أيمن سلامة: التدابير التحفظية للعدل الدولية لصالح أرمينيا ضد أذربيجان، تداعيات إغلاق ممر لاتشين على السكان الأرمن المكروبين
أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، أنه مع فشل المنظمات الدولية، ومن بينها محكمة العدل الدولية، في الضغط من أجل تخفيف سكان إقليم " ناكونوكاراباخ " من المعاناة القاسية، أضحي سكان إقليم كاراباخ مجبرين على الحفاظ على الموارد الشحيحة.
أذربيجان تغلق ممر لاتشين طريق نقل البضائع بين أرمينيا وكاراباخ
وتابع الدكتور أيمن سلامة، أجبرت المدارس على الإغلاق لتوفير الكهرباء فقط مشكلة أيضًا، حيث أصبحت الأرفف المليئة بالمخزون الأساسي قاحلة، ولا يمكن نقل عناصر مثل الدقيق والقمح والسكر والزيت والأرز من أرمينيا، فممر لاتشين الطريق الوحيد لنقل البضائع بين أرمينيا وكاراباخ، أغلقته مؤخرا سلطات أذربيجان وصار السكان المحاصرون هناك يعانون شطف العيش.
وأضاف، صار مستحيلا أيضًا تقديم المساعدة الطبية والإنقاذ للسكان الأرمن المكروبين، حيث يتأثر النقل من كاراباخ إلى أرمينيا من جراء استمرار الحصار، وبرغم انعقاد مجلس الأمن في 20 ديسمبر الماضي في جلسة طارئة لمناقشة التداعيات الإنسانية الكارثية جراء إغلاق ممر لاتشين، حيث حثت خلاله دول أعضاء مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة أذربيجان على إعادة فتح الممر، وأعرب سفير المملكة المتحدة عن قلقه إزاء استمرار إغلاقها، مشيرًا إلى تأثير ذلك على المدنيين الذين تقطعت بهم السبل والأطفال والنساء والأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، لكن كل هذه المناشدات لم تجد أي فتيل.
أذربيجان قطعت إمدادات الغاز من أرمينيا إلى ناغورنو كاراباخ
مشيرا إلى أنه، في سياق الحالة الآذرية، لا يخفي على أي متابع محايد، أنه اعتبارًا من 13 ديسمبر 2022، قامت مجموعة من المواطنين الأذربيجانيين الذين يُعرّفون أنفسهم على أنهم نشطاء بيئيون بإغلاق ممر لاتشين، مما ترك 1100 شخص، من بينهم 270 طفلًا، غير قادرين على العودة إلى ديارهم، وتبع ذلك قيام أذربيجان بقطع إمدادات الغاز من أرمينيا إلى ناغورنو كاراباخ، مما عرض 120.000 أرميني من سكان ناجورنوكاراباخ لخطر الأزمة الإنسانية، ولكن وبعد ضغوطات الرأي العام العالمي وكشفه للممارسات غير الإنسانية من جانب سلطات أذربيجان وعملائها أعيد إمداد لاغاز بعد ثلاثة أيام.
لفت، أمرت محكمة العدل الدولية يوم 25 فبراير بإنهاء إغلاق طريق رئيس يعرقل حياة السكان في إقليم "ناغورنوكاراباخ" المتنازع عليه وقالت المحكمة: إنه يتعين على أذربيجان أن "تتخذ كل الإجراءات المتاحة لديها، لضمان حرية حركة الأشخاص والمركبات والبضائع عبر ممر لاتشين في كلا الاتجاهين".
أرمينيا تؤكد نقص الغذاء والأدوية لنحو 120 ألف شخص من الأرمن
كانت أرمينيا تقدمت بدعوى للمحكمة بعد إغلاق الممر الجبلي في ناغورنو-قرة باخ في ديسمبر الماضي، وقالت أرمينيا إن هناك نقصًا في الغذاء والأدوية لنحو 120 ألف شخص من الأرمن، الذين يعيشون هناك، ولا يمكن نقل الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي إلى مستشفيات المنطقة.
لذلك لجأت أرمينيا لكل من محكمة العدل الدولية في لاهاي والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ، حتي تصدر المحكمتان ما يعرف بالتدابير التحفظية ضد أذربيجان، لأن اللجوء إلي هذه التدابير تبرره حالة الاستعجال وجسامة الضرر وشيك الوقوع علي المواطنين الأرمن المحاصرين والمحرومين من المساعدات الإنسانية و الخدمات الطبية.
أيضا تهدف هذه التدابير التي تصدرها المحكمتان الدوليتان في صورة أوامر إلى توفير الحماية لحقوق الأطراف بصورة مؤقتة إلى أن يصدر الحكم النهائي الفاصل في النزاع
تدابير محكمة العدل الدولية ذات طبيعة استعجالية
مشيرا إلى أن ن التدابير التحفظية التي تأمر بها المحكمة ليست نهائية، وهي قابلة للتعديل والإلغاء أو التغيير إذا تغيرت الظروف أو زالت وفي حالة السكان الأرمن المحاصرين من قبل السلطات الآذرية، فإن تغيرت الظروف القائمة التي جعلت محكمة العدل الدولية تدليلا تصدر أمرها بتاريخ 25 فبراير ضد أذربيجان، يمكن أن تعدل أو تلغي المحكمة أوامرها بالتدابير التحفظية التي سبق أن أصدرتها ضد هذه الدولة.
أرمينيا تقدم شكوى في محكمة العدل الدولية ضد أذربيجان
جدير بالذكر أن التدابير التحفظية ذات طبيعة استعجالية تتخذ للحد من الآثار المترتبة على مرور الوقت، لأن من شأن الانتظار حتى الفصل النهائي في النزاع أن يؤدي إلى وقوع ما لا يمكن تداركه أو إصلاحه، لذلك فهي تدابير يجب اتخاذها دون تأخير، لحماية حقوق أطراف النزاع، والوقاية من وقوع ضرر لا يمكن جبره.
يمكن تقديم طلب التدابير التحفظية مع العريضة الأساسية أو الطلب الأساسي في الدعوى، ويمكن تقديمه أيضا طوال مراحل القضية طالما لم يفصل فيها بحكم نهائي، وتأخذ بهذا النهج المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي سبق أن لجأت إليها أرمينيا في ذات القضية.
وتتمتع المحكمة بسلطة الإشارة بالتدابير التحفظية من تلقاء نفسها proprio moto، في حالة لم يتقدم أي من أطراف النزاع بطلب التدابير التحفظية؛ فبموجب سلطتها التقديرية، يمكن أن ترى أنه يتوجب الأمر بمثل هذه التدابير لحفظ حقوق أطراف النزاع، أو تجنب ضرر لا يمكن إصلاحه فيما بعد، بمعنى أن المحكمة ترى أن الظروف تستدعي ا لأمر بالتدابير التحفظية.
وتستمد محكمة العدل الدولية سلطتها هذه من نص المادة 75 في فقرتها الأولى من لائحتها الداخلية والتي تنص على أنّ: "للمحكمة أن تقرر في أي وقت، من تلقاء نفسها، النظر فيما إذا كانت ظروف القضية تستدعي الإشارة بتدابير تحفظية يتعين على أي من الأطراف أو على الأطراف جميعا اتخاذها أو التقيد بها".
ختاما: بموجب قواعد القانونين الدولي ما بَرحت حالة الحرب قائمة بين الدولتين: أرمينيا وأذربيجان، وهذا يعني أن كافة المواثيق الدولية للقانون الدولي الإنساني لا تزال سارية تجاههما، ولذلك تتحمل أذربيجان، تحديدًا، المسؤولية الدولية التي تفرضها قواعد المسؤولية في هذا الشأن، كما يجب علي أذربيجان تنفيذ التدابير التحفظية التي سبق أن أمرت بها محكمة العدل الدولية في 25 فبراير عام 2023.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
