رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف: السائح ضيف كريم ويستقبل بابتسامة طيبة

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،فيتو

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن السائح ضيف كريم على بلد كريم يجب أن يقابل بمعاملة كريمة آمنا على نفسه وماله وعرضه لا تجرح مشاعره ولا يبتز ولا يساء إليه بل يلقى بابتسامة طيبة.

وأضاف "جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن ديننا الحنيف يقول: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} معقبا: "للناس كل الناس ولم يقل للمسلمين وحدهم ولا للمؤمنين وحدهم ولكن كل الناس.

وعلى جانب آخر، أوضح  الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إذا كنا نؤمن إيمانًا حقيقيًّا بدور العلم وأهميته، ودور التخطيط والدراسات المستقبلية في مجال التنمية، فإننا لا يمكن أن نطلق أحكامًا غير مبنية على العلم والدراسة المتخصصة.

Advertisements

تصحيح مفاهيم القضية السكانية 

وقال وزير الأوقاف في مقالة بعنوان “الخصائص السكانية كيف نرقى بأنفسنا” إن تصحيح المفاهيم الخاطئة فيما يتصل بالقضايا السكانية يدخل في صميم تجديد وتصويب الخطاب الديني وتصحيح مساره , وهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (متفق عليه) , فاشترط (صلى الله عليه وسلم) البـاءة التي تشـمل القدرة عـلى الإنفاق كشرط للزواج , ومـن بـاب أولى فهي شرط للإنجاب , فما بالكم بالإنجاب المتعدد؟! ألم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم): " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يقوت", وفي رواية " كَفى بِالمرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ"، ولا شك أن قوله (صلى الله عليه وسلم): (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ) قد بيّن بيانًا لا لبس فيه أن الاستطاعة هنا ليست الاستطاعة البدنية فحسب.

وأضاف جمعة: أكدنا أن الكثرة إما أن تكون كثرة صالحة قوية منتجة متقدمة يمكن أن نباهي بها الأمم في الدنيا، وأن يباهي نبينا (صلى الله عليه وسلم) بها الأمم يوم القيامة، فتكون كثرة نافعة مطلوبة , وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل , عالة على غيرها، جـاهلة , متخلفة , في ذيل الأمم , فهي والعـدم سواء كما نؤكد أن القـدرة ليست هي القـدرة الماديـة فقـط إنمـا هي القدرة بمفهومها الشامل بدنيًّا وماديًّا وتربويًّا وقدرة عــلى إدارة شئون الأسرة، وكل مـا يشمل جـوانب الـعناية بهـا والرعايـة لهـا.

وأردف قائلا: ليست القدرة الفردية وحدها مناط الأمر , بل الأمر يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانات الدول في توفير الخدمات التي لا يمكن أن يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم , ومن هنا كان حال وإمكانات الدول أحد أهم العوامل التي يجب أن توضع في الحسبان في كل جوانب العملية السكانية , فما استحق أن يولد من عاش لنفسه.

وأكد وزير الأوقاف أن تناولنا لقضية الصحة الإنجابية  يجب ألا يقتصـر فقط على الجوانب الاقتصادية إنما يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار الاقتصادية كل الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية التي يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها , ثم المجتمع , والدولة , فالزيادة السكانية غير المنضبطة لا ينعكس أثرها على الفرد أو الأسرة فحسب، إنـما قد تشكـل ضررًا بالغًـا للـدول الـتي لا تـأخـذ بأسـباب العـلــم في معـالجــة قضايـاهـا السكانية.

وأكد على عدة أمور: 
1- أن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية هي من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أي عالم أن يعطي فيها حكمًـا قاطعًا أو عامًّا، ففي الوقت الذي تحتاج فيه بعض الدول إلى أيدٍ عاملة ولديها من فرص العمل ومن المقومات والإمكانات ما يتطلب زيادة الأيدي العاملة لديها يكون الإنجاب مطلبًا، وتكون الكثرة سبيلًا من سبل تقدم هذا البلد، أما الدول التي لا تمكنها ظروفها مـن توفير المقومات المطـلوبة مـن الصحة، والتعليم، والبنى التحتية، وفرص العمل اللازمة، في حالة الكثرة غير المنضبـطة، تصبح الكثرة هنا كغثاء السيل، وإن أي عاقل ليدرك أنـه إذا تعـارض الكيف والكـم كـانت الـعبرة والمباهاة الحقيقية بالكيف لا بالكم.


2- أن المتأمل في الشريعة الإسلامية يجد أنها أولت إعداد الإنسان عناية خاصة، بداية من تكوين الأسرة، مرورًا بمراحل الحمل، والولادة، والرضاعة، فكفلت له حقه في الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حتى ينمو في صحة جيدة، حيث يقول تعالى: " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا "، ويقول سبحانه: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ  لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ "، وقد عدَّ الفقهاء إيقاع الحمل مع الإرضاع جورًا على حق الرضيع والجنين، وسمّوا  لبن الأم التي تجمع بين الحمل والإرضاع لبن الغيلة، وكأن كلًّا من الطفلين قد اقتطع جزءًا من حق أخيه، مما قد يعرض أحدهما، أو يعرضهما معًا للضعف.


3ـ أن قضية تنظيم النسل لون من ألوان وفاء الوالدين بحقوق أبنائهم، فـكل رب أسرة مسئول عن أبنائه في التربية القويمة، والتعليم الصحيح، والتنشئة السوية ؛ ليكون عـضوًا نافعًا لدينه ووطنه، يقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): أَدِّبِ ابْنَكَ، فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ وَلَدِكَ، مَا عَلَّمْتَهُ؟.


ولا شك أن الأمم التي تحسن تعليم أبنائها، وإعدادهم وتأهيلهم أمم تتقدم وترتقي، فالعبرة ليست بالكثرة العددية، وإنما بالصلاح والنفع، فإن القلة التي يرجى خيرها وبركتها خير من الكثرة التي لا خير فيها، وهذا ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى:" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله وَالله مَعَ الصَّابِرِينَ".


4 ـ أن الأنبياء (عليهم السلام) عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، فهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا زكريا (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ"، ويقــول أيضًـا: "فَهَبْ لِي مِـن لَّدُنكَ وَلِيًّا"، وأهل العلم لهم هنا وقفة، يقولون: إن سيدنا زكريا (عليه السلام) لم يطلب الولد لأجل مصلحة دنيوية بـل طـلبه لأجل الـدِّين، فـقال كما حـكى عنه الــقرآن الكريم: "يَـرِثُنِي وَيَـرِثُ مِـنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْـعَلْهُ رَبِّ رَضِـيًّا"، أي:  يرث العلم والحكمة والنبوة والدعوة إلى الله تعالى، ولم يقل عند طـلبه (أولياء) بالجمع، وإنما طـلب وليًّا، فليست الـعبرة  بالكثرة وإنما بالصلاح، يقول أحد الحكماء: والصلاح هنا مطلق شامل لكل ما فيه صلاح أمر الدنيا والآخرة، وليس الصلاح المطلوب في الولد صلاحًا قاصـرًا على جانب دون جانب، إنما مطلق الصلاح الشامل الذي يعبر عنه حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): " الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى الله مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ " والـقوة هنا عـامة، تعني المؤمن القوي بدنيًّا وصحيًّا وعلميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمر دنيانا، فإن تفوقنا في أمـور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا.


5 - أن تحسين الخصائص السكانية والارتقاء بها يتوقف على ما يمكن أن تقدمه الأسرة والمجتمع والخدمات المتاحة للطفل من مقومات تبني شخصيته بناءً سليمًا صحيًّا وبدنيًّا وتعليميًّا وفكريًّا وثقافيًّا، وهو ما يجب أخذه باعتبار بالغ في الثقافة الإنجابية ومراعاته بشدة عند الإنجاب.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية.

الجريدة الرسمية