ذكرى رحيل الشيخ محمد صديق المنشاوي.. أبرز المحطات في حياة صاحب "الصوت الباكي".. سر مكانته بدولة التلاوة المصرية.. نجا من محاولة قتل.. وممثلة أمريكية أسلمت بسبب عذوبة صوته (فيديو وصور)
تحل اليوم الخميس الذكرى الـ 55 على رحيل أحد أبرز أعلام دولة التلاوة المصرية، صاحب الصوت الباكي والأداء المتفرد مبكي القلوب كما يلقبه محبوه هو الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق الـ20 من يونيو لعام 1969م، عن عمر ناهز 49 عامًا فقط، ليترك خلفه رصيدًا لن يمحوه الزمن وذكرى عطرة حاضرة دائما في كل قلوب محبيه.
نشأة الشيخ محمد صديق المنشاوي
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في الـ20 من يناير عام 1920 بمدينة المنشأة التابعة لمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده كلهم قُراء للقرآن، وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته ومنهم شقيقه محمود صديق المنشاوي، فتأثر بوالده الذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، فأصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن.
في عام 1927 رحل الشيخ محمد صديق المنشاوي إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن، ثم عاد إلى بلدته المنشاة وأتم حفظ القرآن ودراسته على مشايخ مثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.
رحلة المنشاوي مع القرآن
وبدأت رحلة الشيخ محمد صديق المنشاوي مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، وفي عام 1952 سنحت له الفرصة أن يقرأ منفردًا في ليلة بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء.
سجل المنشاوي القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي، وله أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا وتلا القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس، وزار عددًا من الدول الإسلامية كالعراق وإندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والمملكة العربية السعودية.
عميد مملكة التلاوة
وسيطر الشيخ محمد صديق المنشاوى على مملكة تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم العربي، وذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وتأثره العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية.
حصل الشيخ المنشاوي على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان، وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينيات مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء، وما زالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء لما كان عندهم من رونق في صوتهم جعلهم يحرزون المراتب الأولى بين القراء.
وقال عنه إمام الدعاة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي: “إنه ورفاقه الأربعة مقرئون؛ الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله -سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها”.
موقفه مع جمال عبد الناصر
مر الشيخ محمد صديق المنشاوي بالعديد من المواقف المثيرة التي من أبرزها، أنه رفض طلب الرئيس جمال عبد الناصر، للقراءة في إحدى المناسبات، اعتراضًا على الأسلوب الذي تكلم به معه المندوب الذي أرسلته مؤسسة الرئاسة، عندما قال له المندوب: “ستنال شرف القراءة في حضور الرئيس جمال عبد الناصر”، فرد عليه الشيخ المنشاوي: “ولمَ لا ينال الرئيس شرف الحضور لقراءتي للقرآن”، وقرر ألا يذهب حتى يعلم الرئيس عبد الناصر بما فعله مندوبه.
وحادثة أخرى عام 1963 وبعد الانتهاء من السهرة القرآنية دعاه صاحب السهرة لتناول طعام العشاء، وبعد إلحاح وافق، وقبل أن يبدأ بتناول الطعام جاء إليه الطباخ وهو يرتجف وهمس في أذن الشيخ وقال له إن طعامك مسموم ولا تفضحني فينقطع رزقي ووصف له الطبق الذي سيقدم له.
وقال: إن أحد الأشخاص دفع لي كي أضع السم في صحنك فلم يأكل الشيخ منه وأكل خبزا كي يبر قسم صاحب المائدة الذي لا يعلم بوجود السم في طبق الشيخ، وقد علم الشيخ محمد صديق أن أحد المقرئين هو الذي دفع للطباخ ليسمَّه.
وصف الشعراوي للشيخ المنشاوي
قال عنه الشيخ متولى الشعراوى: (من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي)، وقال عنه الشيخ محمود الطبلاوى: (حينما يقرأ الشيخ المنشاوى تسمع منه تلاوة ونغمة حزينة يميل إليها كل إنسان لديه تقوى وإيمان، ونادرا ما يجود الزمان بمثله مرة أخرى، وكان مبدعا ترتيلا وتجويدا بل يمكن وصفه بأنه كان آية من آيات الله في كونه).
تكريم وأوسمة حصل عليها الشيخ المنشاوي
قرأ الشيخ محمد صديق المنشاوى القرآن الكريم في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة والمسجد الأقصى المبارك في القدس، وزار عددا من الدول الاسلامية كالعراق وإندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين.
حصل الشيخ محمد صديق المنشاوى على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان.
وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينات من القرن العشرين مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكرمته مصر في احتفال ليلة القدر عام 1992 ومنح لروحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
حياة عائلية
تزوج مرتين، الأولى أنجبت له 4 أولاد وابنتين، والثانية أنجب منها 5 أولاد و4 بنات، كما توفيت زوجته الثانية سنة 1968م، خلال تأديتهما فريضة الحج، ليبلغ عدد أبنائه من الزوجتين 15 ابنًا، منهم فاطمة وصلاح ومحمد نور وعمر، وله ابنة اسمها فردوس محمد صديق المنشاوي، والتي توفيت في 21 أبريل 2022.
زيارته للبلدان العربية والإسلامية
زار الشيخ المنشاوي العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريمات منها، حيث منحته إندونيسيا وساما رفيعًا في منتصف الخمسينيات كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من سوريا عام 1965م، وزار باكستان والأردن وليبيا والجزائر والكويت والعراق والسعودية وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلًا بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى.
تأثره بالقراء الكبار
تأثر الشيخ صديق المنشاوى بكوكبة عظيمة من قراء القرآن الكريم، مثل منصور بدار، وعلي محمود، والشيخ محمد رفعت ومن وقف بعده في تلاوة آيات الذكر الحكيم مثل الشعشاعي الكبير وشعيشع والبنا وعبدالعزيز علي فرج، والطوخي، والنقشبندي والفشني، وغيرهم من القراء الذين نالوا شهرة واسعة وحب الناس.
مطربة أمريكية دخلت الإسلام بسبب صوته
كان لـ«صوت السماء» محمد صديق المنشاوي، الذي جاب الأرض شرقًا وغربًا تأثيرًا في حياة مطربة أمريكية قررت دخول الإسلام بعد سماع صوته، الذي لمس قلبها، وهي جينيفر جراوت، والتي تحدثت في تصريحات سابقة عن تعلقها الشديد وتأثرها بالشيخ المنشاوي، وكيف كان سببًا في اعتناقها للدين الإسلامي، عندما سمعته لأول مرة وهو يرتل سورة القمر: «أحسست بارتجاف في جسدي لم أكن أعلم سببه، فقط شعرت بالدفء وظللت أكرر الآية القرآنية الذي كان يقرأها عدة مرات، بفضله دخلت الإسلام بفضل الخشوع وبكائه المنهمر».
وفاة الشيخ المنشاوي
أصيب بمرض دوالي المريء في عام 1966، ورغم مرضه فإنه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن عالمنا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969 م.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.