رئيس التحرير
عصام كامل

"الفاشر " تجسد مأساة الصراع السوداني، ومفتاح النفوذ العسكري والسياسي في المنطقة، تشهد أعنف فصول الحرب الأهلية، وقلق متنامي من تحولها إلى مدينة منكوبة

السودان, فيتو
السودان, فيتو
18 حجم الخط

 في قلب إقليم دارفور، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد يعكس تاريخا طويلا من الصراع والمعاناة، تعيش مدينة الفاشر واحدة من أعنف فصول الحرب السودانية.

المدينة، التي كانت يوما ما مركزا تجاريا وثقافيا مهما، أصبحت اليوم عنوانًا للمأساة الإنسانية، وسط حصار خانق ومعارك متواصلة تجعل الحياة فيها أشبه بكابوس دائم.

 

الموقع الاستراتيجي والرهان العسكري

 لم يكن اختيار الفاشر كمسرح لهذه المعركة مصادفة، فموقعها يجعلها بوابة حاسمة للسيطرة على إقليم دارفور بأكمله. من يملك زمام الأمور في هذه المدينة، يمسك فعليًا بمفتاح النفوذ العسكري والسياسي في المنطقة.

 

المدينة تقع على مفترق طرق يربط شمال دارفور بغرب السودان، كما تشكل نقطة اتصال بين السودان والدول المجاورة، ما يجعل السيطرة عليها ذات أهمية استراتيجية كبرى.

المعركة الدائرة في الفاشر ليست مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل تمثل صراعًا على مستقبل الإقليم، حيث تحاول الأطراف المتحاربة فرض أمر واقع جديد. في حال سقطت المدينة، فإن ذلك سيعني إعادة رسم خارطة النفوذ في دارفور بالكامل، وقد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في ميزان القوى داخل السودان.

 

الأزمة الإنسانية تتفاقم

في ظل استمرار الحصار، بات سكان الفاشر يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ اندلاع النزاع. التقارير تفيد بأن مئات الآلاف من المدنيين باتوا عالقين داخل المدينة دون إمدادات كافية من الغذاء والماء والدواء. المستشفيات بالكاد تعمل، حيث تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تتزايد أعداد الجرحى نتيجة القصف المستمر على الأحياء السكنية.


الوضع يزداد سوءًا مع توقف المساعدات الإنسانية التي كانت تصل إلى المدينة عبر منظمات الإغاثة الدولية. معظم هذه المنظمات اضطرت إلى تعليق عملياتها بعد تصاعد المخاطر الأمنية، تاركة السكان في مواجهة مصير مجهول. النازحون الذين كانوا يعيشون في المخيمات المحيطة بالفاشر وجدوا أنفسهم عرضة للقصف، ما دفع الآلاف منهم لمحاولة الفرار إلى مناطق أخرى، رغم المخاطر الكبيرة التي تحيط بكل طرق الخروج من المدينة.

الحصار والخوف والمجهول

يعيش السكان في الفاشر تحت وطأة الخوف المستمر، حيث لا يكاد يمر يوم دون سقوط قذائف على منازلهم، أو اندلاع اشتباكات في محيطهم. لا توجد ضمانات للنجاة، فالخروج من المدينة قد يكون بنفس خطورة البقاء فيها. البعض يختبئ داخل المنازل، بينما يضطر آخرون للعيش في العراء بعدما دُمرت مساكنهم بسبب القصف.
مع مرور الأيام، يتزايد القلق من أن تتحول الفاشر إلى مدينة منكوبة بالكامل، خاصة مع التحذيرات المتكررة من وقوع مجاعة في حال استمر الوضع على ما هو عليه. كثيرون يعتقدون أن المجتمع الدولي لم يتعامل بجدية كافية مع هذه الكارثة، حيث تظل الجهود الدبلوماسية لوقف القتال ضعيفة، في وقت تتفاقم فيه معاناة المدنيين.

المواجهة مستمرة والمستقبل غامض

رغم كل النداءات لوقف إطلاق النار، لا يبدو أن هناك أي بوادر لحل قريب. المعارك في الفاشر ما زالت على أشدها، وكل طرف في الصراع يعتبر أن التراجع ليس خيارًا مطروحًا. المدينة أصبحت رمزًا لمأساة حرب بلا نهاية، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر وسط حسابات عسكرية وسياسية معقدة.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأهم: هل ستظل الفاشر رهينة لهذه المعركة، أم أن هناك فرصة لإنقاذها قبل أن تتحول إلى مدينة أشباح؟ لا أحد يملك الإجابة، لكن المؤكد أن كل يوم يمر دون حل، يعني المزيد من المعاناة، والمزيد من الدمار، والمزيد من الأرواح التي تضيع في هذه الحرب التي لا يبدو أن نهايتها قريبة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية