رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يشكون؟!

البعض يرى أن ثمة مغالاة ومبالغة في الشكوى من الغلاء والتضخم ودليله على ذلك أن المطاعم والكافيهات الغالية مكتظة دوما بالرواد القادرين على دفع الكثير من الأموال بسهولة ويسر! 
واكتظاظ المطاعم والكافيهات الغالية بالرواد القادرين على الدفع لا يمكن بالطبع إنكارها.. ولكن السؤال المهم هنا لأى باحث موضوعى هو كم يمثل عدد هؤلاء بالنسبة لجموع المصريين؟! 

 

الإجابة نسبة محدودة رغم التكاثر الملحوظ فى أعداد المطاعم والكافيهات التى يتم تأسيسها خاصة تحت الكباري الجديدة المنشأة حديثا.. وعلى من يثير دهشتهم اكتظاظ المطاعم والكافيهات بالرواد أن يمد بصره قليلا ليرى اكتظاظ أكشاك بيع السلع المخفضة السعر والمقامة في الشوارع والميادين بالرواد..

Advertisements

 

واكتظاظ أيضا معارض السلع المخفضة التى تقام فى المناسبات المختلفة مثل دخول المدارس أو قدوم شهر رمضان والأعياد، وكذلك تزاحم الناس على فروع المجمعات التموينية للحصول على لحوم رخيصةَ الثمن، والإقبال على عربات القوات المسلحةَ التى تعرض أسماكا ولحوما بأسعار مخفضة.  


إن الزحام على كل هذه الأكشاك والسيارات والمعارض وفروع الجمعيات التعاونية يفوق كثيرا زحام المطاعم والكافيهات الغالية، لأن الذين يعانون من الغلاء بشدة أكثر بكثير من هؤلاء القادرين على تحمله واستيعاب تداعياته عليهم واستطاعوا أن يحتفظوا بقدرتهم على ارتياد المطاعم والكافيهات الغالية!.. وحتى هؤلاء البعض منهم بسبب ارتفاع الأسعار قلل من عدد مرات تردده على تلك المطاعم والكافيهات الغالية.  

 


ثم لماذا لا نصدق البنك المركزى الذى قال فى آخر تقرير له للتضخم إن معدله الشهر الماضى لم يتوقف عن الارتفاع وجاوز 40 في المائة.. وهذا معدل كبير للغاية لا يقارن بمعدل ارتفاع الدخول، ولذلك يشكو بحرارة  الناس من الغلاء الآن، وهم صادقين في شكواهم حتى وإن كان البعض منهم مازال قادرًا على ارتياد المطاعم والكافيهات!      

الجريدة الرسمية