رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم الاستيطان في ظل حكومة نتنياهو تتوالى، خطة ممنهجة للتوسع في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية

مستوطنة إسرائيلية
مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، فيتو

لا تزال جرائم الاستيطان الإسرائيلي تتوالى، بتشجيع أو تحريض، أو غض الطرف، من جانب حكومة بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ خطة ممنهجة للتوسع في بناء المستوطنات على أرض فلسطينية، ويزداد عنف المستوطنين، ويستمر مزارعو الضفة الغربية المحتلة في دفع الثمن، دون ذنب جنوه.

ويثير توسع الاستيطان الإسرائيلي وعنف المستوطنين المتنامي في العام الماضي، ويواصل الارتفاع منذ تولي الحكومة اليمينية التي يرأسها بنيامين نتنياهو، قلقًا فلسطينيًا ودوليًا وسط تعثر جهود إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

Advertisements

وذكرت "رويترز" أن مزارعا فلسطينيا يدعى سالم مسعود كان في منزله بقرية برقة في الضفة الغربية المحتلة حينما نبهه جيرانه إلى أن حظيرة منزله تشتعل.

اقرأ أيضا:

 المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية: ماذا تعرف عنها؟ ولماذا أنشئت؟

ويروي مسعود أن المستوطنين أشعلوا النيران في الحظيرة عصر أحد الأيام أواخر شهر مايو؛ ما تسبب في إلحاق أضرار بها، واحتراق المئات من أكوام القش، والمعدات التي يستخدمها في الزراعة.

تدمير أشجار الليمون

وبعد أيام، كان جاره ويدعى محمد البزاري يتابع الأخبار عندما قطع المستوطنون السياج حول منزله وحطموا نوافذه وألحقوا الأضرار بأشجار الليمون في حديقته.

المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فيتو

ويحكي البزاري 44 عامًا، وهو والد لطفلين ويعمل في مزرعة دواجن في رام الله، أن "قلبه توقف" عندما شاهد هجوم المستوطنين، مضيفًا أنه يمكن استبدال النوافذ، ويمكن نقل النباتات إلى أوعية جديدة، لكن خسارة روح واحدة لا تُعوض.

السماح للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات

وعبر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون مرارًا عن مخاوفهم من عنف المستوطنين بعد تولي حكومة نتنياهو، التي كان من قراراتها في مارس السماح للمستوطنين بالعودة إلى أربع مستوطنات، أخليت في 2005، بينها مستوطنة حومش، تقع على قمة تل مطل على برقة.

ويؤكد فلسطينيون أن التحرك يعرض الأرواح والممتلكات للخطر ويهدف لترويعهم ليغادروا منازلهم. ويقولون إن جنود الاحتلال يقفون في وضع استعداد خلال الهجمات، وغالبًا ما يطلقون النيران عليهم أو يلقون عليهم القنابل المسيلة للدموع عندما يحاولون صد المستوطنين.

مستوطنة حومش مقامة على أرض فلسطينية

وأنشأت إسرائيل مستوطنة حومش في 1978 على أرض فلسطينية في منطقة استولت عليها بعد نكسة 1967 قبل أن تجلي منها عشرات الأسر الإسرائيلية في 2005 بموجب خطة فض اشتباك.

وقال شلومي زاكري، وهو محام ضمن مجموعة ييش دين الحقوقية الإسرائيلية التي تمثل بعض أسر برقة إنه بعد الإجلاء، صار دخول الإسرائيليين للمنطقة جريمة جنائية.

وقال ناصر حجي، عضو مجلس إدارة برقة، إنه مع الإذن بالعودة، أقيم بيت متنقل يستخدم الآن كمدرسة دينية. وصحيح أنه لا يوجد إلا بضع عشرات المستوطنين، لكن وجودهم قيَّد بشدة حركة سكان برقة الـ 6 آلاف.

طالع: رسم خرائط ضم أراضي من الضفة الغربية: الشكوك الإقليمية والسياسية

وقال حجي إن المستوطنات تحول بين السكان ومزارعهم.

مصادرة ثلثي أراضي القرية

وأضاف أن ثلثي أراضي القرية إما صودرت أو حولت إلى منطقة عسكرية مغلقة، ما خلف آثارًا سلبية كبيرة على اقتصاد برقة.

وقال حجي إن التبعات تتجاوز القرية. وتقسم برقة شمال الضفة الغربية عن جنوبها عند تقاطع ثلاث مدن فلسطينية كبيرة.

وقال إنه إذا توسعت مستوطنة حومش أكثر من ذلك، فإنها ستهدد بعزل أكثر من نصف مليون فلسطيني عن منازلهم وأراضيهم ووظائفهم "وفرض حقائق على الأرض".

وقال زعيم المستوطنين يوسي دغان: إن الفلسطينيين من برقة يرشقون المستوطنين والسيارات المتجهة نحو حومش بالحجارة، لكنه أضاف أن المستوطنات ستتوسع.

وقال في بيان: "الإرهاب لن يردعنا. سنواصل بناء المستوطنات".

475 حادثًا بسبب المستوطنين

ومع استمرار التوسع، يتصاعد العنف. ورصدت الأمم المتحدة 475 حادثًا متصلًا بالمستوطنين وقعت فيها إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في ممتلكاتهم في الأشهر الخمسة الأولى من 2023، وهو أعلى معدل يومي منذ 2006.

عنف المستوطنين يتزايد، فيتو

وفي الشهر الماضي، قال سكان برقة إن مستوطنين مسلحين كانوا برفقة جنود إسرائيليين، أطلقوا الرصاص عليهم وأحرقوا الأشجار ودمروا منازل وسيارات. وقال سكان إنهم في إحدى الحالات، حاولوا اقتحام مدرسة أثناء الفصول الدراسية.

وقالت جماعة بدو منطقة عين سامية الفلسطينية الـ 178 في الشهر الماضي إنهم أُرغموا على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية بسبب عنف المستوطنين.

وفي فبراير، انطلق مستوطنون في بلدة حوار بالضفة الغربية فأحرقوا سيارات ومنازل مسكونة ما أثار إدانة عالمية، بعد مقتل شقيقين من مستوطنة قريبة برصاص مسلح فلسطيني.

وكما هو الحال في مناطق أخرى من الضفة الغربية، قال سكان برقة إنهم يعتمدون على أنفسهم في الحماية. ووضع بعضهم قضبانًا معدنية على النوافذ. وشكل آخرون فرق مراقبة ليلية.

وقال أحد سكان برقة يدعى نافع صلاح وهو يكدس الحجارة على سطح منزله إنه سيواجه المستوطنين بكل ما لديه من حجارة أو بيديه وجسده مؤكدًا رفضه المغادرة.

وقال نتنياهو الأسبوع الماضي: إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تشكل عقبة أمام السلام، رغم أن توسيعها كان على مدى عقود من أكثر القضايا إثارة للجدل بين إسرائيل والمجتمع الدولي والفلسطينيين الذين يقولون إن المستوطنات تقوض الآمال في دولة فلسطينية قادرة على الصمود.

ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة مع سكاي نيوز، أن تكون عودة المستوطنين إلى حومش انتهاكًا للالتزامات التي قطعها على نفسه لإدارة بايدن.

الفلسطينيون يدفعون الثمن

وقال غسان دغلس، من سكان برقة والمسؤول في السلطة الفلسطينية، إن الفلسطينيين يدفعون الثمن مع زيادة المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية الـ 700 ألف.

وأضاف أن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون هو أنهم إذا لم يدافعوا عن أنفسهم فسيُحرقون أحياء في منازلهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية