رئيس التحرير
عصام كامل

أمين "البحوث الإسلامية": نراجع الأعمال الدينية قبل عرضها.. ومآرب خبيثة وراء رفض البعض قبول الآخر ( حوار )

جانب من الحوار، فيتو
جانب من الحوار، فيتو

>> تعاليم الإسلام المثالية تحقق لسكان المعمورة الأمن والتعايش السلمى المجتمعى  
>> الأزهر الشريف نجح فى تجديد الخطاب الدينى خلال السنوات الماضية
>> هدفنا تصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم
>> تضييق الخناق على الدخلاء فى المجال الدعوى سواء المتشدد أو المتسيب
>> لدينا 220 واعظة فى مختلف مناطق الجمهورية
>> مراجعة وضبط طباعة المصحف الشريف قضية فى غاية الأهمية
>> عدد مبعوثى الأزهر حوالى 800 ينتشرون فى 60 دولة بمختلف قارات العالم
>> ندرب المبعوثين على التعامل مع الثقافات المختلفة وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم
 

لا مكان للمتشددين فى الدعوة الإسلامية الرسمية التى يصدرها الأزهر للمواطنين المصريين وساكنى العالم أجمع، وتتصدى المؤسسة الرسمية لكل مظاهر الخروج على سماحة الإسلام، عبر عدد من الأسلحة، أبرزها وأكثرها تأثيرا مجمع البحوث الإسلامية
إذ يعتمد عليه الأزهر فى تنفيذ خطته الدعوية، والاحتكاك المباشر مع الجماهير، سواء من خلال القوافل الدعوية فى كافة المدن والمحافظات، أو من خلال النشاط الكبير لوعاظ الأزهر الشريف بأماكن التجمعات الشبابية فى مراكز الشباب والمقاهى، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتقديم الرسالة الوسطية للأزهر بالشكل الصحيح.
"فيتو" بدورها التقت بالدكتور نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية، والذى أكد أن المجمع يجهز مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة من أجل توعية المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية، وذلك لحماية أفراد المجتمع من الأفكار المغلوطة التى تعمل بعض الجماعات المتطرفة على نشرها بين أفراد المجتمع، كما استعرضنا معه طبيعة عمل بعض اللجان النوعية فى المجمع، مثل لجنة مراجعة المصحف الشريف ولجنة مراجعة الأعمال الدرامية الدينية والتاريخية، وإلى نص الحوار:

 

*لاحظنا منذ بداية شهر رمضان نشاطا ملحوظا للمجمع ووعاظ الأزهر الشريف، أي استراتيجية تعتمدون عليها للخروج بهذا الشكل؟


نفذ المجمع فى شهر رمضان المبارك برنامجا دعويا وتوعويا شاملا، فى إطار عناية الأزهر الخاصة بالأنشطة الدعوية فى رمضان؛ لما فى هذا الشهر من فضائل وفرصة للإقبال على الله - سبحانه وتعالى- والتخلى عن كل ما يخالف الفطرة الإنسانية السليمة؛ حيث تشتمل الخطة الدعويَّة التى ينفذها وعَّاظ الأزهر وواعظاته خلال شهر رمضان المبارك على محورين رئيسيين، المحور الأول: وهو التواصل المباشر من خلال عقد دروس ولقاءات ميدانية، فى أماكن متنوعة سواء فى المساجد أو أمسيات دينية فى مراكز الشباب أو المقارئ الرمضانية، إلى غير ذلك من أماكن التلاقى المتنوعة مع الجمهور.
والمحور الثانى للخطة: هو البرنامج الإلكترونى ويضم نحو (10) برامج دعوية إلكترونية -عبر منصَّات التواصل الاجتماعى للمجمع والموقع الرسمى له على بوابة الأزهر- فى تخصصات علمية ودعوية وتربوية وفكرية متنوعة، إضافة إلى مجموعة فيديوهات أخرى باللغة الإنجليزية.
ومن أبرز البرامج الدعوية الإلكترونية التى أطلقها المجمع وأذيعت على صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى خلال شهر رمضان، برامج: «فتاوى، وفيكم رسول الله، روضة الطائعين، همسات، فيم يفكرون؟!، بقلب سليم، مُتَّفقٌ عليه، المقرأة الرمضانية، ابتهالات وأدعية»
بالإضافة إلى سلسلة فيديوهات باللغة الإنجليزية عن: «النبى الذى لا يعرفونه» والتى تستهدف التعريف بالنبى الكريم ﷺ وجوانب الرحمة والإنسانية فى شخصيته، كما تشتمل الخطة الدعوية أيضًا على مجموعة من البرامج المباشرة الخاصة بالمرأة والأطفال عبر مجموعة من التطبيقات الإلكترونية، فى قضايا ومفاهيم متنوعة منها جوانب فقهية وتربوية وأخلاقية.

*لاحظنا من خلال احتكاك وعاظ الأزهر الشريف بالشباب على المقاهى ومراكز الشباب تعطش الشباب لأبناء وعلماء الأزهر.. هل هناك خطة لزيادة عملية التواصل المباشر مع الجماهير؟


يسير المجمع وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على النهوض بالخطاب الدعوى، حيث يركز على كل القضايا التى تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها القضايا الفكرية والمجتمعية التى تهدد المجتمع من مختلف الاتجاهات ولذلك فإنها فى حاجة إلى مزيد من المعالجات البحثية لها والخروج برؤى ونتائج تسهم فى بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذى يحقق آمالهم ويلبى احتياجاتهم.
كما يعمل المجمع من خلال وعاظه وواعظاته على النهوض بالخطاب الدعوى على أرض الواقع، بتضييق الخناق على الدخلاء فى المجال الدعوى سواء المتشدد أو المتسيب، بالإضافة إلى لجان الفتوى المنتشرة فى كل مدن ومراكز الجمهورية.

*ملف تدريب واعظات الأزهر الشريف شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية، ماذا عن الجديد لديكم فى الملف؟


يعمل المجمع على رفع مستوى الوعاظ والواعظات من خلال جوانب عدة منها: الدورات التدريبية، التى تعقد لهم فى موضوعات متعددة تمس الواقع اليومى والمجتمعى للناس وترتبط ارتباطا مباشرًا بحياة الناس، وكذلك تدريبهم على القضايا الفقهية المعاصرة، وإسقاط ذلك على الواقع مع مراعاة اختلاف المكان والحال والعرف، أضف إلى ذلك أن خطة التدريب ستشتمل خلال الفترة المقبلة ورش عمل نوعية ستصبح بمنزلة التطبيق العملى والميدانى للعلوم النظرية.
هناك أيضًا الإصدارات العلمية التى حصلوا عليها بجانب تزويدهم بمزيد من المؤلفات العلمية التى تصقل مهاراتهم وتطلعهم على كل ما هو جديد بالإضافة إلى التواصل معهم يوميا لمتابعة نتائج الأعمال على أرض الواقع ورصد السلبيات والمعوقات والعمل على إزالتها، والإيجابيات والعمل على تطويرها، لهذا فالجهود بدأت تحصد ثمارها على أرض الواقع، سواء من خلال الوعاظ أو الواعظات، والأنشطة التى تنفذ فى مختلف المحافظات خير شاهد على ذلك.

*على ذكر ملف الواعظات.. كم يبلغ عددهن المعتمد لدى المجمع حتى الآن وهل هناك نية لزيادة هذا العدد فى المستقبل القريب؟


يبلغ عدد الواعظات ما يقرب من 220 واعظة فى مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، كما أن الاهتمام بهن أمر فى غاية الأهمية ويدل على إدراك فضيلة الإمام الأكبر لقيمة الدور المنوط بهن، أو ما يمكن أن تسهم به الواعظة فى الواقع، حيث تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية للاستفادة من طاقاتهن بإشراف الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لشئون الواعظات.
وتشارك الواعظات فى الكثير من الفعاليات التى تنفذ فى المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلا عن مشاركتهن الفعّالة فى القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة، والمساهمة فى حل المشكلات المجتمعية التى تواجه المرأة، ونسعى لزيادة أعدادهن خلال الفترة المقبلة، خاصة أنهن يمثلن أهمية فى العمل الدعوى والتوعوى.

*هل تأثر ملف القوافل الدعوية للمجمع فى المحافظات والمراكز المختلفة بأى نقص خلال الفترة الماضية.. وكم يبلغ عدد قوافل المجمع منذ بداية العام الحالى؟


لم تتأثر القوافل خلال الفترة الماضية بل تسير بصورة طبيعية؛ فهناك القوافل الثابتة والتى توجه بصفة مستمرة لأماكن معينة سواء لخطبة الجمعة أو التوعية الشاملة، وهناك القوافل المتحركة التى يتم إطلاقها إلى أماكن محددة بناء على خطة العمل التى تنفذها الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الدينى بإشراف الدكتور محمود الهوارى، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الدينى، حيث تستهدف الانتشار فى جميع قرى ومراكز ومدن الجمهورية.

*مؤخرا حظيت لجنة مراجعة المصحف الشريف مكانة خاصة لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعى.. ما طبيعة عمل اللجنة؟


العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية فى غاية الأهمية، لذلك يولى لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين فى القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.
وباعتبار أن هذه اللجنة هى الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التى تُقدم من جانب دور النشر فإنها تجتمع أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول
حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفى هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآنى وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآنى، تليها المرحلة الثانية وهى مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهى مراجعة الضبط والتشكيل.
وفى حالة وجود أخطاء فى هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ فى الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط، وبعد الموافقة على الطبع فقط تشترط اللجنة فيها أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية.
ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهى المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآنى، وعدم حدوث أي أخطاء فنية أو مطبعية، كما يجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكى يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول.
وفى حالة وجود أو اكتشاف أي أخطاء فى المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسئولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونا "الجهات الأمنية"، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخى الحرص والحذر وعدم الإهمال فى طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرارا بذلك.

*هل تمت مراجعة أو عرض أي عمل درامى خلال الفترة الماضية على لجنة مراجعة الأعمال الدرامية التابعة للمجمع؟


المجمع مختص بمراجعة الأعمال الدينية والتاريخية وهذا ما يقوم به المجمع على أكمل وجه من خلال مراجعة النصوص وتعديلها ثم السماح بالتصوير ومراجعته قبل السماح بعرض العمل على الجمهور.

*على ذكر مواقع التواصل الاجتماعى.. ما أبرز الحملات التى يعمل المجمع على تنفيذها فى الفترة الحالية على مواقع التواصل الاجتماعى؟


الخطة التوعوية الكبيرة التى يقوم بها الأزهر الشريف تعمل بشكل غير تقليدى فى التواصل مع الناس، حيث يقدم المجمع مجموعة من المبادرات والحملات التوعوية التى تستهدف توعية المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التى يعانى منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية فى الوقت الحالى، ويتم تحديد واختيار موضوعات تلك المبادرات بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التى يحتاج إليها الناس فى كل وقت، ومن أبرزها فى الفترة الماضية مبادرة لا تسرفوا، وحملة أن الله لا يصلح عمل المفسدين.


*هل يملك المجمع خطة لتحصين الشباب من الأفكار المضللة وزيادة الوعى الدينى لدى الشباب؟


بالنظر فى الدين الإسلامى نعلم يقينًا بأن الإسلام دين رحمة وليس عنفًا ونصوصه وأحكامه تؤيد ذلك وممارسة الصحابة الذين نهلوا من فيض النبوة، ويجب أن يقرأ الناس الإسلام من علمائه والتاريخ الصحيح، ولكن تعاليم الإسلام المثالية التى تحقق لسكان المعمورة الأمن والتعايش السلمى المجتمعى وقبول الآخر يرفضها أصحاب الأجندات الخاصة ومثيرو الفتن من أجل مآربهم الخبيثة.
وإذا نظرنا إلى تلك الجماعات المتطرفة فإنها تعمل على استقطاب الشباب بأكثر من طريقة؛ من ناحية العاطفة الدينية لديهم، ومن ناحية الجهل ببعض تعاليم الدين الإسلامى السمحة، ومن ناحية الأهواء والمتطلبات الشخصية.
وفى إطار الخطة التوعوية الكبيرة التى يقوم بها الأزهر الشريف بشكل غير تقليدى فى التواصل مع الناس يقدم المجمع مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التى تستهدف توعية المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التى يعانى منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية فى الوقت الحالى؛ حيث ينتشر وعاظ وواعظات الأزهر الشريف فى جميع قرى ومدن ومراكز الجمهورية، بالإضافة إلى النشر الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى.
ويتم تحديد واختيار الحملات والقوافل التوعوية بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التى يحتاج إليها الناس فى كل وقت، وتنفذ تلك الحملات والقوافل من خلال انتشار الوعاظ فى مراكز الشباب والنوادى والمصانع والشركات والمدارس ودور الرعاية والمقاهى الثقافية، فضلا عن النشر الإلكترونى.
هناك أيضًا إصدارات السلسلة العلمية للمجمع، والتى يتم أتاحتها للجمهور بأشكال مختلفة سواء من خلال النشر الورقى أو الإلكترونى، فى إطار تعظيم سبل الاستفادة من إصدارات المجمع، واستعادة دوره فى تشكيل وعى ووجدان المجتمع، وحماية العقول من محاولات العبث الفكرى التى تتم ممارستها باسم الدين
حيث قدم المجمع العديد من الإصدارات العلمية التى تعالج قضايا مختلفة مثل: معالجة القضايا الفكرية وفق الضوابط والقواعد المنطقية والتى ترفض السطحية فى القراءة والفهم، ومعالجة المشكلات المجتمعية من خلال رؤية ومنهج القرآن فى التعايش بين الناس وفى إقرار السلم والأمن المجتمعى، وأزمات الإنسانية وما قدمه القرآن فى هذا الشأن من حلول واقعية ترتبط بحياة الناس ارتباطا مباشرا، بالإضافة إلى الحديث والسيرة واللغة والتاريخ.

*كم يبلغ عدد مبعوثى الأزهر الشريف فى البلدان الخارجية، وهل هناك دول جديدة طلبت إيفاد مبعوثين من الأزهر الشريف؟


يبلغ عدد مبعوثى الأزهر حوالى 800 مبعوث إلى ما يقرب من 60 دولة فى مختلف قارات العالم، ويبذل المجمع كل الجهود الممكنة فى مجال المبعوثين والذى يبدأ من مرحلة الاختيار الأولية التى تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر فى دول العالم ولذلك فلا بد أن يكونوا نموذجا متميزا.

*ما هى الاستراتيجية التى ينفذها مبعوثو الأزهر لدول العالم، وماذا عن أبرز النصائح التى يوجه بها فضيلة الإمام الأكبر؟


يتم تكثيف الدورات التأهيلية لمبعوثى الأزهر قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.
ويقوم المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقية السمحة التى تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

*برأيك لماذا خفت صوت الحديث عن تجديد الخطاب الدينى مؤخرا؟ وهل ترى أن المؤسسات الدينية نجحت فى هذا الملف أم تحتاج إلى مزيد من العمل؟


نجح الأزهر الشريف فى العمل على تجديد الخطاب الدينى خلال السنوات الماضية، حيث نظم عدة مؤتمرات خلال هذه الفترة مثل: مؤتمر الإرهاب وخطره على السلام العالمى، ومؤتمر القدس، ومؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ومؤتمر الأزهر العالمى للسلام بحضور بابا الفاتيكان، ومؤتمر "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، حيث كان لهذه المؤتمرات تأثير عالمى وإقليمى فعال فى هذه القضايا المهمة، إضافة إلى الوثائق المتعددة والمتنوعة التى أخرجها الأزهر الشريف.
كما أكد الرئيس أن الأزهر الشريف منارة الفكر الإسلامى المعتدل، وأن هناك مسئولية كبيرة ملقاة على عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته الأجلاء فى تقديم النموذج الحضارى الحقيقى للإسلام، فى مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”
 

الجريدة الرسمية