رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل اللقاء الأخير بين الشعراوى ومحمود على البنا، ونجل البنا: أتعجب من عدم إذاعة الأذان بصوت والدى فى التليفزيون المصرى (فيديو)

الشيخ محمود البنا
الشيخ محمود البنا والرئيس أنور السادات، فيتو

قاعة صغيرة بها عشرات الصور التى تجسد تاريخًا حافلًا تجسده كل صورة، وجدران لا زالت كما هى حتى الآن شاهدة على ليال كان يسهرها لحفظ القرآن الكريم، ومسجد أجل إنشاءه نبوءة قبل أن تتحقق بعد سنوات ويشارك بها إمام الدعاة، هنا منزل الشيخ محمود على البنا.

 

صوت ملائكى يتخلله شجن وعذوبة نادرة، نذرته والدته للقرآن الكريم بعد أن توفى لها أكثر من مولود ليصبح من أشهر قراء جيله وأصغر قارئ أعتمد فى إذاعة القرآن الكريم، كما كان أحد القلائل الذين قرأوا القرآن فى الحرم من خارج المملكة وكان ذلك بأمر ملكى، أملى نعيه بنفسه، وشارك فى دفنه إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي.

Advertisements

مولده وحفظ القرآن الكريم

ولد الشيخ محمود على البنا فى فى 17 ديسمبر فى عام 1926 بقرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ليقرر والداه نذره للقرآن الكريم وإلحاقه بكُتاب القرية وهو في سن الرابعة من عمره، حيث قال فى حديث إذاعى نادر إنه كان يسهر يوميًا على لمبة الجاز ليراجع ويحفظ ما سيقوم بتسميعه لشيخه فى اليوم التالى حتى أتم الحفظ وهو فى الحادية عشرة.

عام واحد حال دون التحاقه بمعهد القراءات بشبين الكوم حيث كان لا يأخذ ما هم دون الثانية عشرة عاما، ليلتحق بمعهد المنشاوى بمدينة طنطا المجاورة ليتعلم القراءات وهناك اكتشفه الشيخ حسين معوض ودفعه لتعلم القراءات على يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي وهو ما قام به بالفعل قبل أن يشد الرحال إلى القاهرة.

انتقل الشيخ محمود إلى القاهرة وبدأ يتلو القرآن فى العديد من المناسبات حتى ذاع صيته وأعجب بصوته صالح باشا حرب رئيس جمعية الشبان المسلمين فقرر أن يتم اعتماده قارئا للجمعية عام 1947 ثم بعد عام واحد استمع إلى قراءته على ماهر باشا وطلب منه الالتحاق بالإذاعة المصرية ليصبح أصغر قارئ يتم اعتماده بإذاعة القرآن الكريم.

تفاصيل لقاء الشعراوى بالشيخ البنا قبل وفاته بساعات

عُين الشيخ محمود على البنا قارئًا بمسجد الحسين وتوطدت علاقته بإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى حيث كان يسكن بذات المنطقة ويحب أن يسمع القرآن الكريم بصوته وقال عنه الشعراوى فى أحد اللقاءات  "أحبته منذ أن رأيته ثم بعد ذلك أحببت ما يقدمه"، وظلا أصدقاء حتى وفاته.

 

لازال هناك بعض الوقت قبل الرحيل هكذا كان يشعر البنا قبل أن يطلب رؤية صديقه الشيخ الشعراوى وأخبره أبناؤه بأنه يسجل خواطره فى البحر الأحمر ليرد عليهم قائلًا "اذهبوا إليه وأحضروه فقد عاد"، وتوجه بالفعل نجل الشيخ البنا إلى منزل إمام الدعاة ووجده بالفعل عاد وأخبره بأن والده بالمستشفى ويريد لقاءه.

وصية البنا للشيخ الشعراوى

توجه فورا الإمام الشعراوى إلى حيث يرقد الشيخ البنا بالمستشفى وجلس معه بعض الوقت وانهمرت الدموع من عين الإمام  بعد أن علم بأن رحيل صديقه بات قريبًا  ثم تحدث إليه ببعض الكلمات أخبره فيها بدنو الأجل وأن هذا اللقاء هو الأخير، قبل أن يعتدل ويسلم عليه قائلًا “هنتقابل بعدين”، ليخرج الإمام من غرفة صديقه طالبًا من أبنائه أن يتصل به أحدهم عندما تصعد الروح إلى بارئها.

 

أرسل الشيخ البنا إلى أبنائه جميعا وطلب منهم الحضور وأوصاهم بتوزيع الميراث كما أمر الله تعالى "للذكر مثل حظ الانثيين"، ثم طلب من نجله الأكبر إحضار ورقة وقلم وأملاه نعيه الذى سيذاع عقب وفاته كاملًا، كما طلب منهم أن يتم تشغيل القرآن الكريم بصوته فى جنازته.

 

فى صباح اليوم التالى صعدت روح الشيخ محمود على البنا إلى بارئها وتم إعلام الشيخ الشعراوى ليكون على رأس المشيعيين بقرية شبرا باص كما قام بدفنه بيديه كما أوصاه البنا قبل رحيله.

 

نبوءة والدة البنا أجلت إنشاء المسجد سنوات وتحققت

بعد وفاة والد الشيخ محمود على البنا قرر أن ينشىء مسجدًا بجوار منزلهم إلا أن والدته عارضته بشدة وعندما سألها عن السبب أخبرته بأن العام الذى سيبنى فيه المسجد لن يصلى فيه أبدًا وسيتوفى وهى لا تريد أن تحضر وفاته، وطلبت منه أن يؤجل إنشاء المسجد إلى بعد وفاتها وامتثل الشيخ لذلك.

 

بعد وفاة والدته شرع فى بناء المسجد بقرية شبرا باص وكان يحضر دائما ويجلس يتابع أعمال الإنشاء وقبل أن يتم الانتهاء من تشطيب المسجد توفى بالفعل الشيخ البنا وخرجت جنازته من المسجد إلى الضريح الملحق به لتحقق نبوءة والدته كما أخبرته تمامًا.

كتاب البنا 36 عامًا من تحفيظ الأطفال للقرآن بمسقط رأسه بالمجان

 

كُتاب لتحفيظ أهل القرية القران.. لطالما كان يتمنى الشيخ البنا ذلك وقرر أن يكون هناك مكان للكتاب فى تصميم المسجد وهو ما حرص أبناؤه على تحقيقه وبدأ فى العمل بعد وفاته بعام واحد حيث ليستمر الكتاب قائما منذ عام 1986 وحتى اليوم ليكون سببًا فى تحفيظ المئات للقرآن كاملًا كم كان يتمنى الشيخ.

 

عشرات الصور التى تسجل تاريخًا حافلًا للشيخ البنا تزين جدران ذلك المنزل الذى نشأ فيه وكان شاهدًا على حفظه للقران الكريم، حيث تتضمن تلك الصور زياراته للعديد من الدول الإسلامية كما تسجل لقاءاته بالعديد من المسئولين على رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والإمام الأكبر فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق.

 

كما تزين جدران المنزل صور الشيخ البنا فى طفولته وصوره لوالده وصور توثق لحظات كتب كتاب نجله الأكبر شفيق بحضور شيخ الأزهر ان ذاك، حيث أصر أبناء البنا على ترك المنزل كما هو فقط يقومون بترميمه كلما تطلب الأمر ذلك.

بجوار المنزل والمسجد يوجد الضريح الذى دفن فيه الشيخ البنا وتوجد أمامه صورة للشيخ ونسبه المختوم بنقابة الأشراف والذى يرجع إلى الحسين بن على زين العابدين، ولعل من أبرز زوار الضريح القارئ الطبيب أحمد نعينع الذى يحرص دائما على التواجد هناك كلما سنحت الفرصة.

أذان الشيخ البنا

"الناس هتسمع القران بصوتى لـ 100 سنة جاية".. تلك الجملة التى لازالت تتردد أصداؤها فى أذن شفيق نجل الشيخ البنا الأكبر حيث كثيرًا ما كان يرددها والده، وهو بالفعل ما يحدث فلا زال صوت البنا محافظًا على مكانته فى قلوب البشر فى كافة بقاع العالم العربى والإسلامى.

 

يرى اللواء شفيق أن اسم والده تم تكريمه أكثر من مرة لكنه يرى أن الشيخ البنا يستحق أكثر من ذلك، متعجبًا من عدم إذاعة الأذان بصوته على شاشات التليفزيون المصرى كما كان يحدث فى السابق.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية