رئيس التحرير
عصام كامل

مدير معابد الكرنك يعلق على فكرة تغطية صالة الأعمدة الكبرى بسقف خشبي (صور)

جانب من المشروع،
جانب من المشروع، فيتو

قام العديد من الأثريين والمرشدين بانتقاد فكرة تغطية صالة الأعمدة الكبرى وسط معابد الكرنك بالأقصر بسقف خشبي على الرغم من عدم انتهاء المشروع حتى الآن، ودون الرجوع للمسئولين بمنطقة آثار الكرنك لاستبيان واستجلاء الحقيقة أولا، ومن ثم الحكم عليها وعلى درجة الفائدة منها وتقييم هذه الفكرة والتجربة بالسلب أو الإيجاب.

صالة الأعمدة الكبرى، فيتو 


ومن جانبه، قال الطيب غريب مدير معابد الكرنك، إن جميع زملاء المهنة يحدوهم الحس الوطني الأصيل لحفظ هذه الآثار، وهذا التراث الذي قل أن يجود به الزمان مرة أخرى، ولا يحركهم في سبيل ذلك أي نوع من المكايدات أو الأهواء الشخصية.

 

جانب من تنفيذ المشروع، فيتو 

وأضاف مدير معابد الكرنك ردا على ما أثير: أنه  في حدود علمي لا يوجد دليل صريح على المادة التي استخدمها المصريون القدماء في عملية تغطية صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك، فهناك من قال إنها كانت من الخشب وهناك من يقول إنها كانت من الحجر (أرجو من كل الزملاء الاعزاء سواء أثريين أو مرشدين ممن لديه معلومة موثقة حول هذا الأمر أن يرسلها لي أو ينشرها على العام لزيادة الفائدة للجميع)، وأنه في العموم فإن وضع سقف خشبي فوق صالة الأعمدة ما هو إلا إرجاع الشيء لأصله لأنها في المجمل كانت مغطاة لنفس الغرض وهو حماية الالوان من العوامل المختلفة، بالإضافة للغرض الديني المعروف لدى الأثريين والمرشدين.

المشروع ضروري لحماية الألوان الرائعة والجميلة

وتابع مدير معابد الكرنك، هذا المشروع  ضروري جدا لحماية الألوان الرائعة والجميلة التي تم صيانتها وترميمها وحفظها ضمن خطة ومشروع ضخم جدا قامت به وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية وكلف الدولة ملايين الجنيهات فكان لزاما ومن الطبيعي أن يتم حماية هذا المشروع الضخم وما نتج عنه من ألوان أصلية بديعة مر عليها قرابة الـ ٤٠٠٠ عام من عهد الملك سيتي الأول بداية عصر الأسرة التاسعة عشرة، وهذا على أقل تقدير.

ولفت مدير معابد الكرنك، أنه يعلم القاصي والداني أن حرارة الشمس في صعيد مصر مرتفعة جدا بالإضافة لهطول بعض الأمطار أحيانا، ومع مرور الزمن سيؤدي كل هذا الي التأثير على الألوان بشكل أو بآخر، لذا كان من الضروري جدا أن يتم تغطية الصالة لحفظ كل هذا المجهود الرائع الذي قام به مجموعة من الأثريين والمرممين خلال سنتين حتي الآن، وأنتج هذه النتائج الرائعة التي أبهرت الجميع بل واعتقد انها من الممكن أن تسهم في تنشيط الحركة السياحية والدعاية لها إن تم استغلالها الاستغلال الأمثل.
 

نموذج تجريبي في الربع والجزء الجنوبي الشرقي 

وتابع أنه قامت وزارة السياحة والآثار بعمل جزء واحد فقط من صالة الأعمدة كنموذج تجريبي في الربع والجزء الجنوبي الشرقي من الصالة علي أن يتم تعميم التجربة، والفكرة إن لاقت استحسانا ونجاحا علي مراحل مختلفة لاحقا في السنوات القادمة فإن لم تلق القبول فمن الممكن أن نكتفي بهذا القدر. 
مؤكدا على أن إعادة سقف الصالة بالأحجار التي تبلغ آلاف الأطنان هو من ضرب الجنون لأن هذا مشروع ضخم جدا، حيث يجب أن يتم عمل مجموعة من المجسات والاختبارات للتربة وإحلال تربة جديدة مكانها لتتحمل هذا الوزن الهائل وتغيير الاساسات الأصلية للصالة والتي من الطبيعي أن تكون قد تهالكت بعد مرور آلاف السنين علي وضعها وتعرضها للعوامل المختلفة من رطوبة ومياه سطحية وغير ذلك، وحيث إن هذه الأعمدة نفسها مر علي تشييدها آلاف السنين فبالطبع إنها تحتاج إلي التدعيم والتقوية والعديد من الاختبارات عن طريق شركات هندسية واستشارية كبرى ومتخصصة في هذا المجال على أن يتم فك كل الأعمدة وإعادة تركيبها بعد كل هذه الأعمال السالفة الذكر، وهذا أمر أعتقد أنه من المستحيلات.
وأشار مدير معابد الكرنك، أن هذا النوع من الخشب هو نوع خاص جدا من أنواع الخشب يتحمل الوزن وأشعة الشمس والامطار ومقاوم لكل ذلك حتي الحشرات،  لذلك حرصت وزارة السياحة والآثار على أن يكون السقف من اجود انواع الاخشاب حتي يتحمل كل ذلك.

تغطية بعض المواقع الأثرية بالأخشاب 

وتابع مدير معابد الكرنك، أن فكرة تغطية بعض المواقع الأثرية بالاخشاب هي ليست فكرة جديدة أو وليدة اللحظة بل تمت في أماكن كثيرة داخل بعض الأماكن الأثرية دون اعتراض من أحد حتي تاريخه: ومثال ذلك حجرة الولادة المقدسة في معبد الأقصر لحفظ الالوان ومناظر الولادة المقدسة الرائعة في هذه الحجرة التي لا يمكن استعادتها بأي حال من الأحوال في حالة فقد جزء منها، والمثال الآخر هي حجرة الملكة حتشبسوت والموجودة في شمال مقصورة الزورق المقدس ( قدس الأقداس) بالكرنك ولنفس الغرض حيث تحتوي هذه الحجرة على ألوان غاية في الروعة والجمال فكان لزاما علينا حفظها وصيانتها من عوامل الجو المختلفة من حرارة ورطوبة وأشعة الشمس والأمطار، ولو أنها تركت كما هي لما استمرت هذه الألوان حتي الآن تبهر زوار المعبد بسبب بهائها ورونقها.

وأخيرا وليس أخيرا، لا يعلم أحد من المنتقدين لفكرة تغطية الصالة بسقف خشبي ما كابده السادة المسئولين في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار ومنطقة آثار الكرنك من السادة الزملاء الاعزاء سواء أثريين أو مرممين ( وأخص بالذكر السادة المرممين بسبب معاناتهم مع الارتفاعات أو الجو سواء في حرارة الشمس الحارقة في الصيف وبرودة الطقس في الشتاء )، أو متدربين وعمال من عناء وصعوبات في سبيل أن تبدو الصالة ومناظرها وألوانها كما ترونها حضراتكم فيكفي أن تعرفوا أن العمل يتم علي ارتفاع ٢٣ متر تقريبًا من مستوي سطح الأرض وهذا مثال واحد فقط علي الصعوبات والعقبات التي يقوم بها فريق العمل في مجال حفظ وصيانة ألوان هذه الصالة.

أعتقد أن هذه الفكرة رائعة (وهذا في تقديري الشخصي المتواضع ) ولو بشكل مؤقت حتي يثبت العكس، وخاصة أن العمل والتجربة في جزء صغير من الصالة لتقييم الوضع والتجربة. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية