رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بجامعة هارفارد يحذر من جريمة فتاوى التغذية المنتشرة في مصر

الدكتور أسامة حمدي
الدكتور أسامة حمدي أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، فيتو

فتاوى التغذية، حذر الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، من فوضى الوصفات الغذائية، التي يطلقها عدد من غير المتخصصين وتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لوصف طرق غير علمية بادعاء أنها تعالج الأمراض، ومنها الأمراض الخطيرة.

فتاوى التغذية لعلاج الأمراض جريمة


وعن فتاوى التغذية، وصفها الدكتور أسامة حمدي بأنها جريمة، قائلًا: "الفتوى في التغذية لعلاج الأمراض بدون فهم أو دراسة علمية جريمة، فأرواح البشر ليست حقلًا للتجارب."

Advertisements

جريمة فتاوى التغذية في مصر، فيتو

 


كما وصف الأستاذ بجامعة هارفارد من يصفون التغذية للعديد من المرضى في مصر على أنها نوع من الدواء بأنهم "دجالين"، مشيرًا إلى أن مجال التغذية في مصر أصبح مفتوحًا لكل "دجال" أو "محتال" ليدلو بدلوه.   
وقال الدكتور أسامة حمدي عن فتاوى التغذية: "فتاوي التغذية لكل من هب ودب! ينفق المعهد القومى للصحة بالولايات المتحدة NIH حوالي ١،٩ مليار دولار سنويًا على أبحاث التغذية. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، تم نشر ١٣٠٠ بحث علمي دقيق عن التغذية في كبرى الدورات العلمية المتخصصة."

الغذاء إما دواء شافي أو سم يقتل ببطئ


وأوضح استاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد: "للبحث العلمي في التغذية شروط اكاديمية دقيقة جدًا وشديدة التعقيد، ويحتاج كل بحث لمراجعة متعمقه قبل النشر والتطبيق، فالغذاء اما دواء شافي، أو سم يقتل ببطئ، كما أن الامراض المرتبطة بسوء التغذية تكلف الولايات المتحدة حوالي تريليون دولار سنويًا!"
وتابع الدكتور أسامة حمدي قائلًا: "وتضم الاكاديمية الأمريكية للتغذية وعلوم الغذاء، والتي منحتني مشكورة جائزتها الفخرية في عام ٢٠٢١،  ١١٢ الف متخصص في علوم التغذية. ولكن مع عميق الأسف في مجتمع تفشى فيه الجهل الصحي، أصبح مجال التغذية في مصر مفتوحًا لكل دجال أو محتال ليدلو بدلوه"

انتشار فتاوى العلاج بالغذاء في مصر، فيتو

 


وقال الدكتور أسامة حمدي عمن يمارسون علوم التغذية بغير علم: "فيكفي أن يُلحِّن قوله، مع جرعة زائدة من الثقة بالنفس، ليُقُنِع مستمعيه المغيبين بأنه يملك في يديه سر علاج جميع الأمراض، وأنه اكتشف بين عشية وضحاها، وبدون أدنى قراءة، أو علم، أو بحث، نظرية أينشتاين في النسبية، والتي غيرت وجه العالم!"
وأضاف "هكذا كان كل الدجالين في قرى مصر في عصر الظلام وغياهب الجهل. للأسف أرى الآن أننا عدنا ثانية، وبخطى ثابتة، إلى هذا العصر، في غياب شبه تام لمؤسسات الصحة والجامعات عن مراقبة هذا السم الفتاك، والدجل القاتل."

ساحة التغذية في مصر مفتوحة للعبث


وعن انتشار الوصفات الغذائية كعلاج قال أسامة حمدي: "لقد أصبح مجال التغذية ساحة مفتوحة للعبث المفرط وبيع الوهم، فوداعًا للبحث العلمي بمقاييسه المعتمدة، ووداعًا للعلم بكامله، ومرحبًا بالخرافات ما دام الجهلة يصدقونها."
وعبر عن صدمته لفتاوي التغذية المنتشرة، فقال الدكتور أسامة حمدي: "أنا فعلًا حزين ومصدوم من الفيديوهات والبرامج المفتوحة على مصراعيها لهؤلاء المدعين على الساحة الصحية في مصر، والتي يستمع إليها، مع الأسف، وربما قد يصدقها، ويتداولها بشراهة بعض المتعلمين. المحزن والمؤسف أن بعض هؤلاء الدجالين أساتذة في الجامعات المصرية، من الذين تحولوا بقدرة قادر إلى علم التغذية، ونزل عليهم وحيه وهم نائمون، فقاموا يبشرون البشر بدين غذائي جديد."

العلاج بالغذاء لغير المتخصصين دجل، فيتو

 


وأضاف "الحاوي يمد يده في كيس الطعام ويخرجه بفتوى من مخيلته فيمنع ذلك، ويسمح بذاك، ويدعي قدرته على إبراء الأكمه والأبرص، وشفاء السكر من النوع الأول، وأمراض المناعة كلها، والسرطان، وأمراض الجهاز الهضمي، والأعصاب، والعضلات، وكل ما استعصى علاجه، مع كلمتين بالإنجليزية لزوم الوجاهة الطبية، والحزلقة العلمية! مثله مثل دجال المنصورة في الستينات وهو يعتلي كرسي في ميدان الطميهي، ليبيع ماء معكرًا في زجاجات وهو يصرخ "معايا شربة الحاج محمود اللي تطلع الدود" وتشفي جميع الأمراض!"

فتاوى التغذية تحتاج لعشرات المصحات العقلية والنفسية


وتابع الدكتور أسامة حمدي حديثه عن فتاوى التغذية فقال: "يضرب كل دجال منهم بمئات الأبحاث الجادة في علم التغذية عرض الحائط، فلا داعي عنده للبحث أو الدراسة؛ فتجاربه كلها على مرضاه في دكانه الخاص، وكأنهم حيوانات تجارب، يعيش منهم من يعيش، ويموت من يموت، المهم أن يصل رأيه الأحادي، وأفكاره الشاذة التي جاءته في أحلامه، لينفذها صباحًا على مرضاه المتعلقين بقشة."
وانتقد أسامة حمدى الذين يقتنعون بأحاديث من يفتون في التغذية بغير علم، فقال: "في ظل حالة من الذهان المجتمعي الشامل، أصبح كل ما هو سمك، لبن، تمر هندي مستساغ الطعم، ما دمت قد اشتريت الوهم، وجئت بأقدامك إلى ميدان الحاوي، وخطوت إلى دكان المحتال المسمى عيادة خاصة. والدجال ما عليه سوى أن يذكر بعض الآيات البينات، وبعض الأحاديث، ويربطها باكتشافاته الجهنمية لتنحني الرؤوس فورًا مقتنعة ومسلَّمة بما يهذي به في مجتمع متدين بطبعه، ما زال أغلبه يعيشون في عالم الدراويش."
واختتم الدكتور أسامة حمدي حديثه عن فتاوي التغذية في مصر قائلًا: "جاءتني عشرات الرسائل تحمل فيديوهات غريبة لدجالين اليوتيوب والسوشيال ميديا، مع لقاءات مطولة معهم أجراها نجوم الإعلام، وتطلب مني التعليق عليها، وتفنيد الذي قالوه من مهاترات غذائية، وبالطبع لن أستطيع؛ فالموضوع يحتاج فعلًا إلى فتح العشرات من المصحات العقلية والنفسية على أرض مصر لعلاج هؤلاء، وأسوؤهم من هو مقتنع أصلًا بما يدعيه..."


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية