الأرابيسك.. فن الملوك يصارع البقاء في تراثنا.. وأحد الحرفيين: محدش بقى مهتم بالصنعة دي (فيديو)
منذ أكثر من ستين عاما وبالاستناد إلى الذاكرة الشعبية والتوثيقية فإن الأبواب والنوافذ بل والشرفات في مصر وتحديدًا في الحارات والشوارع الشعبية كانت أشبه بلوحة سريالية شديدة الرمزية مصحوبة بسلسلة من الأشكال الهندسية والنباتية مترادفة بأنواع مختلفة من الطيور والحيوانات بل والخط العربي أحيانا تلك الصورة الجمالية شديدة الخصوصية.
حرص أديبنًا الكبير نجيب محفوظ علىي نقلها بدقة فى أغلب أعماله الروائية والتي كانت تصف ملامح الحياة المصرية في بداية الألفية حتى نهاية الحقبة السبعينية منها، ثم تبعه أبو الواقعية المصرية أسامة أنور عكاشة في رسم تلك الصورة كتوثيق مرئي للذهنية المصرية خاصة في أكثر أعمالة الدرامية تلقائية كليالي الحلمية وأرابيسك، ففن الأرابيسك والذي يعتقد ظهوره في مصر إبان الدولة الفاطمية سنة 967.
وخاضت الدولة الوليدة الكثير من الحروب في بداية حكمها مما اضطرها وتحت ضغط الحاجة والتاريخ للاستعانة بالخشب لصنع السيوف والمعدات العسكرية وكانت ترسل ما تبقي من نقابات الخشب المُصنع إلي الحرفيين والصناع والذي وجدوا فيه ما يصلح أن يكون ذا فائدة فأحالوه إلى أشكال هندسية وابرقوه بزخاريف وعبارات إسلامية أصبح الآن وتحت ضغط الحداثة وحدها واختلاف الذوق العام بل وتضاربه تحت رحمة الذكرى.
في معرض "تراثنا"للحرف اليدوية والذي أفتتح أمس بتنظيم من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بأرض المعارض بمنطقة التجمع التقت عدسة " فيتو" بأحد حرفي تلك الصنعة قيد الاندثار ليحدثنا أكثر عن ما أسماه هو نفسه "ذوق البشوات".
فن الملوك
يخبرنا طلعت يوسف والشهير بين رفقاء صنعته ب " أرابيسك" بأن حرفة شغالة الخشب وتشكيلة هندسيا هي حرفة قديمة ويرجع تاريخها إلي الحقبة الفاطمية والتي كانت نقطة الانطلاق لشهرة وازدهار تلك الصنعة حيث أنها كانت النمط الفني المتبع بذلك العصر في أغلب قصور الأمراء والخلفاء القاطمين ثم تبعهم بعد ذلك طبقة الأعيان والتجار ثم العامة من الشعب.
واستطرد قائلا" أنا أتعلمت المهنة دي من أبويا واللي قلي إن الصنعة دي محدش بيقدرها غير الناس اللي بتفهم واللي عندهم ذوق في حياتهم"
يضيف صاحب الـ 47 عاما ً " الصنعة دي محدش بيشتغل فيها غير اللي الفنان اللي بجد واللي بيحترم التراث وعايز يحافظ علية"
وعند سؤاله عن أنواع الأخشاب والتي يجب استخدامها في تلك الحرفة أجاب" اي نوع خشب ينفع أهم حاجة الأيد اللي بتشتغل في الخشب دة عشان تطلعه تحفة بالشكل دا" مشيرا بيده إلى خوان زينة كان على يساره.
وعن الأسعار" عندي حاجات بتبدي من خمسة جنيهات زي المعالق والمغارف وبتوصل لـ500 جنيه زي السحارة والشكماجية".
وعن ظروف العمل في تلك الحرفة " المهنة صعبة ومحتاجة لجهد ووقت وإتقان وساعات يضطر أقف بالساعات على رجلي فيها".
قيد الانقراض
لا يخفي صاحب الـ47 عاما حزنه بل وانزعاجه الشديد من اندثار تلك المهنة وعدم اهتمام العامة بها قائلا" محدش بقي مهتم بحرفة الارابيسك في مصر وأغلب اللي بيجولي عشان يشتروا مني يا أما أجانب أو عرب غير كدا نادر حد مصري يشتري مني حاجة "
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
