رئيس التحرير
عصام كامل

قدس أقداس الصوم الكبير.. متى تبدأ الكنيسة الأرثوذكسية أسبوع الآلام

الكنيسة
الكنيسة

تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يعرف بأسبوع الآلام، خلال الأيام القليلة المقبلة والذي ينتهي بـ عيد القيامة المجيد، ويتميز بروحانيته العالية، وصلواته التي تعبر جميعها عن كم الآلام في هذا الأسبوع من كل عام.

وأسبوع الآلام يبدأ في اليوم التالي لـ أحد الشعانين المعروف بأحد الزعف، حيث تبدأ أيام البصخة المقدسة، الإثنين المقبل، وتستمر حتى الأربعاء.

طقوس البصخة المقدسة 

البصخة المقدسة لها طقوس تتبعها الكنيسة القبطية منذ آلاف السنين، فالكنائس تكتسى باللون الأسود طوال أسبوع الآلام إذ يوضع ستر أسود على المنجلية (حامل الإنجيل) وتوشح أعمدة الكنيسة بالستر السوداء وتوضع صورة المسيح وهو مكلل بالشوك أو صورة المسيح المصلوب أو المسيح وهو مصليا في جبل جثيمانى في وسط الكنيسة ويوضع أمامها قنديل منير أو شمعة.

وكلمة بصخة تعني "فصح" ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول: "لما أرى الدم، أعبر عنكم"، كما بها إشارة إلى موت المسيح على الصليب، والذي فيه خلاص للجميع.

أربعاء أيوب 

ويعرف يوم الأربعاء، بـ"أربعاء أيوب"، وفيه يصلي الأقباط أيضًا صلاة البصخة، ويتذكرون فيه خيانة يهوذا تلميذ السيد المسيح، عندما ذهب إلى مجمع الكهنة اليهود، وعرض مساعدتهم في تسليم السيد المسيح لهم مقابل بعض الأموال.

أما "خميس العهد"، هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، ويعرف أيضًا بالخميس المقدس أو خميس الأسرار، يُحيي فيه الأقباط ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه.

أما يوم الجمعة فهو يوم "جمعة الآلام"، وله عدة أسماء منها الجمعة الطويلة منها "الجمعة العظيمة"، يتم خلالها إحياء ذكرى صلب السيد المسيح، ويتذكر الأقباط آلام السيد المسيح بدء من القبض عليه، ثم تعذيبه على يد الجنود الرومان، وصلبه ودفنه، وتنتهي فيه صلاة البصخة بلحن "غولغوثا"، والذي يعني باللغة القبطية "قانون الدفن".

أما سبت النور أو سبت الفرح، والذي يأتي عقب الجمعة العظيمة، وقبل أحد القيامة، ويصلي خلاله الأقباط مساء السبت قداس عيد القيامة تذكارًا لقيامة السيد المسيح من الأموات.

الكنيسة تختتم الصوم الأربعيني

وتختتم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة الصوم الأربعيني استعدادا لبدء أسبوع الآلام مع نهاية الاحتفال بأحد الشعانين الأسبوع المقبل.

الصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام

وتأتي الأربعين المقدسة في الوسط يسبقها أسبوع ويعتبر تمهيديا للأربعين المقدسة أو تعويضيا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، ويعقب ذلك أسبوع الآلام وكان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.

الصوم الكبير أقدس أصوام السنة

وأيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، ويعرف بالصوم السيدي، لأن السيد يسوع المسيح قد صامه. وهو صوم من الدرجة الأولي، إن قسمت أصوام الكنيسة إلي درجات.

فترة تخزين روحي للعام كله

الذي لا يستفيد روحيًا من الصوم الكبير، من الصعب أن يستفيد من أيام أخري أقل روحانية. والذي يقضي أيام الصوم الكبير باستهانة، من الصعب عليه يدقق في باقي أيام السنة. لذا يحاول الأقباط الاستفادة من هذا الصوم في ألحانه وقراءاته وطقوسه وروحياته الخاصة وقداساته التي تقام بعد الظهر.

الآباء يتخذون الصوم الكبير مجالًا للوعظ.

الناس يكونون خلاله في حالة روحية مستعدة لقبول الكلمة. حقًا عن الوعظ مرتب في كل أيام السنة. ولكن عظات الصوم الكبير لها عمق أكثر. وهكذا فإن كثيرًا من كتب القديس يوحنا ذهبي الفم، كانت عظات له ألقاها في الصوم الكبير، وكذلك كثير من كتب القديس أوغسطينوس. بل أن الكنيسة كانت تجعل أيام الصوم الكبير فترة لإعداد المقبلين للإيمان.

وكانت تقام فصول للموعوظين خلال الصوم الكبير تلقي فيها عليهم عظات لتعليمهم قواعد الإيمان وتثبيتهم فيها. وهكذا ينالون العماد في يوم أحد التناصير، لكي يعيدوا مع المؤمنين الأحد التالي أحد الشعانين ويشتركون معهم في صلوات البصخة وأفراح عيد القيامة، ومن أمثلة ذلك عظات القديس كيرلس الأورشليمي إعداد الموعوظين للإيمان بشرحه لهم قانون الإيمان في أيام الصوم الكبير.

للصوم الكبير طقسًا خاصًا

للصوم الكبير ألحان خاصة، فترة انقطاع أكبر. وله قراءات خاصة، ومردات خاصة، وطقس خاص في رفع بخور باكر، ومطانيات خاصة في القداس ولهذا يوجد للصوم الكبير قطمارس خاص. كما انه تقرأ فيه قراءات من العهد القديم. وهكذا يكون له جو روحي خاص.

وقد عَيّنت الكنيسة له أسبوعًا تمهيديًا يسبقه. حتى لا يدخل الناس إلي الأربعين المقدسة مباشرة بدون استعداد. وإنما هذا الأسبوع السابق، يمهد الناس للدخول في هذا الصوم المقدس، وفي نفس الوقت يعوض عن إفطارنا في السبوت التي لا يجوز الانقطاع فيها.

الجريدة الرسمية