رئيس التحرير
عصام كامل

شوبير وكوارث الإعلام الرياضى

لعالم كرة القدم قواعد خاصة جدا، هناك من تنتهي مسيرتهم وسيرتهم باعتزالهم اللعب، ينساهم الناس وتمحوهم الذاكرة، وهناك من يعيشون حتى بعد رحيلهم، هناك لاعبون تمتد ذكراهم إلى ما بعد المستطيل الأخضر بالبقاء داخل حلبة الصراع اللذيذ وهناك من يختارون طريقا غير الطريق.


أحمد شوبير نموذج مثالي للاعب الذي لم يكن عاديا داخل الملعب أو خارجه، بعد اعتزاله ظن البعض أن الذاكرة الكروية ستمحو اسمه من التاريخ خاصة وأنه لم يصارع على الإدارة أو التدريب فلم يكن منه إلا أن اتجه إلى حيث الحياة الممتدة أطول من فكرة البقاء داخل المستطيل الأخضر.


التحق أحمد شوبير بقناة دريم الواعدة في ذلك الوقت وقدم نموذجا إعلاميا حيا، نابضا بالحركة، وقدم نفسه في ثوب جديد متألق وقادر على العطاء، واكتشفنا إننا أمام صحفى نموذجى يجري وراء الأخبار وينفرد بها ويحللها وقد ابتنى علاقات وثيقة بصناع القرار الرياضي في مصر.

انتصارات إعلامية قوية


لم ينته أحمد شوبير وعاش أكثر ضجيجا وحيوية مما كان في الماضي وانتقل من دريم إلى عدد من القنوات وظل طوال الطريق إلى يومنا هذا قادرا على العطاء وتقديم رسالة إعلامية واعية وناضجة فظل متربعا على قمة الهرم الإعلامى الرياضي بشكل لافت للنظر.


هل كان شوبير صحفيا أخطأ الطريق إلى الملعب أم أنه صحفى استفاد من فترة وجوده داخل المستطيل الأخضر؟ أيا كانت هويته أو هوايته فقد استطاع أن يعيش ويحقق انتصارات إعلامية قوية رغم تعدد ظهوره تليفزيونيا أو إذاعيا، كان ولايزال صاحب سبق بلغة الصحافة.


وميزة أحمد شوبير أنه يحاول التواجد في المنطقة الخضراء من صناعة الخبر أي أنه يمارس المهنة دون تحيز أو عنصرية أو عصبية وعادة ما يشغله الخبر والتواصل مع مصادر حية دون تجهيل أو تعميم وهذا ما يجعل متابعته مسألة مهمة لمن أراد متابعة الشأن الرياضي في مصر.


وفي الوقت الذي يقدم فيه أحمد شوبير نفسه صحفيا خالصا، هناك من لا تستطيع أن تتابعهم لدقائق معدودات لأنهم يفتقدون لأبسط قواعد الظهور الإعلامى، حيث لا كاريزما ولا معلومات ولا شخصية ولا خبر ولا دياولوا.. مجرد أصوات صاخبة تزعج من يتابعها ولا تقدم له مادة إعلامية محترمة.

 


أظن أن شوبير متفرد فيما يقدم وهذا هو سر بقائه حيا ومتشابكا مع الحدث الرياضي برسالة قادرة على العيش وسط ضجيج لا طحن فيه فيما يشبه الكارثة والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى وهو ما دفع الجهات الرسمية في أكثر من مرة إلى التدخل لوقف سيول من العته الإعلامي.

الجريدة الرسمية