رئيس التحرير
عصام كامل

زراعة اللحوم، علماء يكشفون أسرار تجارب المختبرات ودور إسرائيل فى المشروع

زراعة اللحوم، فيتو
زراعة اللحوم، فيتو

زراعة اللحوم، أثيرت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بعد الحديث عن زراعة اللحوم، فهل هذه الاقتراحات صحيحة من الناحية العلمية أم مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة.

 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأنباء في ظل حالة من السخرية والاستهزاء، وتساءل البعض أيضا عن كيفية زراعتها، وهل ستكون اللحوم المزروعة نفس المذبوحة التي يتناولها المواطنون أم لا؟

 

وفيما يلي ترصد لكم «فيتو» أبرز المقالات والدراسات العلمية التي تحدثت في هذا الشأن:

سلطت صحيفة «livescience» العلمية، الضوء على اللحوم المزروعة في المعمل، والتي وصفتها بالـ "اللحوم المستنبتة"، لافتة إلى أنها لحوم حقيقية تنمو مباشرة من الخلايا الحيوانية.

 

وبحسب ما نقلت الصحيفة العلمية عن نائب رئيس المنتجات والتنظيم في «UPSIDE Foods» إريك شوزل، فإن هذه المنتجات هي "لحوم حقيقية يتم صناعتها دون الحاجة إلى تربية الحيوانات وذبحها".

 

بداية ظهور اللحوم المزروعة في العالم

وأضاف: "قد تبدو اللحوم المزروعة وكأنها شيء من المستقبل، لكنها أقرب إلى الوصول إلى أرفف المتاجر مما قد تعتقد.. في الواقع، لقد وصلت القطعة الأولى من اللحوم المزروعة في المختبر إلى المسرح العالمي في عام 2013 عندما قدم فريق من جامعة ماستريخت أول قطعة برجر تم إنتاجها من خلال الخلايا الجذعية للأبقار".

 

وتابع: "في ذلك الوقت، كلف إنشاء هذا البرجر الأصلي أكثر من 300 ألف دولار.. لكن الباحثين استطاعو بعد عامين، من تقليل التكلفة إلى 11.36 دولارًا".

 

وأكدت «livescience» أنه وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، سيتجاوز عدد سكان العالم 9.1 مليار بحلول عام 2050، وعند هذه النقطة لن تتمكن النظم الزراعية من توفير ما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع.. لذلك فأن اللحوم المزروعة في المختبر قد تساعد في ملء هذا الفراغ.

 

تقنية زراعة اللحوم في المختبرات

وفقًا للباحثين في مجلة الزراعة التكاملية، يتم تصنيع اللحوم المزروعة في المختبر باستخدام تقنية عمرها أكثر من 100 عام لنمو الأنسجة العضلية.

 

ويتابع إريك شوزل قائلا: "تشبه عملية صنع اللحوم المزروعة تخمير الجعة، حيث إنها عملية زراعة خلايا صناعية تعتمد على تقنية التخمير المحفورة جيدًا.. ومع ذلك فبدلًا من زراعة الخميرة أو البكتيريا، نزرع الخلايا الحيوانية.. نبدأ بأخذ كمية صغيرة من الخلايا من الحيوانات ذات الجودة العالية، مثل بقرة أو دجاجة، ومن ثم معرفة أي من هذه الخلايا لديها القدرة على التكاثر وتشكيل منتجات غذائية لذيذة من اللحوم".

 

واستطرد: "من هناك، نضع الخلايا في بيئة نظيفة ومنضبطة ونوفر لها العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها للتكاثر والنضج بشكل طبيعي.. في الأساس، يمكننا إعادة إنشاء الظروف الموجودة بشكل طبيعي داخل جسم الحيوان بحيث يمكن للخلايا أن تستمر في النمو.. فبمجرد أن يصبح اللحم جاهزًا، نقوم بحصاده ومعالجته مثل منتجات اللحوم التقليدية، ثم نقوم بتغليفه أو طهيه أو تحضيره للاستهلاك".

 

ويضيف شوزل: "نحن متحمسون لهذه الطريقة الجديدة لإنتاج اللحوم لأن خلايانا يمكن أن تستمر في النمو عدة مرات مقارنة بالخلايا الموجودة في الحيوان.. في الواقع، يمكننا زراعة العديد من الحيوانات من خلايا حيوان واحد فقط لسنوات عديدة قادمة".

 

منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة

وتقول منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إن إجمالي الانبعاثات الناتجة بسبب الثروة الحيوانية العالمية تمثل 14.5 ٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG)، لافته إلي أن تربية الماشية من أجل اللحوم والحليب تمثل حوالي 65 ٪ من انبعاثات قطاع الثروة الحيوانية.

 

وأشارت دراسة أجريت عام 2019، إلي إمكانية أن يساعد استبدال اللحوم المنتجة تقليديًا باللحوم المستنبتة في التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لأنه بدلًا من استخدام مساحة أكبر للمحاصيل الزراعية اللازمة لتربية الماشية، يمكن إطلاق مساحات كبيرة وإعادة تطويرها أو استخدامها لأغراض أخرى.

 

ووافقت دراسة مقارنة أجريت عام 2011 في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا على ما يلي: "مقارنة باللحوم الأوروبية المنتجة تقليديًا، تتضمن اللحوم المزروعة ما يقرب من 7٪ -45٪ استخدامًا أقل للطاقة، و78٪ - 96٪ انبعاثات أقل من الغازات الدفيئة، استخدام أقل للأراضي بنسبة 99٪، استخدام أقل للمياه بنسبة 82٪ -96٪".

فيما قال موقع «sentientmedia» العلمي، أن فكرة اللحوم المزروعة في المختبر والقائمة على الخلايا قد تبدو محيرة، لافتة إلى أنه منذ ظهور أول قطعة برجر تم زراعتها في المختبر عام 2013، شهدت الصناعة نموًا هائلًا والكثير من التقدم التكنولوجي، ومن المحتمل العثور على اللحوم المزروعة على أرفف متاجر البقالة في منطقتك قريبا.

 

ما هي اللحوم المزروعة في المختبر؟

وقال الموقع العلمي إن اللحوم المزروعة في المعامل، أو اللحوم المستنبتة، تشبه اللحوم التي يتم الحصول عليها من الحيوانات التي تربى في المزارع، حيث إنها تتكون من خلايا حيوانية حقيقية، ولكن الفرق هو أنه خلايا اللحوم التي يتم الحصول عليها مباشرة من أجسام الحيوانات تنمو في عملية لها عواقب سلبية كبيرة على البيئة، فيما تنمو وتنضج خلايا اللحوم المزروعة في المختبر مع تأثيرات أقل على البيئة.

 

هل اللحوم المزروعة في المعامل متوفرة حتى الآن؟

وأوضح موقع «sentientmedia» أن سنغافورة كانت أول دولة توافق على بيع اللحوم المزروعة في المعامل عندما فعلوا ذلك في سبتمبر 2020، والدجاج المزروع في المعامل موجود بالفعل في السوق هناك.. لافتة إلي أن الشركات في الولايات المتحدة وإسرائيل مستعدة لبدء طرح اللحوم المزروعة في المعامل على أرفف متاجر البقالة بمجرد الحصول على موافقة من هيئاتها الإدارية.

 

إيجابيات وسلبيات اللحوم المزروعة في المختبر

وأشار الموقع العلمي إلى أن اللحوم المزروعة في المختبر قد تبدو مريبة للعديد من المستهلكين، سواء النباتيين أو غير النباتيين.. ولكن رغم كل شيء، يتم إنتاج هذه اللحوم باستخدام خلايا مأخوذة من حيوان ثم يتم زراعتها في منشأة إنتاج، وهي تقنية مثيرة للقلق بشكل مفهوم وجديدة للغاية وربما تكون منفرة.. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن اللحوم المزروعة في المختبر هي نفس اللحوم التي يتم إنتاجها من المزارع ولكن مع تقليل الآثار السلبية على البيئة.

 

وأكد الموقع أن اللحوم المزروعة في المعامل تعمل على الحد بشكل كبير من التأثير البيئي للقطاع الزراعي، وذلك لأن زراعة اللحوم تقلل من الحاجة إلى الوقت والموارد المستخدمة في تربية الحيوانات وذبحها.

 

هل اللحوم المزروعة صحية؟

وأضاف الموقع العلمي قائلا إن الخلايا التي يتم زراعتها هي نفسها الخلايا التي تنتجها الحيوانات، والفرق الحقيقي الوحيد الموجود هو أن اللحوم المزروعة يتم إنتاجها باستخدام منشأة مماثلة لمصنع الجعة بدلًا من المزارع.

 

قبول المستهلك لزراعة اللحوم

في استطلاع عام 2017 للمستهلكين، أشار 65.3 % إلى أنهم على استعداد لتجربة اللحوم المزروعة في المختبر، ومن بين هؤلاء قال 32.6 % إنهم سيأكلونها بانتظام، وقال 47.7 % إنهم يفضلون تناولها عن بدائل اللحوم التي تحتوي على فول الصويا.

 

هل تحتوي اللحوم المزروعة في المختبر على ما يكفي من التغذية؟

لا تزال القيمة الغذائية للحوم المزروعة في المختبر غير مفهومة تمامًا، وتحديدًا بالمقارنة مع اللحوم المشتقة من الحيوانات، ويحذر الخبراء من تناول الكثير من اللحوم المزروعة في المختبر، لأن القيام بذلك يأتي بنفس مشاكل تناول الكثير من لحوم الحيوانات التقليدية مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

 

هل اللحوم المزروعة في المختبر آمنة؟

على الرغم من أنه لا يزال منتجًا جديدًا يخضع للبحث والتطوير، فمن المحتمل أن تكون اللحوم المزروعة في المختبر آمنة للاستهلاك بافتراض أنها تؤكل بطريقة مسؤولة ولا يتم استهلاكها بشكل مفرط بالطريقة نفسها التي يتم بها استهلاك لحوم الحيوانات من المزارع في كثير من الأحيان.

 

وهذا لأن المنتجات المعملية هي في الأساس نفس الشيء ويمكن أن تؤدي إلى تأثيرات صحية مماثلة، كما تتمثل إحدى الطرق التي تكون فيها اللحوم المزروعة في المختبر أكثر أمانًا بكثير من الخيارات المشتقة من الحيوانات في أنها تنتج في بيئة خاضعة للرقابة أقل احتمالًا لنشر المرض مقارنة بمزارع المصانع.

 

تكلفة اللحوم المزروعة في المختبر؟

وفقًا للتقديرات الحديثة، سيكلف إنتاج برجر المختبرات حوالي 9.80 دولارًا. في حين أن هذا لا يزال أعلى من أسعار حيوانات المزارع، نظرًا للابتكار والعمل الجاد، ولكن من المرجح أن يستمر السعر في الانخفاض مع زيادة الإنتاج.

 

أبرز شركات اللحوم المزروعة في المعامل:

هناك عدد من الشركات العاملة في صناعة اللحوم المزروعة في المختبر أبرزها:

BioBQ 

BlueNalu 

Mission Barns

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية