رئيس التحرير
عصام كامل

فضائل الصحابة ومناقب آل البيت، السيدة عائشة "الصديقة بنت الصديق"

السيدة عائشة، فيتو
السيدة عائشة، فيتو
18 حجم الخط

قال الله تعالى: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". [الفتح: 29].

وقال أيضا: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". [الحشر: 9].

وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". [التوبة: 100].
فأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم أوَّل وأفضلُ مَن دَخَل فيه من هذه الأمة، ولهم منه أوفرُ حظٍّ، وأكملُ نصيب.

وقال الله سبحانه وتعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت".. وقال أبو بكر، رضي الله عنه: "ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".
في هذه الحلقات نستعرض فضائل ومناقب الصحابة وآل البيت، رضي الله عنهم.

السيدة عائشة.. الصديقة بنت الصديق

هي السيدة الأشهر، والاسم الأكثر ترددا وذكرا من قبل المؤرخين، والمحدثين، بين أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن.

هي الصدِّيقة بنتُ الصدِّيق، وكنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بـ"أم المؤمنين"، و"الحميراء" لغلبة البياض على لونها. 

وبالنسبة لأمها فهي "أم رومان بنت عامر الكنانية"، رضي الله عنها، يلتقي نسبها مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، في جده السادس مُرَّة بن كعب.

علمها

كانت السيدة عائشة، على الرغم من صِغَر سنها، ذكيَّةً، سريعة التعلُّم، ولذلك استوعبت الكثير من علوم الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم.

وتعد من أكثر الرواة نقلًا عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.. فقد روت أكثر من 2000 حديث نبوي شريف.

ولم تذكر لنا كتب التاريخ اسم سيدة من نساء الأمَّةِ أعلم منها بدين الإسلام، بل كانت لها استدراكات على بعض الصحابة فضلًا عن قوة مناقشاتها العلمية معهم.

ومع علم السيدة عائشة بالحديث والفقه، فقد كان لها حظٌّ وافرٌ من الشِّعر، وعلوم الطبِّ، وأنساب العرب، وقد اكتسبت تلك العلوم من زوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووالدها، الذي كان عالما بالأنساب، ومن وفود العرب التي كانت تقدم على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

ولدت مسلمة

وُلدت السيدةُ عائشةُ، رضي الله عنها، في ظل الإسلام، فقد كان مولدها في العام التاسع قبل الهجرة، فلم تعش في الجاهلية. 

روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين".

حب الرسول لها

كان رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، شديد الحنان عليها، وكان محبا لها، فتحكي السيدة عائشة، رضي الله عنها: "دخل مجموعة من أهل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم، فقام بالباب، وجئته فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندتُ وجهي إلى خدِّه، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "حسبُك"، فقلتُ: يا رسولَ الله لا تعجلْ، فقامَ لي، ثم قال: "حسبُك"، فقلت: لا تعجلْ يا رسول الله، قالتْ: ومالي حب النظر إليهم ولكني أحببتُ أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه". (رواه النسائي وصححه الحافظ).

من مناقبِ أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، ما عُلم من حبِّ رسول الله، ومكانتها لديه، ونزول القرآن فيها وبراءتها وتأكيد قدرها، وانتقال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بين سحرها ونحرها، كما تروي بعض الروايات.

وفي يومها، وريقها في فمه الشريف لأنه كان يطلب منها أن تندى له السواك بريقها، ونزول الوحي وهو في لحافها، ولم يتزوج بكرًا سواها، وما حُمِل عنها من الفقه لم يُحْمل عن سيدة سواها.

وتروي السيدة عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، أنه: لَمَّا أُمِرَ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، بتَخْيِيرِ أزواجِهِ، بدأ بي، فقال: "إنِّي ذَاكرٌ لَكِ أَمرًا، فلا عَلَيكِ أَن لا تَعجلِي حتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ"، قالَتْ: قدْ عَلِمَ أنَّ أَبوَيَّ لَم يكونَا لِيَأْمُرَانِي بفِراقهِ، قالَت: ثمّ قال: "إن الله عزَّ وجلَّ قال: "يَا أَيُّهَا النبيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وإنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسوله وَالدَّارَ الآخِرَةَ فإنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا". (الأحزاب:28).

قالَت: فَقلتُ: في أَيِّ هذا أَسْتَأْمِرُ أبَوَيَّ؟ فإنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسوله وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ رَسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، مِثلَ ما فَعَلتُ.

حادثة الإفك.. وفضل السيدة عائشة

تعد حادثة الإفك من أخطر الوقائع التي واجهتها أمة الإسلام، في سنواتها الأولى.

وقد أنزل الله، عز وجلّ، في من آذى السيدة عائشة قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ". (النور: 11، 12)، إلى.... "أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ". (النور: 26).

وحذر الإمام النووي من الشك في براءتها، قائلا: "براءة عائشة، رضِي الله عنها، من الإفك: وهى براءةٌ قطعيَّة بنصِّ القرآن العزيز، فلو تشكَّك فيها إنسانٌ، والعياذ بالله، صار كافرًا مرتدًّا بإجماع المسلمين".

وبهذا كان للسيدة عائشة، رضي الله عنها، فضل على سائر النساء، وكانت سببًا لتقرير كثير من الأحكام؛ وتحريم إيذاء المؤمنين والمؤمنات، واتهامهم زورا وبهتانا؛ قال سبحانه: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا". (الأحزاب: 58).

كان الصحابة يسألونها فتفتيهم

كان الصحابة يسألون السيدة عائشة عن الفرائض؛ قال عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة، رضي الله عنها، من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة".

وقال أبو موسى الأشعري: "ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة، رضي الله عنها، إلاوجدنا عندها منه علمًا".

وقال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يا بن أختي، قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ما يخفى عليَّ حين تغضبين ولا حين ترضين". فقلت: بمَ تعرف ذاك بأبي أنت وأمي؟ قال: "أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين: لا ورب محمد، وأما حين تغضبين فتقولين: لا ورب إبراهيم". فقلت: صدقت يا رسول الله".

وفاتها

توفيت السيدة عائشة، رضى الله عنها، يوم 16 رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة، وقيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء 17 رمضان.

وتنفيذا لوصيتها بأن تُدفن ليلًا، دُفنت بعد صلاة العشاء، بالبقيع، وأمَّ المصلين عليها أبو هريرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية