رئيس التحرير
عصام كامل

العرب والصين.. الحاضر والمستقبل

المراقب لما يحدث على الساحة الدولية والتحركات الحثيثة للقوى الكبرى وتحديدا أمريكا والصين لخط ود الدول العربية وقارة أفريقيا تحديًا.. يدرك إلى مدى تتمتع هذه البقعة من العالم-أقصد منطقة الشرق الأوسط- بأهمية استراتيجية بالغة؛ ذلك أنها قلب العالم وملتقى طرقه وخطوطه الملاحية برًا وجوا وبحرأ؛ ناهيك عما تستحوذ عليه من  ثروات طبيعية هائلة، وفرص استثمارية واعدة..

 

لكن السؤال الأهم: ماذا يستفيد العرب من الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين؛ ذلك القطب البازغ اقتصاديًا وعسكريًا بصورة تقلق أمريكا التي لا تزال بتحالفاتها واقتصادها وتسليحها صاحبة اليد الطولى على سطح هذا الكوكب؟ 

 

والإجابة ببساطة أن العرب سوف يكسبون بشراكتهم الاقتصادية مع الصين مساحة أوسع للتحرك وقدرة أكبر على تشكيل سياسة خارجية أكثر توازنًا وأسواق أكبر وأكثر حيوية لمنتجاتهم وسلعهم، وهي فرصة تاريخية تحتاجها الصين القطب الاقتصادي الكبير بذات الدرجة التي تحتاجها أمتنا؛ فالصين يمكنها المشاركة بقوة في تطوير بنيتنا التحتية وإمدادنا بالتكنولوجيا الحديثة في المجالات كافة سعيًا لتوطينها في بلادنا، ويمكنها –أي الصين- ضخ مزيد من استثماراتها في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعات الجديدة الأكثر تطورًا وفي قطاعات الطاقة.


تاريخيًا أسهمت  الصين، بدءًا من العام  1956 في تعزيز البنية التحتية في معظم بلدان وطننا العربي (سكك حديدية، موانئ، طرق، منشآت رياضية وصحية ورياضية وصناعية وغيرها)، ولا ننسى أن الصين دعمت قضايا العرب الجوهرية في المحافل الدولية وفي مقدمتها قضية العرب المركزية؛ القضية الفلسطينية وهو ما أعاد الرئيس الصيني شي جين بينغ التأكيد عليه خلال القمة الأخيرة..

 

 

مثل هذه التصريحات تحيي فينا الآمال بما يمكن أن يحققه العرب من مكاسب أو على الأقل الخروج بسلام من الأزمات العالمية والتحديات الجيوسياسية التي تكاد تخنق العالم بفعل الحروب والأوبئة والتضخم وتعثر سلاسل الإمداد.. ما نتمناه أن يستثمر العرب الفرص والمحن لجعلها منحًا تفيد الشعوب وتخفف عنها وطأة الأزمات العالمية الخانقة.. نتمنى!

الجريدة الرسمية