رئيس التحرير
عصام كامل

جمال الدين الأفغاني، رائد النهضة العلمية المغضوب عليه من الخلافة

جمال الدين الأفغاني،
جمال الدين الأفغاني، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1897، توفي جمال الدين الأفغاني، أحد الأعلام الثقافية البارزة في عصر النهضة العربية، وأحد الذين أحدثوا نهضة علمية ضخمة في مصر، ومع ذلك كان مغضوبًا عليه من تركيا خلال عصر الإسلامية بسبب مناهضة الاستبداد والرجعية وإهمال التعليم والثقافة. 

 

عن حياة ونشأة جمال الدين الأفغاني 

ولد جمال الدین سنة 1839م وهناك خلاف حول محل ولادته، قيل إنه ولد في أسد آباد بإيران، وقيل إنه ولد في أسد آباد بأفغانستان، والأخير الرأي الأرجح وذلك بحسب بعض الدراسات الأكاديمية. 

 

والده من السادة الحسينية، ويرتقي نسبه إلى علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومن هنا جاء التعريف عنه بالسيد جمال الدين الأفغاني، ابن الأسرة الصوفية، وإن كان في بداية حياته عُرف بانحيازه للأفكار الأصولية، متوافقًا مع الأفكار السائدة عند الجماهير، المنحازة للعاطفة الدينية.

 

تلقى علوم الدين، والتاريخ، والمنطق، والفلسفة، والرياضيات فاستوفى حظه من هذه العلوم، على أيدي أساتذة من أهل تلك البلاد، على الطريقة المألوفة في الكتب الإسلامية المشهورة. 

 

واستكمل الغاية من دروسه وهو بعد في الثامنة عشرة من عمره، ثم سافر إلى الهند، وأقام بها سنة وبضعة أشهر يدرس العلوم الحديثة على الطريقة الأوروبية وتعلم اللغة الإنجليزية فنضج فكره واتسعت مداركه. وكان بطبعه ميالًا إلى الرحلات.

 

مجيئه إلى مصر أول مرة

جاء إلى مصر أول مرة أوائل سنة 1870م، وحينما وصل إلى مصر زار الأزهر الشريف، واتصل به كثير من الطلبة، فأقبلوا عليه يتلقون بعض العلوم الرياضية، والفلسفية، والكلامية، وقرأ لهم شرح «الأظهار» في البيت الذي نزل به بخان الخليلي، وأقام بمصر أربعين يومًا، ثم تحول عزمه عن الحجاز، وسافر إلى الأستانة.

 

سفره إلى الأستانة ثم رحيله عنها

وصل جمال الدين إلى الأستانة، فلقي من حكومة السلطان عبد العزيز حفاوة وإكرامًا، إذ عرف له الصدر الأعظم عالي باشا مكانته، وكان هذا الصدر من ساسة الترك الأفذاذ، العارفين بأقدار الرجال، فأقبل على الأفغاني يحفه بالاحترام والرعاية.

 

ورغبت الحكومة في أن تستفيد من علمه وفضله، فلم تمض ستة أشهر حتى جعلته عضوًا في مجلس المعارف، فاضطلع بواجبه، وأشار بإصلاح مناهج التعليم، ولكن آراءه لم تلق تأييدًا من زملائه، ولم يكن على وفاق مع شيخ الإسلام حسن فهمي أفندي، فقرر المغادرة خارج البلاد. 

 

عودته إلى مصر وإقامته بها

أراد الخديوي إسماعيل استمالة جمال الدين الأفغاني للإقامة في مصر، وحقق بالفعل ما توقعه الخديوي إسماعيل، إذ حقق بمصر ما يشبه أن يكون فتحًا علميًّا، كتأسيس معهد من معاهد العلم العالية التي أنشئت على يده.

 

كما رغب إسماعيل أن يظهر مصر بمكانتها في احتواء العلماء والحكماء، حين تضيق عنهم «دار الخلافة» وأن عاهل مصر العظيم أحق من السلطان العثماني بالثناء والتقدير لأنه يفسح للعلم رحابه.

 

بعد عزل إسماعيل عن الحكم، لكن ابنه توفيق على نفس رؤيته، واستمع لوشايات رسل الاستعمار الأوربي، وفي مقدمتهم قنصل إنجلترا العام في مصر، إذ كانوا ينقمون على جمال الأفغاني روح الثورة والدعوة إلى الحرية والدستور، فغيروا عليه قلب الخديوي، وأوعزوا إليه بإخراجه من مصر، فأصدر أمره بنفيه، وتنقل بين عدة دول إلى أن استدعاه السلطان عبد الحميد الثاني للعودة لتركيا. 

 

أكرمه عبد الحميد، ووفر له معيشة راقية، لكن ما لبث أن انقلب عليه بعد أن استمع إلى الوشايات والدسائس، وكان الشيخ أبو الهدى الصيادي الذي نال الحظوة الكبرى عند مولاه يكره أن يظفر أحد بثقته، فوشى بالأفغاني عند السلطان وأوغر عليه صدره فأحيط الأفغاني بالجواسيس يحصون عليه غدواته وروحاته، ويرقبون حركاته وسكناته.

 

في هذه الأجواء مرض الأفغاني وتوفي صبيحة الثلاثاء 9 مارس سنة 1897م وهناك روايات تؤكد قتله، وتستشهد بموقف الحكومة العثمانية عندما علمت بموته، إذ أمرت بضبط أوراقه وكل ما كان باقيًا عنده، وأمرت بدفنه من غير رعاية أو احتفال في مقبرة المشايخ بالقرب من نشان طاش، فدفن كما يدفن أقل الناس شأنًا في تركيا وتحت مراقبة الدولة.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية