رئيس التحرير
عصام كامل

نجم الدين أربكان، السياسي الإسلامي الذي أرعب المؤسسات المدنية في تركيا

نجم الدين أربكان
نجم الدين أربكان وأردوغان، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 2011، توفي نجم الدين أربكان، السياسي الإسلامي، ورئيس وزراء تركيا خلال الفترة بين 1996 و1997 والمعروف بتوجهاته الدينية التي أربكت المؤسسات المدنية في البلاد. 

 

عن دراسته وحياته 

حصل نجم الدين أربكان على الدكتوراه من جامعة آخن الألمانية في هندسة المحركات عام 1956 وعمل أثناء دراسته في ألمانيا رئيسًا لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات «كلوفز - هومبولدت - دويتز» بمدينة كولونيا. 

توصل أثناء عمله إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة محركات الدبابات التي تعمل بكل أنواع الوقود، وحين عاد إلى بلاده كان أول ما عمله ولم يزل في عامه الثلاثين تأسيس مصنع «المحرك الفضي» مع نحو ثلاثمائة من زملائه، وقد تخصص هذا المصنع في تصنيع محركات الديزل، وبدأ إنتاجها الفعلي عام 1960، ولا تزال هذه الشركة تعمل حتى الآن، وتنتج نحو ثلاثين ألف محرك ديزل سنويًا.

 

مسيرته

بدأ نجم الدين أربكان حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسًا لاتحاد النقابات التجارية ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونية، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للمدنية. 

أنشأ حزب النظام الوطني في عام 1970 وكان أول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924.

لم يصمد حزبه سوى تسعة أشهر وتم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية، فقام أربكان بدعم من التحالف ذاته بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972 م، وشارك في مطلع عام 1974 م في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ المدنية. 

 

رئاسة الوزارة

تولى نجم الدين أربكان منصب نائب رئيس الوزراء وشارك رئيس الحكومة بولنت أجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في نفس العام، وخلال وجوده في حكومة أجاويد.

حاول أربكان فرض بعض قناعاته على القرار السياسي التركي، كما حاول ضرب بعض من أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، ونجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان المعروف بتوجهاته المعادية للفكر الديني. 

 

دخوله السجن

بعد خلافات كبيرة خرج من الحكومة، لينظم مباشرة مظاهرات ضخمة كتعبير عن قوة الإسلام السياسي في الشارع، ليقوم الجيش بعد بضعة أيام بالإطاحة بالائتلاف الحاكم، ويبدأ سلسلة إجراءات كان من بينها إعادة القوة للتيار المدني وتشكيل مجلس الأمن القومي وتعطيل الدستور وحل الأحزاب واعتقال الناشطين الدينيين إلى جانب اليساريين وكان أربكان من بين من دخلوا السجن آنذاك.

 

الحياة السياسية قبل رئاسة الوزراء

بعد ثلاث سنوات سجن خرج في إطار موجة انفتاح خلال عهد حكومة توركوت أوزال، فأسس في العام 1983 م حزب الرفاه، الذي شارك في انتخابات نفس العام، لكنه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات ولم ييأس، إذ واصل جهوده السياسية حتى أفلح في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ديسمبر 1995، وفيها فاز حزب الرفاه بأصوات 21 % من أصوات الناخبين الأتراك، أي 158 مقعدًا من أصل 550 في البرلمان التركي.

وفي يونيو  1996 تحالف حزب أربكان مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر وشكل حكومة ائتلافية بزعامة أربكان، وتشيلر التي تولت منصب نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية.

خلال أقل من عام قضاه رئيسًا للحكومة التركية، سعى أربكان إلى استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية. 

جولات في العالم الإسلامي

لم يكتف أربكان بذلك، بل نشط في جولات بالعالم الإسلامي بالزي الديني الأقرب للأفغان ما أقلق القوى المدنية في البلاد، ولم يأبه بذلك، بل حدد موعدًا لمؤتمر عالمي يضم قيادات العمل الإسلامي، وباتت تركيا تتدخل بثقلها في شئون دول إسلامية كما حدث حينما أرسل وفودًا لحل خلافات المجاهدين في أفغانستان. 

تحركات نجم الدين أربكان لنشر أفكاره الدينية في جذور المجتمع التركي أقلقت الجيش الذي قدم له مجموعة طلبات وطلب تنفيذها على الفور، تتضمن إجراءات تكافح الرجعية وتستهدف وقف كل مظاهر النشاط الديني المتزايدة، مما اضطر أربكان إلى الاستقالة من منصبه.

تخوف أربكان من استفزاز الجيش بعد صدامه بالعديد من المؤسسات السياسية مثل الجهات القضائية التي انزعجت من الطريقة التي يحكم بها نجم الدين أربكان، لاسيما أن حزب الرفاة كان يضم قيادات مطلوبة للأمن بسبب نشاطها الديني المتطرف.

في 21 مايو 1997 أصدر النائب العام لدى المحكمة العليا، قرارًا بحل حزب الرفاه بشكل دائم، نظرًا لتحوله إلى مركز للفعاليات والأنشطة المعادية للدستور، وفي عام 1998 جرى حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق مدنية الدولة.

 

العفو عنه

أصدر الرئيس التركي عبد الله جول عفوًا رئاسيًّا عنه في 18 أغسطس 2008م بسبب تدهور حالته الصحية، وخرج ليتوفى في 27 فبراير 2011 بأحد مستشفيات أنقرة عن عمر ناهز 84 عامًا وشيعه الرئيس عبد الله جول، ورئيس الوزراء أنذاك رجب طيب أردوغان، الذي قطع زيارة رسمية لأوروبا لحضور مؤسس للحركة الإسلامية الحديثة في تركيا. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية