يسري الجندي.. أول من أدخل التراث الشعبي إلى الدراما التلفزيونية.. تناول في أعماله قضايا العدالة والحرية والصراع ضد الظلم.. ورفض ظاهرة ازدحام الشاشة الصغيرة بالمسلسلات في رمضان

يسرى الجندى، في مثل هذا اليوم، 9 مارس من عام 2022، رحل عن عالمنا الكاتب الكبير يسري الجندي، أحد أبرز كتاب الدراما العربية، الذي ارتبط اسمه بالتراث الشعبي والتاريخي، وأصبح أول من أدخل التراث الشعبي إلى الدراما التلفزيونية، وعبر مسيرة فنية حافلة، أثرى الجندي وجدان المشاهد المصري والعربي بأعماله المتميزة التي جمعت بين الإبداع الفني والعمق الإنساني.

بداياته وإسهاماته في الدراما

وُلد يسري الجندي في محافظة دمياط عام 1942، وبدأ مشواره مع الكتابة الدرامية في نهاية الستينيات وتميز الجندي بقدرته الفريدة على صياغة الحكايات الشعبية والتاريخية بأسلوب درامي جذاب، مما جعله أحد أهم المؤلفين الذين تركوا بصمة واضحة في الدراما المصرية. كان مشروعه مع التلفزيون واضحًا منذ البداية، حيث سعى لتمييز نفسه من خلال أعمال تعتمد على التراث الشعبي والسير التاريخية.

أعماله الخالدة

قدم يسري الجندي مجموعة من الأعمال الدرامية التي أصبحت علامات فارقة في تاريخ الدراما العربية، ومن أبرز أعماله مسلسل "علي الزيبق" (1985)، الذي تناول شخصية البطل الشعبي علي الزيبق في عهد المماليك، ولاقى نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. كما كتب ثلاثية "السيرة الهلالية"، التي تناولت قصة البطل الشعبي أبو زيد الهلالي، وأصبحت من أشهر الحكايات الشعبية التي عُرضت على الشاشة الصغيرة.

ومن أعماله الأخرى التي لاقت إعجابًا واسعًا: "جحا المصري" بطولة يحيى الفخراني، و"عبد الله النديم"، و"جمهورية زفتى"، الذي تناول قصة مدينة زفتى التي أعلنت استقلالها في أعقاب ثورة 1919. كما قدم مسلسل "الطارق"، الذي تناول قصة الفاتح الإسلامي طارق بن زياد، ومسلسل "على بابا والأربعين حرامى"، الذي أعاد تقديم الحكاية الشعبية الشهيرة بأسلوب درامي مميز.

رصد المتغيرات المجتمعية

تميزت أعمال يسري الجندي بقدرتها على رصد المتغيرات المجتمعية والتاريخية، حيث تناول في أعماله قضايا العدالة والحرية والصراع ضد الظلم. كان البطل في أعماله دائمًا يسعى لتحقيق العدل، مما جعلها أعمالًا تحريضية تدفع المشاهد للتفكير في قضايا مجتمعه. كما تميزت أعماله بالطابع الفانتازي في التناول، والتنوع بين التاريخي والشعبي، مما جعلها تلقى قبولًا واسعًا من الجمهور.

مناصبه وإسهاماته الثقافية

إلى جانب كتابته الدرامية، تولى يسري الجندي العديد من المناصب الثقافية المهمة، عمل مديرًا لمسرح السامر بالقاهرة، ثم مديرًا للفرقة المركزية للثقافة الجماهيرية، قبل أن يُحال إلى التقاعد عام 2002. خلال هذه الفترة، ساهم في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر، من خلال إدارته للعديد من الفعاليات والأنشطة الفنية.

رؤيته للدراما الرمضانية

كان ليسري الجندي رأي واضح في ظاهرة ازدحام الشاشة الصغيرة بالمسلسلات في شهر رمضان. حيث رأى أن الكم الهائل من الأعمال الدرامية التي تُعرض في الشهر الفضيل يؤدي إلى خسارة العديد من الأطراف، بسبب صعوبة متابعة المشاهد لأكثر من عملين أو ثلاثة. ودعا إلى إعادة توزيع الأعمال الدرامية على مدار العام، بدلًا من التركيز على عرضها في رمضان فقط. كما انتقد الإنفاق الكبير على إنتاج الأعمال الدرامية في ظل الأزمات الاقتصادية، مؤكدًا أن هناك حاجة لإنتاج أعمال جيدة بدلًا من الأعمال التجارية المكررة.

جوائز وتكريمات

نال يسري الجندي العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2005. كما حظيت أعماله بتقدير كبير من الجمهور والنقاد على حد سواء، مما جعله أحد أعمدة الدراما المصرية.

رحيله وإرثه الفني

رحل يسري الجندي تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا، تمثل في عشرات الأعمال الدرامية التي أثرت وجدان المشاهد المصري والعربي. كانت أعماله بمثابة مرآة تعكس تاريخ مصر وتراثها الشعبي، وتقدم رسائل إنسانية عميقة حول العدل والحرية والكرامة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.