رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون.. مناخوليا، البنت‭ ‬حلالة‭ ‬المشاكل

مناخوليا، فيتو
مناخوليا، فيتو

خارج‭ ‬سور‭ ‬سرايتنا‭ ‬الصفراء،‭ ‬حيث‭ ‬مجتمع‭ ‬المخابيل‭ ‬ممكن‭ ‬تلاقي‭ ‬بنت‭ ‬كل‭ ‬إمكاناتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬أنها‭ ‬تجيد‭ ‬الكذب‭ ‬والتدليس،‭ ‬لا‭ ‬مؤهل‭ ‬دراسى‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬تجارب‭ ‬حياتية‭ ‬تؤهلها‭ ‬لأن‭ ‬تتحول‭ ‬فجأة‭ ‬لمُصلحة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي.

 ‬البنت‭ ‬الشقية‭ ‬أم‭ ‬عيون‭ ‬عسلية‭ ‬وغمازتين‭ ‬ابتدت‭ ‬تجربتها‭ ‬على‭ ‬فيسبوك،‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬وإذ‭ ‬فجأة‭ ‬تلتقطها‭ ‬إحدى‭ ‬قنوات‭ ‬التليفزيون‭ ‬وتجعل‭ ‬منها‭ ‬مُقدمة‭ ‬برامج،‭ ‬البنت‭ ‬الشقية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬اجتماعية.. 

‬تحل‭ ‬المشكلات..‭ ‬تأتيها‭ ‬المكالمات‭ ‬والرسالات‭ ‬من‭ ‬البنات‭ ‬والستات..‭ ‬يطلبون‭ ‬رأيها‭ ‬فيما‭ ‬يفعلن‭ ‬من‭ ‬موبقات..‭ ‬ويستجدون‭ ‬نصيحتها‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬آت..‭ ‬وسبحان‭ ‬مثبت‭ ‬العقول‭ ‬في‭ ‬الدماغات.. ‬فقد‭ ‬كثر‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬البنات.

‬منتهى‭ ‬المناخوليا‭ ‬التى‭ ‬انتشرت‭ ‬فجأة‭ ‬وأصبحت‭ ‬تحصد‭ ‬أعلى‭ ‬المشاهدات‭ ‬تجلس‭ ‬إحداهن‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا‭ ‬لتستقبل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مشكلة‭ ‬وهمية.. ‬السيناريو‭ ‬والحوار‭ ‬الذي‭ ‬تستقبله‭ ‬مُعد‭ ‬مسبقا‭ ‬ومصنوع‭ ‬بإتقان.. ‬وكل‭ ‬المشكلات‭ ‬إما‭ ‬عاطفية‭ ‬أو‭ ‬بها‭ ‬خيانة‭ ‬زوجية.. 

‬صاحبة‭ ‬المشكلة‭ ‬تتحدث‭ ‬بصوت‭ ‬شجى‭ ‬حنون‭ ‬نائم‭ ‬معسول‭ ‬مخلوط‭ ‬بالآهات‭ ‬والأنفاس‭ ‬المقطوعة‭ ‬لجذب‭ ‬المستمعين‭ ‬وإثارة‭ ‬انتباههم‭ ‬أثناء‭ ‬حكايتها‭ ‬المفبركة،‭ ‬عشيقي‭ ‬يخونني‭ ‬مع‭ ‬شقيقة‭ ‬زوجي.. ‬رغم‭ ‬أننى‭ ‬وعدته‭ ‬بأنني‭ ‬سأكون‭ ‬له‭ ‬وحده‭ ‬خاصة.. ‬ومتصلة‭ ‬أخرى‭ ‬تروى‭ ‬مشكلتها‭ ‬مع‭ ‬حماتها‭ ‬التي‭ ‬هددتها‭ ‬بأنها‭ ‬ستطلقها‭ ‬من‭ ‬ابنها‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تنجب‭ ‬ولدا‭.‬

 


هذه‭ ‬هي‭ ‬نوعية‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬انتشرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬واليوتيوب،‭ ‬ومنهم‭ ‬انتقلت‭ ‬مؤخرا‭ ‬للتليفزيون‭ ‬ليستقطبوا‭ ‬بها‭ ‬الشباب‭ ‬والمرضى‭ ‬النفسيين‭ ‬والمصابين‭ ‬بالمناخوليا‭ ‬ممن‭ ‬يسكنون‭ ‬خارج‭ ‬سور‭ ‬العباسية.. ‬أما‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬فى‭ ‬عنبر‭ ‬العقلاء‭ ‬فنحمد‭ ‬الله‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستخدم‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ولا‭ ‬نشاهد‭ ‬قنوات‭ ‬التليفزيون‭ ‬المتخصصة‭ ‬للمرأة‭!‬

الجريدة الرسمية