رئيس التحرير
عصام كامل

برامج الجواري والحواري

لم أكن أريد للمحترمة الدكتورة مايا مرسي التخلي عن وقارها الأكاديمي والنزول لحوار الحواري لمذيعتين تتنافستا علي صناعة الترند وهما تعرضان أنوثتهما بثمن بخس في مزاد سوق الجواري، خاصة وأن الدكتورة مايا مرسي تجاهلت مذيعة الترند المسترجلة التي تحرض النساء علي مؤسسة الزواج، وظني أن وظيفة المجلس القومي للمرأة ليست الانحياز للمرأة ظالمة ومظلومة، ذلك أن ما تقدمه مذيعة الجواري لا يختلف عما تقدمة مذيعة الحواري..

 

وأخشي أن يكون المجلس القومي للمرأة من جماعة أن حرية الرأي لنا حصريا، ومن يخالفنا عدونا بل ونحرض ضده ونقطع لسانه وعيشه، ونطالب القنوات بتسريحه لكي يبدو المشهد النهائي (كيد نسا) وردح حريمي علي الهواء.. والحكاية أن هناك امرأة فشلت في حياتها الشخصية وتعاني انفصاما نفسيا لا تؤمن بما تقوله، لأنها لو آمنت به لكانت في مكان آخر بعيدًا عن شاشة التليفزيون.. 

 

حيث تمضي يومها في تنظيف السجاجيد من آثار أقدام زوجها، وتدخل إلى المطبخ وتقضي فيه ساعات متواصلة لإعداد الولائم له، وتنجب الكثير من الأطفال حتى تربطه بها، وتمسك بقطعة قماش من ملابسها تنظف بها الشقة، لأنها لا تستطيع الاقتراب من ملابسه المقدسة بالنسبة إليها.

صناعة الترند


تلك المرأة لا ترى نفسها إلا جارية في قفص الحريم، جارية فراش فقط يختارها السلطان ثم ما يلبث أن ينساها بغيرها تفوقها جمالا وإمتاعا، لا يمكن تغيير فكرها لأنها قناعة وثقافة تأكل عقلها الواعي وتحيلها إلى أداة إمتاع رخيصة، والأخري المتمردة علي الحياة الأسرية وتحرض النساء بسخف، لا تعرف أن ما تقدمه الزوجة لزوجها وأبنائها وبيتها ليس منة ولا تتبعه بأذى.. 

 

بل تعتبره بعض النساء واجبهن المقدس، هناك استثناء لكل قاعدة وقد تكون هناك نساء أسأن إدارة علاقتهن بأزواجهن وبيوتهن، ولكنهن بالتأكيد لسن الأغلبية، بل لا يمكن تعميم خطأ امرأة على جنس النساء، وأسوأ نموذج إعلامي يمكن أن تراه هو النموذج المنحاز، الذي يميل كل الميل تجاه فكرة معينة، ويدافع عنها بكل قوة، ولا ينظر للأمور بحيادية وياسمين عز ورضوى الشربيني مثال حي على ذلك النموذج.. 

 

كل واحدة منهن متطرفة في رأيها، على سبيل المثال: ياسمين عز تريد من المرأة أن تكون جارية عديمة الشخصية وعلى النقيض من ذلك تماما؛ ترغب رضوى الشربيني في جعل المرأة ندا للرجل في كل شيء، ولا تمنحه أي لحظة يشعر فيها أنه يقود سفينة الأسرة. 

 

كلاهما على خطأ، الحياة لا تسير بهذه الطريقة، ولكنها صناعة الترند إحدى أفكار حروب الجيل الرابع، وملخص نظرية ديك تشينى لصناعة الإعلام المزيف المضلل المغيب للعقل، وبعيدا عن ترندات الاختين الحلوين فالرجل يختار من يتوسم فيها أن تكون أما جيدة..

 

فالأمومة أعظم مراتب ومهام الإنسانية، نخطئ حينما نختار من تبهرنا أو من نتصور أنها ستسعدنا أو تمتعنا أو تخضع أو تكون "سترونج اندبندنت وومن" أو كل هذه المواصفات السخيفة التي تروج لها هذه المذيعة أو تلك، وننسي الوظيفة الأهم وهي الأمومة..

 

 

وبذات المنطق فإن أفضل ما تفعله الفتاة أن تختار من تتوسم أنه سيكون أبا صالحا ورجلا مسئولا عن أولاده، فالذكور كثر والرجال قليل، وخير الرجال من يكون أبا صالحا.. يجب أن يكون هناك توازن واحترام ومودة ورحمة في علاقة الزواج، نحن لا نريد صراعا بين الزوجين ينتهي بمأساة، ولا نرغب في رؤية امرأة تشعر بأنها مستعبدة. والرجل العاقل المحترم لا تعجبه من النساء من ذهبت إلى أقصى اليسار بنسويتها الزائفة. ولا تستهويه من ذهبت إلى أقصى اليمين بطريقتها الملزقة.

الجريدة الرسمية