رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: عندما ذهب نجوم المنتخب لمنزل نجيب المستكاوي! في قصة الشناوي والصحافة المصرية!

زغلول صيام،فيتو
زغلول صيام،فيتو

حسنا فعل محمد الشناوي كابتن النادي الأهلي ومنتخب مصر عندما اعتذر عن تصريحاته المسيئة للصحافة المصرية عقب فوز الأهلي ببطولة دوري رابطة الأبطال الأفريقي وكنت قد آثرت تأجيل الحديث إلى ما بعد انتهاء البطولة.


نعم ربما أخطأ محمد الشناوي عندما عمم وذكر كلمة الصحافة المصرية وهي كلمة كبيرة جدا، ولا يجب اختصارها في بعض الخارجين عن قواعد المهنة.. نعم غضبنا من تصريح الشناوي، ولكن غضبنا أكبر من ترك الأمور عشوائية لدرجة أن الصحافة أصبحت مهنة من لا مهنة له.


نعم هناك تصرفات وسلوك يحدث في المؤتمرات الصحفية لا علاقة له بمهنة الصحافة نفسها.. أصبح كل من يملك كاميرا أو هاتفا محمولا هو صحفي!! صحفيون يجرون وراء اللاعبين لأخذ كلام منهم غصبا عنهم واقتحام جلساتهم الشخصية.


وكما تبحث نقابة الصحفيين المحترمة عن حقوق أعضائها في مختلف المجالات فإن عليها دورا كبيرا في إعادة الهيبة لمهنة كان يظنها البعض إلى وقت قريب (فوق رأسها ريشة).. غابت المهنية في تغطية العزاءات وتغطية الأحداث، وبات الجميع يفرح بأنه صحفي.
تحول الصحفيون إلى مشجعين درجة ثالثة، فهذا أحمر وذاك أبيض وآخر برتقالي حتى بدأ العمل الصحفي يأخذ منحى آخر ومن هنا لا بد أن تكون البداية.. قد يكون بيان رابطة النقاد الرياضيين معبرا عن غضبة المهنيين من تصريح الشناوي ولكن لا بد أن تتعاون النقابة في إعادة هيبة الصحافة -من جديد-.


لا بد أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الشناوي أو غيره لأن ما قاله الشناوي هو لسان حال كل لاعبي الكرة لأنه لم تعد هناك معايير في نشر الأخبار وظهرت مواقع تنشر أخبارا نقلا عن وسائل التواصل الاجتماعي.


ثقتي كبيرة في الأستاذ خالد البلشي نقيب الصحفيين في أن يكون أحد أهم أهدافه هو إعادة الهيبة لمهنة تعاني الكثير.

 

واقعة المستكاوي

منذ صغرى وأنا أعشق صفحات الرياضة وقراءة المقالات الجميلة للأساتذة نجيب المستكاوي والبقري وناصف سليم ومحمود معروف وحاتم زكريا وإبراهيم حجازي وغيرهم الكثير وفي بداية عملي الصحفي وجدت كيف يتعامل نجوم الكرة مع رموز الصحافة الرياضية..  كان مجرد أن يكتب اسم اللاعب في مقاله كانت السعادة لا تسع اللاعب.


حكي لي أحد نجوم المنتخب الوطني واقعة طريفة عندما كان المنتخب الوطني يلعب في إحدى دول شمال أفريقيا وخسرنا التأهل لكأس العالم وكتب الإعلام وأولهم الأستاذ نجيب المستكاوي تحليلا أعطى صفرا لعدد كبير من اللاعبين حيث كان التقدير بالدرجات من عشرة.


وعندما علم اللاعبون بما تم نشره في الصحافة المصرية في اليوم التالي للمباراة غضبوا وكان الفريق في رحلة العودة..  اشترى بعضهم طبلة والفريق الإعلامي في مقدمة الأوتوبيس ومسك الراحل مسعد نور الطبلة وتأليف الأغاني وكل واحد باسمه من الإعلاميين وطبعا كان الفريق يضم الخطيب ومصطفي عبده وحليمو وشوقي غريب وغيرهم .. عم نجيب.. يا عم نجيب.. وبعدها كلام قبيح.


وجاء العقاب في القاهرة عندما قررت كل الصحف المصرية عدم ذكر أي لاعب من المنتخب في الصحافة واكتفوا بالأرقام حيث لم يكن قد تم نقل كل المباريات على الهواء وكانت الصحافة تسرد أحداث المباراة بالدقيقة ولا يتم ذكر أسماء اللاعبين.. بمعني رقم عشرة مرر لرقم 8 وهكذا.


شعر اللاعبون بجرم ما فعلوه واستشاروا المدير الفني الذي أكد لهم أن الأمر لن ينتهي إلا إذا ذهب كل المنتخب إلى منزل الأستاذ نجيب المستكاوي للاعتذار وبالفعل اعتذر نجوم المنتخب الوطني  في منزله.

 

هكذا كانت الصحافة وكان الإعلام قبل أن يركب الموجة «بتوع الترند» والصفحات إياها وركب الفضائيات خريجو المعهد الصحي.

 

نعم الإعلام في أزمة والصحافة في أزمة وبالتالي لا أحد يغضب لأن الجميع تحول إلى مشجعين درجة ثالثة مع كامل الاحترام للجميع.

الجريدة الرسمية