رئيس التحرير
عصام كامل

تونس، 73 عاما على اندلاع الثورة التي طردت الاحتلال

الحبيب بورقيبة، فيتو
الحبيب بورقيبة، فيتو

تونس، بدأت ثورة شعبية ضخمة في مثل هذا اليوم من عام 1952 ضد الاحتلال الفرنسي، والسلطات الفرنسية تلقي القبض على الحبيب بورقيبة.

 

مشوار الاستقلال ورحيل الاحتلال عن تونس

حصلت تونس على الاستقلال يوم 20 مارس 1956 بعد مسيرة طويلة من النضال والكفاح الوطني والآلاف من الشهداء وثورة أطلقها التونسيون عام 1952، وكانت سببًا هامًّا في دحر الاستعمار، وتتويج بطولات المقاومين والرموز الوطنية والنضالية طيلة سنوات.

 

بعد العديد من المفاوضات والضغوطات السياسية، تمكن التونسيون عام 1950 من تشكيل أول حكومة تونسية برئاسة محمد شنيق، وذلك دون الرجوع إلى المستعمر الفرنسي وتعهدت آنذاك الحكومة التونسية بقيادة المفاوضات مع فرنسا لحصول البلاد على الاستقلال.

 

أدى ذلك إلى غضب واحتقان شعبي، وتأججت الاحتجاجات والمطالبات الشعبية، التي تزعمها في ذلك الوقت الحزب الدستوري الجديد بقيادة رئيسه آنذاك الحبيب بورقيبة، والاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الرحل فرحات حشاد، إضافة إلى المنظمات الشبابية والكشفية والطلابية والنسائية.

 

احتواء المظاهرات وإجهاض أي احتجاج

حاولت فرنسا في ذلك الوقت احتواء المظاهرات وإجهاض أي احتجاج أو تحرك من شأنه أن يضعف قبضتها على البلاد، فعينت مقيما عاما جديد، يدعى جان دي هوتكلوك، وصفه حينها الكثيرون بكونه متعصبًا ومتشددًا.

 

وصادف يوم وصول المقيم العام الجديد إلى تونس،اليوم الذي توجه فيه بورقيبة بخطاب إلى الجماهير التونسية في مدينة بنزرت الواقعة شمال البلاد، يدعوهم فيها لضرورة المواجهة مع المحتل.

 

وكانت دعوة الحزب الدستوري إلى المقاومة العسكرية، واحدة من بين العديد من الأصوات الوطنية التي قد دعت من جانبها في ذلك الوقت إلى ضرورة الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي.

 

شكاية ضد المحتل الفرنسي لدى الأمم المتحدة

وتقدم في ذلك الوقت أيضًا وفد تونسي يضم صالح بن يوسف ومحمد بدرة بشكاية ضد المحتل الفرنسي لدى الأمم المتحدة.

 

فاقمت هذه التحركات والاحتجاجات من غضب القوات الفرنسية، التي شنت حملة اعتقالات واسعة طالت عديدًا من الناشطين والقيادات الوطنية من بينهم الحبيب بورقيبة والمنجي سليم  صبيحة يوم 18 يناير 1952، أي قبل ساعات قليلة من انعقاد المؤتمر الرابع السرّي للحزب الدستوري الجديد المقرر للمطالبة بإلغاء الحماية الفرنسية وإعلان استقلال تونس، وتنظيم علاقتها مع فرنسا على أساس الاحترام المتبادل.

 

الثورة الشعبية المسلحة.. المعركة الأخيرة

أثار خبر اعتقال بورقيبة والمنجي سليم وبعض الناشطين غضب الشارع التونسي وعمت الإضرابات والاحتجاجات كافة البلاد، ووقع عديد من الصدامات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال الفرنسي التي قابلتها القوات الفرنسية بالرصاص، وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى والقتلى.

 

وكانت تلك شرارة الثورة الشعبية المسلحة التي امتدت إلى كافة ربوع البلاد واندلع عديد من المعارك المسلحة من شمال البلاد إلى أقصى جنوبها، توحدت فيها صفوف التونسيين.

 

وحاولت القوات الفرنسية التصدي لهذه التحركات الشعبية، وتوسعت في الأثناء دائرة الاعتقالات من كافة المنظمات والأحزاب والتيارات التونسية، وامتلأت السجون بآلاف التونسيين الذين مورست عليهم أسوء أشكال العنف والتعذيب، وحوكم أكثر من 3 آلاف تونسي، أصدرت في حق الكثير منهم أحكام قاسية من إعدامات وأعمال شاقة.

 

فرض قانون حظر التجوال

وفرضت القوات الفرنسية قانون حظر التجوال، ونزلت الدبابات إلى الشوارع لبث الرعب في قلوب التونسيين، الذين لم يثنهم ذلك عن الاستمرار في المقاومة. ومع امتداد الحركة الشعبية، نفذت قوات الاحتلال الفرنسي أبشع المجازر البشرية في عدة مدن تونسية وهدمت المئات من المنازل.

 

وقدم التونسيون في ذلك الوقت الدعم اللازم، إلى ثوار الفلاقة الذين التجؤوا بدورهم إلى الجبال، لمحاربة المحتل. ووفروا لهم المؤونة وهربوا إليهم السلاح عبر الدواب والإبل.

 

وخاض الفلاقة حينها عديدًا من المعارك المسلحة، التي منيت فيها القوات العسكرية الفرنسية بالعديد من الهزائم الموجعة في مناطق متفرقة من البلاد، بالرغم من استخدامهم عددًا صغيرًا من الرصاص وبعض البنادق البدائية.

 

ونفذ من جانبه الاتحاد العام التونسي للشغل إضرابات واسعة، واستمرت المظاهرات والاحتجاجات بالبلاد، واستمر ذلك عدة سنوات، مارست فيها فرنسا أبشع جرائمها الإنسانية، ولقيت فيها الدعم من المجموعات المتشددة من المعمرين الذي احتضنوا عصابة اليد الحمراء والتي نفذت العديد من الاغتيالات وكان أبرزها اغتيال فرحات حشاد.

 

انتهت آخر معارك النضال الوطني، بإعلان الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي يوم 20 مارس/آذار 1956.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية