رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يغيب الضمير تكون المأساة

أى نوع من البشر الذين يستحلون ملء بطونهم بأموال مرضاهم بلا وازع من ضمير.. أي نوع من البشر الذين يتاجرون بأمراض البشر بالرغم من المفترض أنهم ينتمون لمهنة إنسانية نبيلة هى الطب.. لا ننكر وجود أطباء جشعين يعشقون المال عشقا جما لا يفرقون بين الغنى والفقير المهم عندهم جلب الأموال سواء من خلال العيادات الخاصة أو المستشفيات الأهلية بما يتنافى مع سمات المهنة التى تعد إنسانية تحكمها علاقة إنسان ضعيف يحتاج إلى إنسان قادر على علاجه فمنهم من يملك الضمير الحى ومنهم من يفقد كل مقومات الإنسانية.. 

 

غالبية الأطباء لا يفكرون سوى بمقدار ما يجنونه من أموال طائلة مستغلين حاجة المريض وعدم وجود رقيب أو قانون يحد من استغلالهم دون مراعاة لمحتاج أو يتيم أو فقير نتيجة فقدان الضمير وغياب العامل الإنسانى لديهم فتكون النتيجة الحتمية الجشع والمتاجرة بأرواح الناس وجراحاتهم وآلامهم.. 

 

نرى الطبيب يبيع نفسه لشركات الأدوية من أجل عيون الهدايا وحضور المؤتمرات العلمية بالمجان فى الخارج والداخل وولائم الطعام من هنا وهناك.. نرى بعض الأطباء لا يجرون العمليات الجراحية إلا بعد الحصول على التكاليف كاملة.. 

 

نرى أطباء لا يتعاملون مع شركات التأمين الطبى ويتقاضون أتعابهم كاش بمبدأ معاملة الطب بالتجارة أي أنهم يتشبهون بالتجار والجشعين فى تعاملهم مع مرضاهم.. أغلبية الأطباء يمتنعون عن إصدار الفواتير الخاصة بما تم تحصيله من العمليات الجراحية وهذا شرطهم قبل التدخل الجراحى فى غياب كامل للأجهزة الرقابية التى تغض الطرف عن تجاوزات الأطباء من أخطاء إنسانية وقانونية وضياع حق المريض فى استرداد جزء من حقه حال وجود الفواتير معه.. 

 

 

غياب دور الدولة فى مواجهة جشع الأطباء، يجعلهم يستمرون فى الجشع وخرق القانون والمتاجرة بآلام المرضى وهو أمر خطير فمن يملك المال يتم علاجه ومن لا يملك فينتظر الرحيل من دنيا تجارة الطب.. على العموم نحن ندرك أن الطب رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب يحمله الأطباء فى قلوبهم وليس فى جيوبهم، ولسان حال كل مريض أو محتاج أو فقير: حسبى الله ونعم الوكيل.

الجريدة الرسمية