ليلى مراد، حكاية شائعة أطلقها زوجها وأدرجتها في القائمة السوداء.. وكيف تعاملت مع عرض شيمون بيريز
ليلى مراد ، المطربة الفنانة صاحبة الصوت الملائكى الجميل هرم من أهرام الغناء فى العالم العربى، يهودية من عائلة مصرية دخلت التمثيل لأول مرة عام 1938 في فيلم " يحيا الحب" أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب وإخراج محمد كريم ورحلت فى مثل هذا اليوم عام 1995.
التصقت بليلى مراد صفة اليهودية طوال عمرها وكانت من أهم عوائق مشوارها الفني بالرغم من أنها أشهرت اسلامها منذ عام 1946، إلا أن الصحافة هاجمتها بحجة أنها غيرت دينها وعقيدتها وأشهرت إسلامها من اجل المال واستمرار زواجها من أنور وجدى وليس حبا في مصريتها مما سبب لها شعورا بالظلم.
وطلق أنور وجدى زوجته ليلى مراد أكثر من مرة، ولأنه عرف بعلاقاته النسائية المتعددة وبعد أكثر من 8 سنوات اكتشفت ليلى خيانته لها مع فتاة فرنسية فتركت ليلى منزل الزوجية وطلبت الطلاق، لكن مرض أنور وجدى وسافر إلى فرنسا لاجراء جراحة بالكبد ـ فسافرت إليه ليلى وهناك اكتشفت وجود شائعة بسفرها إلى إسرائيل وتبرعها لتسليح الجيش الإسرائيلى بمبلغ خمسين ألف جنيه من رصيدها في حدث هز الوسط الفني ونشرته صحف العالم.
مقاطعة عربية لأغانى ليلى مراد
ونشرت صحيفة الأهرام المصرية في صفحتها الأولى في سبتمبر عام 1952 وبعد قيام الثورة خبرا يقول إن الحكومة السورية قررت منع إذاعة أغاني ليلى مراد لأنها تبرعت للجيش الاسرائيلى وبناء عليه وضع اسمها في القائمة السوداء ومقاطعتها وصدرت الأوامر بمنع عرض أفلامها وأغانيها.
سارعت عدة دول عربية بالسير على نهج سوريا في المقاطعة مما سبب خسارة كبيرة لأفلام ليلى مراد وخسر المنتجين ثلاثة آلاف جنيه عن كل نسخة فيلم، وبالتالي توقفت شركات الإنتاج عن سداد مستحقات ليلى مراد لديها عن أفلامها الأخيرة: شاطئ الغرام وسيدة القطار.
ليلى تحاول الدفاع
حاولت ليلى مراد إثبات براءتها مما هو منسوب إليها، وكانت في ذلك الوقت موجودة في باريس منذ شهور، وحاولت هي ومدير أعمالها محمود الشافعى وأنور وجدى الذى خسر كثيرا ماديا بصفته منتجا لها جمع المستندات والوثائق لإثبات براءتها ، وبالفعل سافر مدير أعمالها إلى سوريا وقدم مستندات هي عبارة عن صورة من حساباتها في البنوك ليثبت أنه بنك واحد هو البنك العثمانى وأن رصيدها فيه لا يتعدى 36 ألف جنيه ولم يتم السحب منه، وخطاب من أنور وجدى ينفى التهمة عن زوجته وأن سبب الطلاق الأول لم يكن لأنها يهودية وان اسلامها جاء عن يقين منها.
اتحاد النقابات يساند ليلى
وردا على زيارتها السرية لتل ابيب أحضرت ليلى مراد خطابا من الأمن العام الفرنسي يفيد انها لم تخرج من فرنسا منذ شهور وليس صحيحا سفرها إلى تل ابيب، كما ارسل اتحاد النقابات في مصر خطابا موقعا من رئيس الاتحاد الفنان سراج منير الى إدارة الشئون في الجيش المصرى ينفى الشائعة عن شخص ليلى مراد.
وأمر رئيس الوزراء جمال عبد الناصر وقتئذ أن تبحث أجهزة المخابرات عن مصدر الشائعة وإثبات أنها مكيدة في حق مواطنة مصرية وتكذيب الشائعة خاصة وأن ليلى مراد أرسلت الى الرئيس محمد نجيب تستنجد به.
تدخل رئاسى لحل الأزمة
وبعد اتصالات رئاسية بسوريا والأردن تم رفع اسم ليلى مراد من القائمة السوداء واخطار غرفة صناعة السينما بعدم سفر ليلى إلى إسرائيل ولم تتبرع ولا صحة لما قيل وانتهى الأمر وثبت ان أنور وجدى كان وراء الشائعة لرفض ليلى العودة إليه.
زادت شهرة ليلى مراد فكثرت دعوات إسرائيل لها بالإقامة في تل ابيب والعودة إلى التوراة، واتصل بها تيسير اليس مدير البرنامج الموسيقى في راديو صوت إسرائيل والمذيعة المصرية اليهودية ليتا عفيحان محاولين إقناعها بالهجرة إلى إسرائيل دون جدوى ثم كانت محاول عن طريق الخارجية الإسرائيلية التي عرضت عليها درجة المواطنة الشرفية في إسرائيل فرفضت ليلى مراد استقبال الملحق الإعلامي للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
عرض شيمون بيريز
وكان آخر العروض من شيمون بيريز حين عرض عليها أن تكون سفيرة فوق العادة وأبلغوها بمميزات هذا المنصب، فردت أنا مصرية مسلمة.
كما أعلنت إسرائيل بعد وفاة ليلى مراد عن فيلم عن قصة حياة ليلى أخرجه يهودى عراقى تحكى ليلى في جزء منه عن قصة إسلامها وأنها جاءت نتيجة ضغوط سياسية واجتماعية تعرضت لها، وحين علم ابنها فطين عبد الوهاب ذلك صرح بأن هناك وصية صادرة من والدته قبل وفاتها بأيام حذرت فيها إسرائيل من اى محاولة لتشويه صورتها أو الإساءة إلى سمعتها أو التشكيك في إسلامها، وأضاف فطين ان لديه المستندات التي تثبت بخط يدها كل المحاولات والمطاردات التي تعرضت لها على مدى عمرها من إسرائيل وتسببت في اعتزالها.
مساندة الموقف الفلسطينى
لم تكتف ليلى مراد برفض قبول إغراءات إسرائيل بل انها ساندت الموقف العربى ووقفت بجرأة وقوة إلى جانب مصر والفلسطينيين فقدمت فيلم " شادية الوادى " الذى استعرض القضية الفلسطينية حيث جسدت دور ممرضة في الهلال الأحمر لمساعدة مصابى حرب فلسطين، وقدمت في هذا الفيلم اغنية الشهيد موجهة لشهداء فلسطين الذين ضحوا بأرواحهم من اجل فلسطين وسماها البعض ( أوبرا الأسيرة " كلمات احمد رامى وتلحين رياض السنباطى.
يا رايح على صحراء سيناء
كما أنتجت ليلى مراد فيلم “الحياة الحب” عام 1954 لتؤكد مصريتها ووطنيتها ورد الجميل للثورة ولجمال عبد الناصر قدمت فيه أغنية هي تحية لجنود سيناء وجيشها كلمات فتحى قورة ولحن منير مراد تقول فيها: يارايح على صحراء سينا..سلم لى على جيشنا اللى حامينا / تسلم وتعيش لينا قواتك..ترعانا وتحرص أراضينا، كما غنت ليلى للشعب اغنية ( الله عليك يابن البلد سهران بتبنى للبلد) .
