هيكل الأسطورة.. مئوية الميلاد وخلود الحضور!
خمسون عامًا.. نصف عمر محمد حسنين هيكل بالتمام والكمال منذ مغادرته للأهرام أوائل العام 1974 والسهام وطلقات النار والخناجر الحرة والمسمومة والألسنة المنفلتة والبذيئة ومئات الكتب وآلاف المقالات وعشرات القصص الوهمية والاتهامات المفبركة تهاجم الأستاذ دون توقف.. دون خجل.. دون ملل من تكرار نفسها..
ثم ماذا؟! ما النتيجة؟! ما حصاد النصف قرن هذا؟! راح كله.. ذهب كله.. انتهى كله.. وبقي الرجل الذي كتب “عند مفترق الطرق” ليختار بنفسه مفترق طريقه وهو يعرف إنه سيدفع الثمن.. ثمن مواقفه وثمن التجربة السياسية التي يمثلها.. مستهدفًا في شخصه وفيما يمثله كأحد أبرز رموز دولة الستينيات.. وفي الأخير بقي الرجل الذي واجه بشجاعة مطلقة كل خصومه وهم علي قيد الحياة.. يمتلكون من وسائل الرد والردع والنفوذ ما يخيف الكثيرين..
بقي الرجل الذي قدم -حين هاجم خصومه- كل أدلته ووثائقه وشهود نفيه وإثباته دون أن يكتب كلامًا إنشائيًّا.. عاطفيًّا وعشوائيًّا.. فأصاب الجميع في مقتل.. عجزوا عن الرد.. عن المواجهة النزيهة الشريفة..
فكان الرد بعيدا عن الميدان.. بعيدا عن الموضوعي.. نموذجا في حروب التشويه وإطلاق التعابير عن مكائد المهنة وعن الصحفي الأوحد بل وعن صيام رمضان والطعن في المعتقد، ثم أخيرا عن أموال الأبناء لثروات مهما بلغ حجمها.. قيمتها.. مصدرها.. لرجل ليس في السلطة فاقدًا نفوذه فيها قبل عقود.. إن لم يكن عدوا لها في مراحل لاحقة عن السبعينيات فليس بحال من رجالها ولا صديقًا لها !
واليوم يحتفل المصريون والعرب وكل من يقدرون معنى وقيمة وتاريخ واستشراف وكفاءة وأثر الرجل.. بمئويته!
عاش.. وماتوا!
