رئيس التحرير
عصام كامل

23 ديسمبر

هذا يوم عيد للمصريين كنّا نحتفل به زمان وتوقفنا عن هذا الاحتفال منذ سنوات.. إنه عيد النصر على شركاء العدوان الثلاثي علينا، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، في عام 1956، انسحاب قواتهم من أراضينا، بعد أن واجهوا مقاومة باسلة من أهل مدينة بورسعيد سجلوا فيها أروع صور البطولة والفداء.
 

لقد اتفق هذا الثلاثي على العدوان علينا بعد أن قمنا بتأميم قناة السويس التي حفرناها بسواعد أجدادنا وسالت فيها دماءهم.. كانوا لا يريدون إسترداد القناة فقط وإنما استعادة السيطرة على مصر كلها بعد توجيه ضربة قاسية لجيشها بحصاره في سيناء من قبل القوات الإسرائيلية شرق القناة والقوات البريطانية والفرنسية غربها، وهو ما أخفقوا فيه ليقظة القيادة المصرية التي أدارت المعركة ضد المعتدين بمهارة سياسية رصدها خبراء ومحللون أمريكان وأروبيون..

ولذلك أخفق المعتدون ولم يجدوا مفرا من الانسحاب من الأراضى المصرية، خاصة بعد الانذار السوفيتي لهم والضغط الأمريكي عليهم.. وانتهى الأمر باحتفاظ مصر بقناتها التي عادت للعمل مجددا بدعم دولي.

 لقد كانت هذه الحرب والتي تعرف دوليا بحرب السويس لارتباطها بالقناة، فارقة بين عالمين، حيث شهدت أفول قوى عظمى وصعود قوى عظمى جديدة.. كما كانت إيذانا بانخراط مصر في عملية بناء كبيرة لم تقتصر على بناء السد العالي الذي إنسحب الأمريكان من تمويله، وإنما شملت العديد من المشروعات الأخرى خاصة الصناعية. 

وهكذا كانت قناة السويس منذ حفرها وحتى الآن حاضرة في الوجدان والتاريخ المصري دوما، ولها مكانة خاصة لدى المصريين حتى ولو كنّا قد توقفنا عن الاحتفال بنصر ارتبط بها وتحقق دفاعا عنها ومن أجلها، وسوف تظل دوما حاضرة في الوجدان والتاريخ المصرى. 

الجريدة الرسمية