معرض للتصوير المفاهيمي يجمع بين الأدب والصورة، عندما تلتقي العدسة بروايات نجيب محفوظ (فيديو)

الأحد 23/فبراير/2025 - 01:24 م

18 حجم الخط

الفن هو عبارة عن مجموعة أنشطة بشرية يمكن أن تكون أعمالا بصرية أو سمعية أو حركية، هدفها التعبير عن أفكار منشأها، كما يتفاعل معها الجمهور بشكل حسي وخيالي، فالفنان يجب أن يكون عمله موضع جمال وقوة عاطفية.

هكذا عبر 20 فنانا عن أعمالهم الفوتوغرافية الفنية من خلال استلهامهم أفكارهم من رائعة نجيب محفوظ "أحلام فترة النقاهة".

بداية تأسيس نادى إن فوكس

بدأ كريم نبيل حسن حياته في الدراسة بكلية العلوم قسم كيمياء بجامعة عين شمس، ثم تولدت لديه الرغبة في ترك عمله وتغيير المجال إلى التصوير الفوتوغرافي حتى أصبح عمله الحالي.

ظلت فكرة نادي إن فوكس تراود خياله حتى نشأتها منذ 2007 تقريبا، حيث فكر في إنشاء مجتمع يضم كل هواة التصوير الفوتوغرافي ممن هم ليس لديهم خلفية دراسية عن التصوير الفوتوغرافي حتى تكون وسيلة للتعلم والاستفادة من خبرات بعضهم البعض.

بداية إنشاء أول معرض لنادي إن فوكس للتصوير المفاهيمي

أول معرض في مجال التصوير المفاهيمي كان في 2013 وهو معرض اسمه خط أحمر بالتعاون مع حملة بكلية الطب كان فكرته مناقشة الأزمة النفسية التي يمر بها مريض الإيدز في مصر، فهي تعد الانطلاقة الأولى لنادي إن فوكس ثم بعد ذلك قاموا بعمل عدد من المشروعات منها معرض عودة الروح المستوحى من أعمال توفيق الحكيم وأحلام فترة النقاهة الجزء الأول عن نجيب محفوظ، ومعرض الغرفة المستوحى من مجموعة أعمال مختلفة، ومعرض هنا فلسطين وحاليا هو ثاني معرض لكتاب أحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ.

التصوير المفاهيمي هو نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي مثل تصوير الشارع والطبيعة وهكذا يلقى شغف تجاه بعض محبي التصوير الفوتوغرافي، ويتيح فرصة التعرف على التراث والثقافة والتواصل بالفنون الأخرى مثل الفن التشكيلي والأدب ولذلك المصور المفاهيمي يتحول إلى مصور مثقف لديه اطلاع على مصادر معلومات مختلفة فتزيده أفكارا يستلهم منها في إنشاء عمله الشخصي.

معرض نجيب محفوظ

المهندس أحمد داوود هو المشرف على المعرض وقام نادي إن فوكس بتفويضه ليكون مسؤولا عن المعرض بشكل تام من حيث اختيار الكتاب والمواضيع المختارة فيه لتمثيل المعرض وهو من قام بترشيح المعرض نفسه كمكان لعرض أعمال المصورين الفوتوغرافية فتواصل مع الدكتور طارق الطاهر مدير المتحف والدكتور طارق بدوره رحب بالفكرة حتى خرج المعرض للنور، ووفر المساعدة اللازمة من خلال منح القاعة اللازمة لاقامة المعرض فيها وهذا ما اعتبره نادي إن فوكس لفتة طيبة منه لأنهم يقدمون أعمالا تمس نجيب محفوظ على المستوى الإنساني والشخصي.

الصعوبات التي تواجههم عند تصوير فكرتهم المفاهيمية

صعوبات هذا النوع من التصوير الفوتوغرافى تكمن في أنه لا يزال غامضا قليلا عند الناس فإذا قام أحد المصورين بعمل مشروعه في مكان عام قد يتخوف منه الناس قليلا وأحيانا يتم إساءة فهم ما يفعلونه فهو شخص يلبس زيا معينا أو يخفى وجهه بطريقة معينة لعمل أداء يستطيع أن يوصل به حالة نفسية محددة، حتى تصل للمشاهد فكرته، فهى أزمة من المتوقع أنها تقل بمرور الوقت مع فهم الناس طبيعة فن التصوير المفاهيمي.

اختيار نجيب محفوظ كشخصية للمعرض

اختيار الكاتب نجيب محفوظ لتمثيله بالمعرض كان بسبب عدة عوامل أولا هو كاتب مهم جدا وأصبح من جيل مختلف عن الجيل الحالي فكان هناك حاجة لأن يقرأ الناس لجيل أقدم وتستفيد من خبرته العميقة، فنجيب محفوظ لديه تجربة شخصية عظيمة بدا الكتابة منذ أن كان شابا صغيرا حتى وفاته ألف كتاب أحلام فترة النقاهة، استلهم أفكاره من أزمته الصحية وحولها لأفكار لأعماله الأدبية، ثانيا أن نجيب محفوظ عاش بالحارة المصرية، فأعماله لديها ربط قوى بالتراث المصرى فهى فرصة كبيرة أن يتم الاطلاع على كاتب يتكلم عن حياتنا الشخصية التي نعيشها داخل الشارع المصرى ثالثا كتاب أحلام فترة النقاهة مستوحى من خلاصة الحكمة والخبرة الطويلة جدا للكاتب نجيب محفوظ، فالفنان أو المبدع كلما كبر بالسن كلما قدم أفكاره بجمل اقصر فهو عمل أدبى قصير جدا، لكن مضمونه عميق جدا في نفس الوقت.

النصيحة المقدمة لمن هم يبدأون مجال التصوير المفاهيمي هي أن يقرأوا كثيرا ويطلعوا على فنون أخرى مثل الأدب والسينما والرسم وهكذا ويحاولوا ربط انفسهم بالأشياء التي يحبونها، لأنها فرصة للتعبير عن نفسه الشخصية من خلال عمله.

العارضون بالمعرض

حنان مأمون أحد العارضين بالمعرض خريجة فنون جميلة قسم ديكور سينما ومسرح تعرفت على مدارس فنون تشكيلية كثيرة بحكم دراستها وهذا كان له دخل كبير في التأثير على رؤيتها الفنية وعلى اتقانها للتصوير الفوتوغرافى فيما بعد.

عملها المشارك في المعرض يسمى بقايا من الماضي فكرة العمل هي الجمع بين مراحل الشيخوخة والشباب لدى الإنسان، وأن الإنسان عندما يكبر في السن يظل يتذكر الماضي وذكرياته مع أحبائه وأحيانا يندم على شيء ما فعله في الماضي، ومن هنا سألت حنان نفسها هل هي حالة يعيشها نجيب محفوظ فقط أم هذا ما يحدث معنا جميعا هل نندم على فعل أشياء معينة أم نندم على عدم فعلها؟ كما أننا الآن نعيش حالة من عدم التواصل بسبب وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى الانعزال بين أفراد العائلة.

أسلوبها في تصوير أفكارها الفوتوغرافية يعتمد على تصوير أكثر من صورة بأكثر من مكان ثم تجميعها على أحد البرامج لتعديل الصور، هذا ما يجعل عملها الفني يأخذ الكثير من الوقت حتى تجد ما يجذب الانتباه إلى عملها الفني فحتى أن لم يصل إلى المشاهد معنى العمل الفني المقدم يمكن أن يستنتج رؤيته الخاصة به عند مشاهدته.

مى يوسف خريجة كلية تجارة بدأت التصوير في سنة 2023 فكرة العمل مستوحاة من الحلم رقم 57 من كتاب أحلام فترة النقاهة وهى فكرة أن الإنسان يستطيع التخطى، ويكمل حياته ويتجاوز ذكرياته وهذا ما فعله نجيب محفوظ بالفعل صور فكرته فى خياله على أن أحبته محبوسين بداخل حصن وهو يقوم بكسر باب هذا الحصن لتحريرهم من ذاكرته وهو فكرة تحرير الذكريات وكيف يتخطى الإنسان فقد الأحبة من حياته مثل وفاة شخص عزيز أو سفرهم ولكن هناك من يحتفظ بتلك الذكريات ويخزنها.

عملها هذا لم يتم من أول محاولة بل عملت سيناريوهات لتحضير الفكرة ولم تنجح معها في بادئ الأمر وعندما قامت بالتصوير في البداية لم يتم توصيل الفكرة، كما ترغب أن تكون حتى حاولت للمرة الثالثة على التوالى لتنفيذ فكرتها ونجحت بذلك.

هبة محمد خريجة كلية تجارة مصورة ورسامة وكاتبة بدأت التصوير منذ 2017 ثم اتجهت إلى التصوير المفاهيمي منذ 2022.

نجيب محفوظ دائما ما كان يذكر العالم الآخر وأن هناك من رحلوا عنه وهو يراهم مثل والدته وأحبائه وأنه لا يزال متأثرا بالماضى وذكرياته فاستخدمت ذلك داخل عملها الفنى فهى صورت الماضى كأنه مرر يعبر منه إلى الماضى ثم يعود إلى الحاضر مرة أخرى، كما أن القدر والموت يعاندونه لأنه لم يقابل أحبته وفى نفس الوقت أخذهم الموت منه مبكرا نظرا لأنه عاش فترة طويلة من الزمن إلى سن التسعين عاما ولذلك خسر الكثير من أحبته مثل أصحابه وأهله وعائلته وهو على قيد الحياة.

أحبت هبة التصوير المفاهيمي، كما أن عملها في مجال السينما ساعدها على تكوين الصور بكل تفاصيلها ولذلك فهى ترى أن هناك ترابطا واضحا بين السينما والتصوير المفاهيمي.