رئيس التحرير
عصام كامل

التوسع الاستيطاني والاعتداءات، الشرارة التي أشعلت الأزمة بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي

المستوطنات الإسرائيلية،
المستوطنات الإسرائيلية، فيتو

سلطت عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على أزمة الاستيطان أحد أسباب تفجر الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


أزمة الاستيطان تفجر الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين 


وتعتبر أزمة الاستيطان وزيادة الرقعة الاستيطانية التي قامت بها دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، سبب رئيسي في الوضع الراهن والتصعيد الخطير بين المقاومة وجيش الاحتلال.

المستوطنات الإسرائيلية، فيتو 


وتجاهلت إسرائيل كل التحذيرات العالمية والدعوات الأممية من خطورة انفجار الأوضاع بسبب التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وغلاف غزة.
ومنذ قدوم حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وتوسعت دولة الاحتلال في خططها الاستيطانية وعمليات ضم الأراضي في الضفة الغربية.
وسيطرت المقاومة الفلسطينية على 3 مستوطنات إسرائيلية في عملية طوفان الأقصى التي نفذها عناصرها في يوم السبت الماضي.

زيادة الرقعة الاستيطانية في الضفة الغربية 

وفي هذا السياق قالت الدكتورة هبة البشبيشي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن قيام المقاومة الفلسطينية باختراق المستوطنات الإسرائيلية وإثبات قدرتها على التصدى للعنف الإسرائيلى هي خطوة تأخرت كثيرًا حوالي 50 عامًا بسبب منع السلاح عن الفلسطينيين.

المستوطنات الإسرائيلية، فيتو 

وأوضحت أن الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والقدس الشريف كانت كبيرة لدرجة أن جنازة للشاب فلسطيني، قتل في منزله، حدث فيها اشتباك بين القوات الإسرائيلية مع المشيعين وهذا أمر يمثل قمة الاستهانة والمهانة بالشعب الفلسطيني.

وأكدت هبة البشبيشي فى تصريح لـ فيتو أن مشهد اليوم كان متوقعا من 50 عامًا في ظل الحصار المفروض على غزة والأوضاع القاسية التي يواجهها الفلسطينيون والاعتداءات على القدس ومحاولة تهجير أهلها، كل هذا نتيجة طبيعية له هو الانفجار الذى كشف العديد من الحقائق على رأسها سقوط أكذوبة الأمن الإسرائيلى التي كان يتشدق بها نتنياهو وحكومته، وبالتالى السهولة التي اخترقت بها المقاومة  الفلسطينية المستوطنات كشفت ضعف اسرائيل من الداخل.

مستوطن إسرائيلي، فيتو 

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك حالة من الاختلاف والتباين فى الرؤى بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو نتيجة عدة أسباب منها قيام حكومة نتنياهو باستئناف الاستيطان فى شمال الضفة، وهذا ما يعترض عليه الجانب الأمريكى ويرفضه بالإضافة إلى ضغط الحكومة الإسرائيلية لترحيل بعض القرى الفلسطينية، وهذا ما ترفضه الإدارة الأمريكية أيضا. 

اقرأ أيضا:

جرائم الاستيطان في ظل حكومة نتنياهو تتوالى، خطة ممنهجة للتوسع في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية


وأكد فى تصريح لـ«فيتو» أن التصريحات التى تصدر من وزيرين فى الحكومة الإسرائيلية من أهم أسباب حالة التوتر بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو وسبق أن حذرت الإدارة الأمريكية من التصريحات غير المسئولة لوزراء حكومة نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها الاستيطانية

العزلة جزاء سياسة حكومة نتنياهو العنصرية 

وتابع طارق فهمي: أمريكا تحاول أن تنصح نتنياهو بأن إسرائيل ستعانى من العزلة جراء هذه السياسة التي تنتهجها حكومته، لهذا يخشى من إعادة تشكيل حكومة جديدة، وفى نفس الوقت يخشى تزايد الضغوط الأمريكية من جهة، والحزبية من جهة أخرى.

وتواصل حكومة نتنياهو تنفيذ جرائمها الممنهجة من خلال ضم الأراضي والتوسع في بناء المستوطنات على أرض فلسطينية، ويزداد عنف المستوطنين، ويستمر مزارعو الضفة الغربية المحتلة في دفع الثمن، دون ذنب جنوه.

واثار  توسع الاستيطان الإسرائيلي وعنف المستوطنين المتنامي في العام الماضي، ويواصل الارتفاع منذ تولي الحكومة اليمينية التي يرأسها بنيامين نتنياهو، قلقًا فلسطينيًا ودوليًا وسط تعثر جهود إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وذكرت "رويترز" أن مزارعا فلسطينيا يدعى سالم مسعود كان في منزله بقرية برقة في الضفة الغربية المحتلة حينما نبهه جيرانه إلى أن حظيرة منزله تشتعل.

وروى  مسعود أن المستوطنين أشعلوا النيران في الحظيرة عصر أحد الأيام أواخر شهر مايو؛ ما تسبب في إلحاق أضرار بها، واحتراق المئات من أكوام القش، والمعدات التي يستخدمها في الزراعة.
وبعد أيام، كان جاره ويدعى محمد البزاري يتابع الأخبار عندما قطع المستوطنون السياج حول منزله وحطموا نوافذه وألحقوا الأضرار بأشجار الليمون في حديقته.

المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية

ويحكي البزاري 44 عامًا، وهو والد لطفلين ويعمل في مزرعة دواجن في رام الله، أن "قلبه توقف" عندما شاهد هجوم المستوطنين، مضيفًا أنه يمكن استبدال النوافذ، ويمكن نقل النباتات إلى أوعية جديدة، لكن خسارة روح واحدة لا تُعوض.

السماح للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات

وعبر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون مرارًا عن مخاوفهم من عنف المستوطنين بعد تولي حكومة نتنياهو، التي كان من قراراتها في مارس السماح للمستوطنين بالعودة إلى أربع مستوطنات، أخليت في 2005، بينها مستوطنة حومش، تقع على قمة تل مطل على برقة.

ويؤكد فلسطينيون أن التحرك يعرض الأرواح والممتلكات للخطر ويهدف لترويعهم ليغادروا منازلهم. ويقولون إن جنود الاحتلال يقفون في وضع استعداد خلال الهجمات، وغالبًا ما يطلقون النيران عليهم أو يلقون عليهم القنابل المسيلة للدموع عندما يحاولون صد المستوطنين.

مستوطنة حومش مقامة على أرض فلسطينية
وأنشأت إسرائيل مستوطنة حومش في 1978 على أرض فلسطينية في منطقة استولت عليها بعد نكسة 1967 قبل أن تجلي منها عشرات الأسر الإسرائيلية في 2005 بموجب خطة فض اشتباك.

وقال شلومي زاكري، وهو محام ضمن مجموعة ييش دين الحقوقية الإسرائيلية التي تمثل بعض أسر برقة إنه بعد الإجلاء، صار دخول الإسرائيليين للمنطقة جريمة جنائية.

وقال ناصر حجي، عضو مجلس إدارة برقة، إنه مع الإذن بالعودة، أقيم بيت متنقل يستخدم الآن كمدرسة دينية. وصحيح أنه لا يوجد إلا بضع عشرات المستوطنين، لكن وجودهم قيَّد بشدة حركة سكان برقة الـ 6 آلاف.

وقال حجي إن المستوطنات تحول بين السكان ومزارعهم.

وأضاف أن ثلثي أراضي القرية إما صودرت أو حولت إلى منطقة عسكرية مغلقة، ما خلف آثارًا سلبية كبيرة على اقتصاد برقة.

وقال حجي إن التبعات تتجاوز القرية. وتقسم برقة شمال الضفة الغربية عن جنوبها عند تقاطع ثلاث مدن فلسطينية كبيرة.

وقال إنه إذا توسعت مستوطنة حومش أكثر من ذلك، فإنها ستهدد بعزل أكثر من نصف مليون فلسطيني عن منازلهم وأراضيهم ووظائفهم "وفرض حقائق على الأرض".

وقال زعيم المستوطنين يوسي دغان: إن الفلسطينيين من برقة يرشقون المستوطنين والسيارات المتجهة نحو حومش بالحجارة، لكنه أضاف أن المستوطنات ستتوسع.

وقال في بيان: "الإرهاب لن يردعنا. سنواصل بناء المستوطنات".

475 حادثًا بسبب المستوطنين

ومع استمرار التوسع، يتصاعد العنف ورصدت الأمم المتحدة 475 حادثًا متصلًا بالمستوطنين وقعت فيها إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في ممتلكاتهم في الأشهر الخمسة الأولى من 2023، وهو أعلى معدل يومي منذ 2006.

وفي السياق ذاته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إسرائيل إلى وقف ما وصفها بـ"القرارات المقلقة" بشأن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والتراجع عنها.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، عبر بيان، إن "الأمين العام يكرر أن المستوطنات هي انتهاك صارخ للقانون الدولي"، مؤكدًا أنها "عقبة رئيسية أمام تحقيق حل على أساس دولتين قابل للاستمرار وسلام عادل ودائم وشامل".

واعتبر المتحدث أن "توسيع هذه المستوطنات غير الشرعية إنما هو محرك رئيسي للتوتر والعنف ويزيد الاحتياجات الإنسانية بشدة".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية