رئيس التحرير
عصام كامل

محمد رشدي، بدأ حياته الفنية ببركة إبراهيم الدسوقي، واعتمد في الإذاعة بورقة أغنية مسروقة

المطرب الشعبى محمد
المطرب الشعبى محمد رشدى

محمد رشدي.. لسان الفلاحين وصوت الطبقة الكادحة الذي ذاع صيته في  شمال المحروسة بليالي مولد سيدى إبراهيم الدسوقي وهو لا يزال صبيًا، هو ابن لثورة 23 يوليو وأحد المعبرين عنها، احتل مكانة رفيعة في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية بفضل ما قدمه من أعمال ذات طابع شعبي، وتناول فى أغانيه معانى جديدة.


ولد المطرب الشعبى محمد عبد الرحمن الراجحى ـ الشهير بـ محمد رشدى عام 1928 بمدينة دسوق،حفظ القران كاملا في كتاب القرية، اختار له الفنان سعد عبد الوهاب وكان مراقبا للموسيقى والغناء بالإذاعة ـ اسم محمد رشدى، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 2005.

 

البداية الفنية لرشدى 

وبدأ قصته مع الغناء حين التقى بالسيدة أم كلثوم في إحدى حفلاتها الغنائية بمدينة دسوق أثناء مولد إبراهيم الدسوقى، واستطاع  محمد رشدى أن يسمعها صوته وهو يغنى فأعجبت الست بصوته وشجعته على الدراسة والغناء، واستطاع اقناع والده بضرورة دراسته للموسيقى بعدما أثنت عليه السيدة أم كلثوم، ونجح في معهد فؤاد الأول للموسيقى وتخرج منه عام 1949 مع سبعة من الدارسين من بين 57 طالبا، ودرس التواشيح على يد الشيخ درويش الحريرى، والعود على يد منصور عوض.

 

تحت الشجر ياوهيبة البداية مع الأبنودى 

واتجه إلى الغناء الفردي في الحفلات والسهرات فقدم خلال مشواره الفنى العديد من الأغنيات الناجحة، وبدأها مع الملحن محمد الموجى أغنية " تحت السجر ياوهيبة " وأغنية يام الطرحة معطرة "، القمر قمرين، من العين دى حبة.

 

85 موالا فى أدهم الشرقاوى 

أما شهرته الغنائية فكانت في أغنية " قولوا لمأذون البلد ييجى يتمم فرحنا " التي لحنها بنفسه وجاء بعدها أغنيات: عدوية، تحت الشجر يا وهيبة، وكعب غزال، وياليلة ما جانى الغالى،شال الهوا شاله من تلحين أحمد صدقى، وسجل أيضا للإذاعة ملحمة أدهم الشرقاوي التي كتبها الشاعر محمود إسماعيل، وأخرجها يوسف الحطاب، وغنى فيها محمد رشدي 85 موالًا من ألحانه تروى حكاية ذلك البطل الشعبى فحقق شهرة كبيرة وأصبح العمل من الكلاسيكيات في الإذاعة.

 

عدوية أول وآخر بطولة سينمائية 

قدم المطرب محمد رشدى خلال مشواره الفني ستة أفلام سينمائية فقط هي: 6 بنات وعريس، حارة السقايين، عدوية، ورد وشوك، فرقة المرح، السيرك، وكان المخرج والمنتج كمال صلاح الدين قد استغل نجاح أغنية عدوية التي كتبها عبد الرحمن الأبنودى وقدم لمحمد رشدى فيلما بنفس الاسم وهو أول وآخر بطولة سينمائية له شاركته فيه ناهد شريف ولم يلق الفيلم النجاح المنتظر. 


من أول أغانى محمد رشدى أغنية "سامع وساكت ليه" عام 1951، ولهذه الأغنية قصة فحين فقد التقط كلماتها من ورقة في سلة الزبالة الموجودة في مكتب الموسيقار محمد عبد الوهاب حين كان في زيارة للقائه، وجدها ورقة مهملة في السلة  فأخذها وقام بتلحينها، إلى أن جاءته الفرصة ليغنيها في حفل حضرها مسئولين في الإذاعة منهم المذيع على فايق زغلول الذى أعجب بصوته وقدمه للإذاعة وغني أمام لجنة مكونة من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب والملحن محمد القصبجي والشاعر محمود إسماعيل أغنية سامع وساكت ليه، فأجازوه كمطرب وملحن، واتهمه عبد الوهاب بالسرقة ولما عرف انه لم يقصد سوى الغناء ضحك عبد الوهاب وعفا عنه.

 

الغناء الشعبى 

اتجه محمد رشدى إلى الغناء الشعبى وأطلق عليه الكاتب محمود السعدنى اسم " مطرب الخدامين " وعن هذه التسمية قال محمد رشدى: يرجع ذلك إلى أنني غنيت لطبقة لم يكن أحد يجرؤ أن يغني لها من قبل، فغنيت "عدوية، وحسن المغنواتي" وهذا بسبب تغير الظروف الاجتماعية في مصر عام 1961، وظهور قوانين الاشتراكية، ومكاسب العمال والفلاحين، فكان لا بد من ظهور شاعر وملحن ومغنٍ ليعبروا عن كل هذا، وهذا ليس في الغناء فقط، ولكن في معظم مجالات الحياة الأخرى، ففي الأدب ظهر جيل مثل يوسف ادريس وعبدالرحمن الشرقاوي وعبرا عن الفلاح والعامل.


عن أسباب عدم اتجاهه إلى الأغاني الرومانسية وتفضيله الغناء الشعبي قال محمد رشدي: حين بدأت الغناء في بداية الخمسينات كانت الرومانسية مسيطرة على البلاد، فكان من الطبيعي أن أغني أغاني عاطفية مثل "يا محيرين النوم"، و"يا ناس حبيبي فين" و"على الجبين مكتوب" حتى أواكب السوق لكن لم يلتفت لي أحد، في حين انه عندما غنى عبد الحليم حافظ أغاني عاطفية في الفترة نفسها، التف حوله الجمهور وصدقه ولم يصدقني، وذلك لأنني لم أكن اغني في منطقتي، فأنا صوت يعبر عن تراث وقضايا وعن نبض الشعب المصري.

 

رأى إحسان عبد القدوس 

وكتب الأديب إحسان عبد القدوس عن صوتي فقال "محمد رشدي علامة في تاريخ الأغنية الشعبية من عصر الترجمة والتعريب إلى عصر اكتمال الشخصية الشعبية".. فكان الاتجاه إلى الاغنية الشعبية مع عبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، وكانت أغنية أدهم الشرقاوى بداية شهرتي الفنية.

 

إحياء الحفلات الوطنية 

انطلق محمد رشدى في تقديم أغاني فردية وملاحم شعبية وشارك في إحياء الحفلات الوطنية، ثم أصيب في حادث وظل طريح الفراش ثلاث سنوات في الجبس الى ان اختاره محمد الشجاعى رئيس الإذاعة لتسجيل ملحمة أدهم الشرقاوي، وبالفعل سجلها وهوعلى عكازين فكانت هدية من السماء وضعته على بداية الطريق.

 

فلاح من دسوق

يعرف محمد رشدى نفسه ويقول:، أنا فلاح من دسوق وعارف يعنى إيه واحد يرتبط ببيئته، مصر عاشت على نوعين من الغناء، غناء فى الحوارى والغيطان، وغناء الصالونات الموجه إلى فئة معينة، وهذا النوع كان هو الرسمى، وسيد درويش استثناء لأنه غنى وهو عارف بيغنى لمين، وجاء الأبنودى ليجعل غناء الحوارى والغيطان على كل لسان.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية