رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

السلطان والإمام والزوج والكوتش والحرامي!

مازال سباق رمضان بين الأعمال والفنانين مستمرًا مع تصاعد أحداث هذه الأعمال ووصول بعضها إلى الذروة  Climax، وبلوغ بعض الفنانين قمة أدائهم، ومن الأشياء اللافتة والغريبة في دراما رمضان هذا العام، هو تفوق العديد من الفنانين على الأعمال التي يشاركون فيها؟! أو بمعنى أوضح مستوى معظم الأعمال أقل من موهبة وأداء بعض النجوم!

 

فلم يبلغ أي من المسلسلات المعروضة حاليًا الدرجة الأقرب للكمال والجودة المنشودة خاصةً مع توافر معظم العناصر المشجعة على ذلك ورصد المنتجين لعشرات الملايين من أجل تحقيق هذا الهدف؟! وسنتناول هذه الإشكالية في مقال لاحق إن شاء الله، أما في مقالنا الحالي فنكشف عن أفضل ٥ نجومٍ من الرجال تفوقوا على أنفسهم وعلى أقرانهم في أعمال رمضان الحالية وذلك مثلما ذكرنا أفضل النجماتٍ في المقال السابق.

العزف منفردًا 


مازال الفنان الحساس المتمكن جدًا طارق لطفي يدهشني ويفاجئني والجمهور في كل دور يلعبه، حيث أقول إنه لن يقدم أفضل مما قدم من قبل ولكن سرعان ما يسقط هذا الاعتقاد مع كل عمل جديد له!، لانه باختصار لا يمثل؟! فهو يعايش الشخصية ويعيش معها ويلم بكل تفاصيلها ويقدمها بأسلوبه السهل الممتنع، شخصية من لحم ومن دم فلا تملك إلا أن تصدقه عن ظهر قلب..

 

وهو ما يتجلى هذا العام في عملين لأول مرة، مذكرات زوج عن قصة الراحل أحمد بهجت، سيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك وإخراج تامر نادي، وهو مسلسل اجتماعي يناقش أزمة منتصف العمر والمشاكل الزوجية، بشكل واقعي لطيف بعيدًا عن التكلف والعبارات الإنشائية المعتادة في مثل هذه الأعمال! 

 

وقد برع فيه تمامًا طارق أو رءوف في تجسيد التحول الكبير والصعب من دور الزوج والأب المسالم الطيب الذي يكتشف فجأةً أن العمر جرى به ولم يحقق ما كان يتمناه  فلم يعش سوى حياة روتينية جامدة، سببها زوجته المهندسة الكبيرة المتسلطة، التي لا تلقي بالا لمشاعره الرومانسية وتهمشه تمامًا، إلى المتمرد على زوجته وحياته كلها بحثًا عن سعادته وحريته حتى لو اضطر إلى ترك بيته وعمله بل وطلاق زوجته؟!

 

 
والعمل الثاني الذي ساتعرض له باستفاضة فيما بعد هو مسلسل ليلة السقوط، الذي يوثق للجرائم البشعة التي ارتكبها الدواعش أثناء احتلالهم لمدينة الموصل العراقية بين عامي 2014 و2017 وكيف تصدى لهم الجيش العراقي وقوات البشمركة والحشد الشعبي حتى طردوهم..

 

وهنا نجد طارق لطفي متألقًا أيضًا في دور أبو عبد الله الدباح أحد قيادات داعش الذي رغم قسوته وجبروته، فإنه يمتلك مشاعر رومانسية قوية تجاه الطبيبة الجميلة جوانا - صبا مبارك! ورغم تجسيد طارق لدور الإرهابي المتشدد من قبل في مسلسل القاهرة كابول منذ عامين، إلا أنه ينسيك هذا الدور الرائع بدور الدباح بهيئته وتركيبته وتفاصيله المختلفة كثيرًا..

 

والتي صنعها طارق بأدائه وأسلوبه الخاص جدًا، الذي يعزف به منفردًا! العمل إنتاج عراقي كتبه مجدي صابر وأخرجه ناجي طعمي ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين العرب.. منهم صبا مبارك، كنده حنا وجواد الشكرجي، باسم ياخور.

 

خالد وخالد


نجمان على نقيض ؟ الأول يتسم بالهدوء والرصانة في الأداء والتمكن إلى حد المغالاة التي تجعلك تقول هو مزودها حبتين! أما الثاني فهو صاحب الأداء الهادر القوي الذي لا ينافسه فيه غيره! والاثنان مدرستان متميزتان في فن التمثيل…

 

الأول هو الفنان خالد النبوي الذي نجح تمامًا في تجسيد شخصية الإمام محمد إدريس الشافعي في العمل الذي يحمل اسم رسالة الإمام والذي  لي بعض التحفظات عليه سأوردها في حينها ولكن هذا لا يمنع من الإشادة ب النبوي وتميزه الشديد في أداء الشخصية وتغيير جلده بعد مسلسله الرومانسي الاجتماعي الناجح رمضان الماضي راجعين يا هوى، رسالة الإمام كتبه مجموعة من الكتاب من مصر وسوريا بقيادة الشاب محمد هشام عبية وإخراج السوري الليث حجو وبمشاركة نخبة من الفنانين العرب.


أما الثاني فهو الفنان القدير خالد الصاوي الذي يترك بصمة واضحة مع كل دور يلعبه حتى مع كثرة أعماله في السنوات الأخيرة!، ويعرض له ثلاثة أعمالاٍ حاليًا، أبرزها من حيث أدائه مسلسل مذكرات زوج في دور د طه عياد ال Life Coach الذي يساعد زبائنه في حل مشاكل ويمنحهم روشتة السعادة والنجاح في الحياة! 

 

العمل بطولة طارق لطفي وعائشة بن أحمد وإخراج تامر نادي، أما العملان الآخران فهما سره الباتع عن قصة ليوسف إدريس وبطولة أحمد السعدني وأحمد فهمي وحسين فهمي وكوكبة من الفنانين وإخراج خالد يوسف، ويجسد فيه ببراعة أيضًا دور شيخ البلد في القرية التي تتصدى لقوات الحملة الفرنسية على مصر، والثالث شخصية الشيخ موسى أحد مشايخ سيناء الشرفاء الذين يساعدون الجيش في التصدي للعناصر التكفيرية مما يكلفه حياته ثمنًا لذلك؟ وهذا من خلال مسلسل  الكتيبة 101 تأليف إياد صالح وإخراج محمد سلامة وبطولة آسر ياسين وعمرو يوسف.

 

السلطان والحرامي


من أبرز المجيدين أيضًا في دراما رمضان هذا العام حتى الآن، أحمد السعدني أو السلطان حامد كما في مسلسل سره الباتع للمخرج خالد يوسف، حيث يعتبر هذا الدور تكملةً لمشوار التألق الذي سار فيه السعدني الصغير وتوجه بدوره التحفة بمسلسل بطلوع الروح، رمضان الفائت، فقد استطاع السعدني التعبير بسلاسة وعفوية عن شخصية الشاب القروي الوطني الذي يناهض قوات الاحتلال الفرنسي بكل بسالة وشجاعة دون أن يملك أدنى سلاح سوى إيمانه الشديد بقضية وطنه في الحرية.. وأعتقد أن هذا الدور سيضع السعدني في مصاف نجوم الصف الأول قريبًا. 

 

والفنان فتحي عبد الوهاب الذي يواصل تميزه الكبير كالعادة في أدواره على اختلافها، بما يملكه من طاقات فنية مذهلة تثير الإعجاب دومًا فنقول أنه يستحق مكانةً فنيةً أكبر مما هو فيها! فنراه مبدعًا ومستفزًا في دور رشاد الحرامي الذي يفعل أي شيءٍ من أجل الوصول لأهدافه في سوق الكانتو، بالمسلسل الذي يحمل نفس الاسم، تأليف هاني سرحان وإخراج حسين المنباوي وبطولة آمير كرارة ومي عز الدين..

 

 

ويبهر ويقنع أيضًا فتحي في شخصية وحيد  الطبيب السيناوي الخائن الذي يساعد الجماعات التكفيرية في تهريب شحنة أسلحة لمحاربة قوات الجيش، بخلاف عمه الشيخ موسى الوطني!.وذلك من خلال مسلسل الكتيبة 101 للمؤلف إياد صالح والمخرج محمد سلامة.

الجريدة الرسمية