء واللاجئين والمظلومين، ودعم الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، كان محبًّا للمسلمين، مخلصًا في نشر السلام، ويُذكر له أن آخر تصريحاته كانت للدفاع عن فلسطين وأهل غزة المضطهدين، وقد أسهمت جهوده في دفع جهود الحوار الإسلامي- المسيحي، حتى وقَّعنا وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019.
وكان الإمام الأكبر ، وجه رسالة إلى البابا فرنسيس، وقت أزمته الصحية، متمنيًا له الشفاء العاجل.
وجاء في نص رسالة الإمام أحمد الطيب: "أدعو الله أن يمنَّ على أخي العزيز البابا فرنسيس بالشفاء العاجل، وأن يمتعه بالصحة والعافية ليستكمل مسيرته في خدمة الإنسانية".
وخلال التقرير التالي نرصد أبرز المحطات في صداقة شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان بعد رحيله:
الأزهر والفاتيكان: خلافات الماضي وجسور التقارب
توترت العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الإسلامي في سبتمبر من عام 2006 عندما ألقى البابا السابق بنديكت محاضرة في جامعة ألمانية، أشار فيها ضمنيا إلى اعتقاده أن "الإسلام ينزع إلى العنف، ويفتقر إلى العقلانية".
واقتبس حينها البابا بنديكت مقطعا من حوار دار في القرن الـ14 بين إمبراطور بيزنطي ومثقف فارسي. واستعاد قول الإمبراطور: "أَرِني ماذا قدم محمد من جديد، وسوف لن تجد إلا أمورا شيطانية وغير إنسانية، مثل أوامره التي دعا فيها بنشر الإيمان عن طريق السيف".
وأعرب البابا بنديكت مرارا عن أسفه لرد الفعل على خطابه، لكنه لم يقدم اعتذارا واضحا طلبه المسلمون حينها.
واستأنف الأزهر والفاتيكان الحوار المشترك في عام 2009، في محاولة لتعزيز العلاقات بين المؤسستين الدينيتين، إلا أن التوتر عاد مجددًا في يناير 2011، بعد تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر التي أدان فيها تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، داعيًا إلى حماية المسيحيين في مصر عقب الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 23 شخصًا.
اعتبر الأزهر هذه التصريحات تدخّلًا في الشأن المصري الداخلي، خاصة أنها جاءت في سياق ما وصفه بـ "تعرض متكرر للإسلام بشكل سلبي" من قبل البابا السابق.
وعلى إثر ذلك، أعلن الأزهر تجميد العلاقات مع الفاتيكان لأجل غير مسمى، مما أدى إلى قطيعة استمرت لعدة سنوات، قبل أن يعاد إحياء الحوار بعد تولي البابا فرنسيس قيادة الفاتيكان عام 2013، حيث حرص على بناء جسور تواصل جديدة مع الأزهر وتعزيز العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
اللقاء الأول.. بناء الجسور لا الجدران
في مايو 2016، شهد الفاتيكان لقاءً تاريخيًا جمع شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، ليكون أول اجتماع رسمي بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر بعد سنوات من القطيعة.
جاء اللقاء ليؤسس لمرحلة جديدة من الحوار بين الإسلام والمسيحية، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز السلام العالمي، ومواجهة التطرف الديني، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين الشعوب.
استُقبل الإمام الطيب بحفاوة في الفاتيكان، وأكد خلال اللقاء أن التواصل بين الأزهر والفاتيكان ضرورة لمواجهة الأزمات العالمية، فيما شدد البابا فرنسيس على أهمية التعاون مع الأزهر باعتباره مرجعية إسلامية كبرى، مشيرًا إلى أن العالم بحاجة إلى بناء الجسور لا الجدران.
بعد اللقاء التاريخي الأول بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في مايو 2016، تجددت اللقاءات بينهما لتعزيز الحوار والسلام العالمي. ففي السابع من نوفمبر 2017، استقبل البابا فرنسيس شيخ الأزهر في المقر البابوي بالفاتيكان، حيث بحثا سبل دعم السلام ومواجهة التطرف والعنف. تناول اللقاء قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية، مع التأكيد على أهمية نشر قيم التسامح والتعايش المشترك. اتفق الجانبان على تعزيز الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، وتنسيق الجهود بين الأزهر والفاتيكان لترسيخ قيم السلام وحماية الإنسان من العنف والتطرف.
وأعرب البابا فرنسيس عن اعتزازه بشخص شيخ الأزهر ونشاطه المكثف لنشر قيم السلام والمحبة عالميًا.
عقب اللقاء، دعا البابا فرنسيس الإمام الطيب إلى تناول الغداء في منزله الخاص، مما يعكس عمق العلاقة والاحترام المتبادل بين الزعيمين الدينيين.
زيارة القاهرة البابا فرانسيس للقاهرة
وفي 28 أبريل 2017، استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان، بمقر مكتبه بمشيخة الأزهر، خلال زيارته للقاهرة.
وشدد الإمام الأكبر وبابا الكنيسة الكاثوليكية في كلمتيهما، خلال المؤتمر، على القيم الإنسانية التي تحملها تعاليم الأديان، ورفضها للعنف والكراهية.
وجاء اللقاء الثالث بين الطيب والبابا فرنسيس في السابع من نوفمبر 2017، لكن هذه المرة في مقر البابا بالفاتيكان، حيث حرص البابا فرنسيس على استضافة الإمام الأكبر على مائدة غداء في مقره الخاص.
وأكد الإمام الطيب على استعداد الأزهر لتقديم "كل ما يملك من خبرة من أجل تعاون بلا حدود لنشر فكرة السلام العالمي وترسيخ قيم التعايش المشترك وثقافة حوار الحضارات والمذاهب والأديان".
ووصف البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بأنه "رمز نادر في أيامنا هذه إذ يحمل قلبا مفعما بالمحبة والخير والرغبة الصادقة في أن ينعم الناس كل الناس بالسلام والتعايش المشترك".
وعقد اللقاء الرابع بينهما في 16 أكتوبر 2018 بالفاتيكان، حيث أبدى البابا فرنسيس تقديره لتلك الزيارة الودودة من الإمام الأكبر، مقدرا دوره المهم في دعم قيم السلام والحوار عبر العالم.
وقال: إن الفاتيكان يتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع الأزهر "فالعالم في حاجة لجهود من يشيدون جسور التواصل والحوار وليس لمن يبنون جدران العزلة والإقصاء".
وأعرب الإمام الطيب عن سعادته بهذا اللقاء الودي الذي يجمعه بـ"أخيه وصديقه البابا فرنسيس الذي يجسد أنموذجا لرجل الدين المتسامح والمعتدل والمهموم بقضايا ومعاناة الفقراء والمستضعفين والمشردين وهو أمر يشاطره الأزهر الشريف الاهتمام به كونه يمثل جوهر تعاليم الأديان التي ما نزلت إلا من أجل خير البشر وسعادتهم ولحثهم على التراحم والتعاطف فيما بينهم".
وثيقة الأخوة الإنسانية
في شهر فبراير 2019، استضافت الإمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالميًا، يهدف المؤتمر حسب قادته إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف.
تزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات.
وشهد توقيع وثيقة المؤتمر أكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان وشخصيات ثقافية وفكرية من مختلف دول العالم.
وأكدت الوثيقة، أهمية الحوار بين الأديان كوسيلة لنشر السلام، وترفض كل أشكال العنف والتطرف التي تُمارس باسم الدين. كما تدعو إلى احترام حرية العقيدة والفكر، والتأكيد على مبدأ المساواة بين البشر بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.
وشملت الوثيقة التزامًا بحماية حقوق المرأة والطفل، ودعم التعليم والتنمية، إضافة إلى الدعوة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والتضامن بين الشعوب.
وقد حظيت الوثيقة باهتمام عالمي واسع، حيث تبنتها الأمم المتحدة، التي أعلنت 4 فبراير يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية، تأكيدًا على دورها في نشر ثقافة الحوار والتسامح بين الأديان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
