رئيس التحرير
عصام كامل

تسويق الخوف في مصر!

باتت بعض المواقع وهي تحذر، ثم أصبحت وهي تنذر من أن شيئًا مما وقع في هضبة الأناضول وما حولها فى سوريا ولبنان والعراق، ربما يقع لنا وللبنان، خلال أيام بل حددوها بخمسة أيام.. وهذا قول سقيم يمكن دحضه.. وقول تم تحريف فهمه ومضمونه نقلا عن الباحث الفلكي الهولندي فرانك جوبيرينتس الذي ربط زلزال الأناضول بحركة النجوم في السماء، ومايسمى بالهندسة القمرية، على نحو ما سنبين بالرجوع إلى نص كلماته.. 

 

لكن أولا وحدوا ربكم، وصلوا على النبى، ولا تخافوا مما يرجمون به، فالمكتوب هو قدر الله بخيره وشره، فلنحسن الظن بخالق السماوات والأرض، اللطيف بعباده. ومادمنا مسلمين لله وحده بالرضا والقبول، منه الخير ولا شيء سوى الخير، فما مبرر خلق حالة جزع من زلزال يقع قريبا أو يقع بعيدا؟


تخويف الناس أجمعين حق إلهى، جعل بعضه في يد بعض البشر، لفرض الهيبة، أو سلطة تنظم حياة الناس بالردع في إطار القانون العرفي أو القوانين الجنائية، فغياب الردع يحرض على شيوع ثقافة الغابة، وهو ما رأيناه ونراه للأسف من أعمال سلب ونهب فى ممتلكات الموتي والضحايا في تركيا!


يبرع بعض الناس في إثارة الخوف والجزع، ويبرع البعض الآخر فى توزيع الخوف ونشره، بل ووضع خطط تسويق محددة الأهداف والوسائل، وبخاصة للأغراض السياسية، وهو ما دأبت على تنفيذه كتائب إلكترونية لبث الذعر، وارباك إدارة الدولة، وصرف اهتمامها عن القضايا الرئيسية وجعلها رهينة قدر لم يأت بعد..


جميعنا، نعمل وفق قدر لا نعرفه، ولم يأت بعد، لكننا نحسب ونحتاط، فإذا وقع تعاملنا معه وفق أقصى ما استطعنا، مؤمنين بقضاء الله، ومقتضي ذلك ألا نعيش الخوف من قيادة السيارة حتى لا نموت في حادثة، أو نتوقف عن الحياة في انتظار الموت تحت أنقاض بيت تحته زلزال قاتل.

حقيقة زلزال مصر


لقد عرفنا الخوف من الموت في كل الغارات والحروب، لكننا لم نجبن وحاربنا وصمدنا، وعرفنا الرعب مع كورونا وشيعنا الأحباب وذرفنا الدموع، لكنا لا نزال أقوياء متفائلين، ونذرف الدمع والدم الآن علي إخوتنا في سوريا وفي تركيا، قضوا رعبا وجزعا وهم في عز نومهم واستسلامهم، فجاءتهم كلمة الله فانتهوا..


تسويق الخوف للمصريين هدفه تسويق الفوضي التى فشل في تحقيقها المخربون دعاة الهدم، وهدفه تعطيل العمل والخدمات، وترقب الموت!
 

ماذا قال الهولندي صاحب نبوءة زلزال القيامة في تركيا وسوريا بالضبط ؟ إليكم نص ما قال: "في الفترة التي سيزدهر فيها البدر، سنلاحظ ارتفاعًا في النشاط الزلزالي بقوة قد تتراوح ما بين 6.4 و6.7 درجة". و"أن مصر ستشهد زلزالًا, وهذه المنطقة عرضة للنشاط الزلزالي، رغم هذا لا نستطيع التأكيد على موعد حدوثها سواءً الأسبوع المقبل أو في خلال 5 او 10 أعوام مقبلة".

 


هو إذن لا يعرف التوقيت ربما بعد أسبوع، سنة، عشرة سنوات، وهذا كلام ربطه بالهندسة القمرية، ورد عليه علماء مصريون متخصصون بأن مصر لا دخلت حزام الزلازال، ولا خرجت من تركيبتها الجيولوجية وأن ربط فوالق الأرض بحركة القمر رجم وغير علمى، وأن أي بلد معرض للزلازل حقا لكن أماكن النشاط الزلزالي مرصودة، وتحت المتابعة، ابرزها قيعان المحيطات والبحار، والصدوع المعروفة مثل صدوع هضبة الأناضول..
على أية حال، لو خفنا ما عشنا، ولا طورنا ولا انتجنا، ولا جعلنا الحياة جميلة..
وحدوا الله وصلوا علي رسول الله.. سلموها لله تسلموا.

الجريدة الرسمية