شقيقان قبطيان من ذوي الهمم يبدعان في تحويل الصفيح إلي تحف في قنا.. والزبائن: أيديهم تتلف فى حرير (صور)
صنايعية الزمن الجميل عملة نادرة، جواهر اقتربت من الاندثار، لكنها تكافح بغريزة البقاء، وتعبر عن وجودها بالمزيد من الجودة والأصالة والفن فى العمل.
أحد العلامات الباقية على زمن الصنايعية الجميل، يحتضنها رصيف شارع فى مدينة نجع حمادى، شمال محافظة قنا، بجوار بوابة خشبية اكتست بعلامات الزمن، تحكى قصة 90 عاما من الإبداع، إذ يفترش زاوية صغيرة من البوابة شقيقان بالجلباب الصعيدى.
يقول الزبائن عن الشقيقين «أصابعهما تتلف فى حرير» لهذا يقصدهم الناس من جميع القرى والنجوع المجاورة ولا يقف حاجز الإعاقة -الشقيقان من ذوى الهمم- أمام التواصل مع الناس، إذ يتعاملان عبر لغة الإشارة، والعجيب أن الشقيقين يفهمان الناس قبل أي إشارة ويعرفان جيدًا المطلوب إصلاحه.
«صبحى» و«مينا» قصة كفاح أكثر من 50 عاما، ولدا معا بإعاقة سمعية، وتوارثا مهنة تصليح الأدوات النحاسية من مختلف الأنواع، وأبدعا فى تحويل الصفيح إلى تحف فنية.
«فيتو» تقربت منهما للتعرف عبر مساعد لغة إشارة، ليترجم لنا ما يرغبان فى الحديث عنه وسرد قصة كفاحهما.
يبدأ مينا الحديث، مؤكدا أنهما توارثا المهنة عن والده في ذلك الدكان الصغير، وأصبحا معا قبلة الزبائن القادمين إليهما من كل مكان فى مدينة نجع حمادى.
المهنة رغم شقائها، إلا أنها بالنسبة لهما متعة الدنيا، فيها يتعرفون على الكثير من الأشخاص، ويسعدون بالتجارب الجديدة، يقول مينا، ويترك الحديث لشقيقه.
يلتقط «صبحي» طرف الحديث، ليؤكد أنه يسعد عندما يمدحه الناس على تحفة فنية يصنعها، أو عندما يعيد الحياة لقطعة يقوم بإصلاحها بعد أن عجز الكثيرون عن ذلك، ويوضح أن التعامل مع الزبائن يكون بلغة الإشارة ومن خلال الشفاه.
ينظر صبحى وشقيقه إلى شفاه المتحدث ويعرف كل منهما فورا ما المطلوب.
يعود مينا للحديث مرة أخرى، ويكشف عن قدراتهما الاستثنائية فى إصلاح الكثير من العيوب بمختلف الأدوات النحاسية والحديدية، ويوضح أنه يملك موهبة تحويل الخردة إلى تحف فنية، كما يعيد وشقيقه تدوير الأدوات التى ييأس أصحابها من إص
لاحها.
على مستوى الحياة الاجتماعية، يقول مينا إنه وشقيقيه متزوجان، ولديهما بنات وبنين ويسعدنا بحياتهما كما هو الحال مع أقرانهم من البشر، وإن كان الله اختصهم بهدية الإعاقة التى ميزتهم بين الناس فالجميع يأتى إليهما فى محبة صافية، القس والشيخ والمواطن الفقير والبسيط والغنى، التجار وأصحاب المحال والكافيهات والمقاهى.
يبدأ مينا وشقيقه العمل الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء، أما السعر فيخضع لحجم الجهد وطلب الزبون وخامة القطعة التى يتم إصلاحها أو لحامها، أو حتى إعادة تدويرها، كل شيء حسب وقت وحجم العمل المستغرق فيه، ومع ذلك يعترفان بتطور المهنة وأدواتها الجديدة، فيقول صبحى إنهما يعملان كما تعلما المهنة من والدهما، لا تزال نفس الأدوات البسيطة، ولا يرغبان فى تغييرها، ويعترف فى الوقت نفسه بأن مهنتهما على وشك الانقراض وخاصة فى صعيد مصر.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
