132 عاما على ميلاد ملك عازفى العود.. سر كره محمد القصبجي لحياة العوالم.. ولماذا اتهمه يوسف وهبي بسرقة أغانيه؟
محمد القصبجى، موسيقار مصرى قديم، أستاذ آلة العود وملحن قدير، لقب بملك عازفى العود، وصاحب نظريات فى تطوير الموسيقى، من الموسيقيين القلائل الذين أدخلوا على الموسيقى العربية الشرقية آلات جديدة لم تعرفها من قبل دون أن يؤثر ذلك على أصالة موسيقانا وألحاننا العربية، وصفه الملحن بليغ حمدى بأستاذ الأغنية الحديثة، لحن القصيدة والطقطوقة والمسرحية الغنائية والمونولوج، ورحل عام 1966.
ولد الموسيقار محمد القصبجى في مثل هذا اليوم 15 أبريل عام 1892، وكان والده يتمناه أزهريا إلا أن حب الموسيقى دفعه للعمل معلما إلى جانب الموسيقى، وبدأ حياته عازفا للعود ضمن تخت إحدى الراقصات اللاتي كن يلقبن بالعوالم، وتنقل في عمله بين عالمة وأخرى، وعاش القصبجي حياة الكباريهات والصالات والطرب والسهر فاضطر إلى ترك بيت أسرته والاستقلال بحياته فاستأجر شقة صغيرة في إحدى الحواري المتفرعة من شارع محمد علي تعرف بحارة الكلاب حيث إقامة أغلب العوالم والراقصات والمطربين والموسيقيين.
الانطلاقة الأولى للقصبجى
وبسبب نزاعه مع إحدى الراقصات كره القصبجى حياة العوالم واتجه إلى التلحين فكان أول من غنى من ألحانه المطرب زكي مراد والد ليلى مراد وسجلت شركة بيضافون الأغنية " ماليش ماليك فى القلب غيرك" على أسطوانات فكانت بمثابة الانطلاقة الأولى للقصبجي فعبر عن ذلك بمجلة «أهل الفن» عام 1936 قائلا: إنني الآن بدأت رحلة المستقبل المليء بالأمانى الكثيرة إلا أن البداية الحقيقية كانت مع منيرة المهدية التي أعجبت بألحاني وطلبت مني تلحين بعض أوبريتاتها التي كانت تقدمها على المسرح، وبسبب الحاجة إلى المادة اضطررت إلى مجاراة ألوان الغناء السائدة في ذلك الوقت.
بعد العشا يحلا الهزار والفرفشة
اتجه محمد القصبجى إلى تلحين الطقاطيق كان أولها طقطوقة "بعد العشا يحلا الهزار والفرفشة.. انسى اللى فات وتعالى بات ليلة التلات، شال الحمام يامه حط الحمام" التى غنتها منيرة المهدية وكان غير راض عن كلماتها.
محمد القصبجى صاحب الفضل فى نقل الغناء العربى من التخت إلى الأوركسترا حتى أطلق عليه “الموسيقى السابق لعصره فى التلحين” فقد كان الملحن الوحيد فى ذلك الوقت الذى كان يؤمن بالتدوين الموسيقى وهو أول من استخدم الهارمونى فى الموسيقى العربية بصورة جزئية.
قال ايه حلف ما يكملش
تعرف الملحن محمد القصبجى على السيدة أم كلثوم ولحن لها أغنية عام 1924، "قال أيه حلف مايكلمنيش" وأطلق على هذا اللقاء لقاء السعادة ليستمر القصبجى ملحنا لأغانيها وعازفا للعود في فرقتها حتى رحيله، فقدم لها: إن كنت أسامح وأنسى الأسية فكانت جواز مرور أم كلثوم إلى عالم الغناء والطرب، كما غنت له: ليه تلاوعيني، أنت فاكراني ولا نسياني، مادام تحب بتنكر ليه، وغيرها، إلا أنه أحدث ثورة لحنية عندما لحن لها " يا مجد، منيت شبابى بالنعيم".
بالرغم من ملازمة أم كلثوم لألحان محمد القصبجي سنوات طويلة كملحن منذ عام 1924، فإنها توقفت عن التعامل معه كملحن بعد فيلم "فاطمة "الذي لحن لها فيه أغنيات "ياصباح الخير ياللي معانا، نورك ياست الكل نور حينا"، بعد أن اتجهت إلى ألحان تلاميذه رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب فإنها أصرت على مرافقته لها كعازف للعود في فرقتها الموسيقية خلال حفلاتها الشهرية.
لماذا بكت أم كلثوم فى الأطلال
وعندما أصابه المرض والكبر كان يحضر ضمن الفرقة ممسكا العود صامتا بدون عزف حتى يظل بجوار أم كلثوم التي طالبته بأن يستريح إلا أنه رفض ذلك حتى رحل عام 1966 قبل غناء أم كلثوم أغنية "الأطلال" بأيام وكان محمد القصبجى عازفا للعود فيها وملازما لها، وصممت أم كلثوم على جعل كرسيه فارغا أثناء الحفل، وعندما بدأت الغناء بكت على فراقه على المسرح.
يوسف وهبى يتهم القصبجى بالسرقة
اتهم الفنان يوسف وهبى الموسيقار محمد القصبجى بسرقة أغانيه ففى في مجلة «الشبكة اللبنانية» في عام 1970 أدلى الفنان يوسف وهبي، بحديث اتهم فيه الملحن محمد القصبجي بسرقة أغانيه فقال:أستطيع أن أقول وهذا كلام قلته من قبل.. فإن لحن أغنية "أنا اللى أستاهل كل اللى يجرى لى.. الغالى بعته رخيص ولا أحسبوش غالى"، ولحن يانا ياوعدى الذي أبدعت به أسمهان في فيلم "غرام وانتقام" عام 1944، أصلا لحن لى وأنا واضعه كهاو، وقد سطا عليه القصبجى وقدم باسمه "قال يوسف وهبى هذا الكلام بعد رحيل القصبجى.
وفى مجلة الكواكب وفى نفس العام تولى الناقد السينمائى كمال النجمى الدفاع عن القصبجى تحت عنوان (يوسف وهبى يلحن للملحنين) قال فيه: إذا كان الملحن محمد عبد الوهاب يستطيع بكل سهولة تكذيب تلميذه رءوف ذهنى الذي صرح بأن عبد الوهاب استولى على 40 لحنا من ألحانه، فإن الملحن الكبير محمد القصبجى لا يستطيع الآن الرد ومناقشة يوسف بك الذي أعلن أنه صاحب لحنى (أنا اللى أستاهل، يانا يا وعدي) بالرغم من أن وهبى بنفسه كتب عن فيلم غرام وانتقام أن لحن أنا اللى استاهل لمحمد القصبجى وأنه تقاضى اجره كاملا عن اللحن.
قدم الملحن محمد القصبجى ولأول مرة برنامجا خاصا جديدا للإذاعة مدته ساعة كاملة، يقدم فيه عشرة ألحان من ألحانه التي ألفها وغنتها أم كلثوم في مطلع حياتها سواء في الحفلات أو في الأفلام وذلك عام 1954.
شرح مبسط لأغانى أم كلثوم
وكما نشرت مجلة الإذاعة صيف 1954 تعليقا على هذا البرنامج قالت فيه: "إن هذه الألحان ــ ان كنت اسامح، حيرنى هواك وغيرها ـ التى سيقدمها محمد القصبجى مسجلة على أسطوانات وسيقوم الملحن محمد القصبجى الذي كان له الفضل في بداية شهرة أم كلثوم بألحانه التي حفظها الناس وعرفوا أم كلثوم من خلالها، بشرح مبسط لكل أغنية ولونها والمناسبة التي وضعت فيها، ويذاع البرنامج في العاشرة مساء يوم الأربعاء من كل أسبوع.
معاناة قبل الرحيل
عانى الموسيقار محمد القصبجى قبل الرحيل من الفقر حتى انه كتب الى إحدى المجلات عام 1964 يقول: أنا في محنة، إنني أدفع 15 جنيها شهريا إيجار البيت الذي أسكنه، بينما دخلي لا يجاوز عشرة جنيهات، وأنا لا أطلب إحسانا من أحد بل أطلب حقا، هو حقى في الحياة، وحقى على الفن الذي أنفقت كل سنى شبابى في خدمته، وحقى على الفنانين الذين يرددون حتى يومنا هذا ألحانى التي صنعتها لهم بالمجان والعمل الوحيد الذى أتقاضى عنه أجرا هو عازف العود في تخت أم كلثوم، وأتقاضى منه 20 جنيها في الليلة لكنها غير دائمة وتتوقف على مواسم غناء الست.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
