رئيس التحرير
عصام كامل

عودة شنودة.. ورواية حد الزنا!

جاءت إلى النبي عليه الصلاة والسلام -وفق مختصر لأغلب الروايات- ودموعها علي وجنتيها وقالت: زنيت.. طهرني! قال: أرجعي.. عادت إلي بيتها وجاءت في اليوم التالي وقالت: طهرني.. رد عليه الصلاة والسلام.. أرجعي.. عادت وجاءت في اليوم التالي وكررت طلبها وزادت: زنيت وأحمل في بطني جنينا..

قال الرسول: عودي حتي تلدي..عادت وبقيت شهورا وولدت وجاءت.. قال عودي فأرضعيه حتي الفطام.. عادت وجاءت به بعد شهور طويلة والطفل يأكل وقد أتمت فطامه.. إلي باقي القصة الشهيرة التي حدثت ولم تكن سورة النور نزلت ولا يوجد حد في الإسلام للزنا بل كان في شرائع أهل الكتاب..


البعض يقرأ روايات القرآن والسنة والسيرة ولا يتوقف عندها ليتأمل ويتدبر.. ولو بمفهوم عصري أجرينا تحليل مضمون للقصة الشهيرة والمسماة ب "قصة المرأة الغامدية" نسبة الي قبيلتها لخرجنا بنقطتين مهمتين: أعطاها الرسول الفرصة لتراجع نفسها وتعود عن اعترافها.. فالستر قبل الحد.. والثاني أعادها لتكمل حملها ثم لترضع وليدها ثم ليفطم علي يد أمه!   

 

لم ينفعل ولم يغضب ولم يوبخها ويعنفها ويدفعها..علي الإطلاق.. بل سبقت حكمته غضبه.. وهكذا الإسلام عند ممثله وعنوانه الأول والأخير: الرحمة قبل وأهم وفوق كل شئ! البعض يترك آيات الله وسنة رسوله ويلجأ لآراء بعض الفقهاء.. يجدون فيها ما يتفق مع طباعهم وغلظتهم.. لا مع الإسلام!


علي هذا النحو ودون الدخول في جدل قانوني وحواديت لا تغير من الأمر شيئا.. حيث كان اللين مع الوعي بجوهر الاسلام هو رأي دار الإفتاء.. فالرحمة هي العنوان الأول!


مبروك عودة شنودة.. فليهنأ بحضن أمه وأبوه وببيته وحجرته وألعابه.. بصحونه التي تعود علي تناول طعامه بها وإلي وجباته التي كان يحبها وبجيرانه وأولاد أصدقاء الأسرة.. وهنيئا لأبويه وقد عوضهما غريزتي الأمومة والأبوة..

 

 

الإسلام -يا سادة- ينتصر للإنسانية.. للعدل.. الذي أمرنا به بفعل أمر يملا أعين الجميع "فَاعْدِلُوا" ثم يضيف "وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" أي قولوا وأحكموا بالعدل حتي علي أقرب الناس! 
لعن الله هؤلاء ممن يشوهون قيم دين الله العزيز الحكيم.. ولعن أيضا هؤلاء ممن يشيعون الكراهية بيننا في وطننا وبين شعبنا أو في أي مكان!   

الجريدة الرسمية