رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال تركيا، تصريف مياه سد أتاتورك يعيد الحياة لنهر الفرات بالعراق

مياه سد أتاتورك،
مياه سد أتاتورك، فيتو

خسائر ضخمة خلفها الزلزال المدمر الذي وقع فجر الاثنين الماضي، والذي بلغت قوته 7.7 درجات جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية وسط مخاوف من تضرر سد أتاتورك.


تضرر سد أتاتورك جراء الزلزال المدمر

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يظهر فيه قيام السلطات التركية بفتح سد أتاتورك تخوفا من انهياره بفعل الهزات الارتدادية.

 


وقالت مغردة على "تويتر": "في إجراء غير مسبوق تركيا تفتح سد أتاتورك الذي يخزن 48 مليار متر مكعب من نهر الفرات  تخوفا من انهياره بفعل الهزات الزلزالية الارتدادية التي تشهدها تركيا حاليا. المياه الحبيسة تتدفق إلى زاخو في محافظة دهوك العراقية".


وقال مغرد: "تضرر سد أتاتورك في جنوب شرق تركيا بسبب الزلزال القوي الذي ضرب البلاد. وتتوافق هذه البنية التحتية مع السد الثالث في العالم بخزان سعته 48 مليار متر مكعب من المياه تمتد إلى 1800 متر".


وعلى الرغم من الأخبار المتداولة حول تضرر السد التركي إلا أن خبراء الزلازل استبعدوا تأثر السدود التركية الواقعة على نهر الفرات، وأهمها سد "أتاتورك" و"كيبان" بتلك الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزالي كهرمان مرعش اللذين ضربا 10 ولايات كاملة جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، فجر الإثنين الماضي.



فحص السدود التركية

وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية أن نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، قد أفاد بأنه تم فحص السدود في مناطق الزلزالين جنوبي تركيا، على الفور، مؤكدا أنه ليس لدى بلاده سوى سد واحد في مالاطيا هو سد سلطان صويو، والذي بدأت السلطات التركية التصريف التدريجي للمياه فيه من أجل الأغراض الاحترازية فحسب، حيث يجري تفريغ تلك المياه بشكل تدريجي حتى لا تشكل خطرا في تركيا، وبأن بقية السدود في تركيا لا تعاني أي مشكلة.


وجاءت إجابة خبراء الزلازل على هذا السؤال في أعقاب تداول بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في كل من العراق وتركيا مقاطع مصورة تظهر قيام السلطات التركية بفتح سد "أتاتورك" خشية انهياره بفعل الهزات الارتدادية.

 

سد اتاتورك، فيتو

فتح سد أتاتورك

على الرغم من تداول هؤلاء النشطاء خبر مفاده أن "السلطات التركية تقوم بفتح سد أتاتورك أكبر سدودها تخوفا من انهياره بفعل الهزات الارتدادية والمياه حاليا تتدفق بسرعة هائلة نحو العراق"، فإن وزارة الموارد المائية العراقية قد نفت هذا الخبر، موضحة أنه "لم تؤشر الوزارة لحد الآن أي زيادة ملحوظة في محطات القياس الرئيسية على نهري دجلة والفرات بالوقت الذي نؤكد فيه بأن وضع سدودنا وخزاناتنا مطمئن جدا، نؤكد بأن لدينا فراغات خزنية كافية لاستقبال أي كميات مياه قد ترد من الجارة تركيا وباستطاعتنا خزنها بشكل آمن".

 


ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، في وقت، عن بولنت أوزمان، خبير الزلازل عضو جمعية المهندسين الجيولوجيين الأتراك، أنه لا يعتقد أن السدود التي نجت من الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا تركيا ستتأثر بالهزات الارتدادية، مضيفا أن السدود عبارة عن هياكل تم تصميمها بشكل خاص كي تواجه أي زلازل محتملة.


وأكد بولنت أوزمان أنه لم يتلق، حتى اليوم السبت، أي رسالة من السلطات التركية تفيد بأن هناك تهديدا للسدود في بلاده، موضحا أن "سدي أتاتورك وكيبان، هما الأكبر في تركيا، وتم تصميم بنائهما على أساس احتمالات التعرض لزلازل أكبر حجما".


سد أتاتورك أحد أكبر مشروعات المياه 


ويذكر أن سد أتاتورك من أكبر مشروعات المياه في تركيا، خاصة وأنه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في البلاد، حيث ينتج حوالي 2400 ميجاواط من الكهرباء، ويقع في الروافد العليا لنهر الفرات الذي يصل إلى العراق، على مسافة 80 كيلومترا شمال غربي مدينة شانلي أورفا، وعلى مسافة 600 كيلومتر من العاصمة أنقرة، فضلا عن كونه يقع بين مرتفعات هضبة الأناضول القريبة من الحدود السورية.


استغرق بناء سد أتاتورك التركي حوالي 10 سنوات كاملة، وقد تم الانتهاء منه عام 1990، يخزن سد أتاتورك حوالي 48 مليار متر مكعب من نهر الفرات، ويمكن تصريف مياه إلى مدينة زاخو في محافظة دهوك العراقية، كما أنه سد مملوء بالصخور مع نواة مركزية، فهو السد الذي يعد محورا لمشروع جنوب شرق الأناضول.


يعد سد أتاتورك الأكبر من بين 22 سد و19 محطة للطاقة الكهرومائية على طول نهري دجلة والفرات، كما أنه يحتل المرتبة الخامسة في العالم بطول مثير للإعجاب يبلغ 1،820 مترا وارتفاع 184 مترا، فضلا عن كونه يوفر مناظر طبيعية ساحرة.

 

نهر الفرات، فيتو


تراجع مياه نهر الفرات


ومؤخرا لاحظ سكان شمال شرق سوريا تراجعا واضحا في مستوى مياه نهر الفرات، الذي ينبع من تركيا ويسقي كامل الشمال السوري ومن ثم العراق.

وكانت اتفاقية موقعة بين سوريا وتركيا عام 1987 نصت على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلًا سنويًا يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية عند الحدود التركية السورية، وصمد هذا الاتفاق على أرض الواقع إلى حدود سنة 2012 عندما فقدت الدولة السورية سيطرتها على منطقة شمال شرق البلاد.


وتوزعت السدود التركية بواقع 14 سدًّا على نهر الفرات وأبرزها سد أتاتورك، و8 سدود على نهر دجلة وأبرزها سد إليسو، ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول، الذى يهدف إلى توليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم فى الفيضانات وتخزين المياه.


ومؤخرا أعلنت تركيا الانتهاء من العمل في سد إليسو، ويبعد عن الحدود العراقية 50 كلم تقريبا، وسط تقديرات بأنه سيحرم العراق مما يقرب من 50% من حصته المائية.
 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية